أشد المتشائمين لم يكن يتوقع أن يظهر منتخبنا الوطني بكرة القدم للرجال بهذه الصورة السيئة خلال المباراة التي جمعته مع منتخب اليابان على ملعب الأمير عبد الله الفيصل في جدة ضمن الجولة الثانية من التصفيات المزدوجة لكأس العالم ٢٠٢٦ وكأس ٱسيا ٢٠٢٧ . على الرغم أن الجميع يعلم المستوى المتطور لمحاربي الساموراي والذي أظهرته النتائج القوية خلال فترة التحضير للتصفيات حيث هزم أقوى منتخبات العالم وبنتيجة ثقيلة وتاريخية مما جعله يتقدم على سلم الترتيب ليحتل المركز ١٨ على مستوى العالم وفق التصنيف الشهري للفيفا إلا أن الرهان على حنكة المدرب الأرجنتيني كوبر وإرادة وعزيمة اللاعبين بأن يثبتوا للعالم قدرتهم على مقارعة الكبار وتحقيق المفاجٱت والخروج من المباراة بنقطة التعادل أو الخسارة بفارق هدف أو هدفين .
طبعا هذا ما كنا نتوقعه ونرغب به ولكن كان لليابانيين رأي ٱخر حيث دخلوا المباراة وأطبقوا على منطقة جزاء منتخبنا منذ بدايتها وجربوا شتى أنواع الخطط والتكتيكات أمام استسلام لاعبي منتخبنا الذين لعبوا بخطة ٩ مدافعين ومهاجم واحد وصمدوا لمدة نصف ساعة تخللها فرصة خطرة لليابانيين في الدقيقة ٢٤ أنقذها العالمة بداية وأبعدها الميداني من على خط المرمى في المرة الثانية قبل أن تتلقى شباكنا أول الأهداف اليابانية في الدقيقة ٣٢ عن طريق المهاجم كوبو الذي سدد كرة مباغتة من خارج منطقة الجزاء سكنت الزاوية اليسرى لمرمى العالمة لتكر السبحة ويسجل اياسو الهدف الياباني الثاني في الدقيقة ٣٧ من زمن الشوط الأول ويعاود التسجيل في الدقيقة ٤٠ محققا هدفه الشخصي الثاني في المباراة وبقي منتخبنا مستكينا مستسلما عاجزا عن الوصول لمرمى المنتخب الياباني إلا عبر الكرات الطويلة التي كان مدافعو الساموراي يتعاملون معها بكل هدوء ويبدأون ببناء هجمة مرتدة واستمر اللعب على هذا المنوال حتى نهاية الشوط الأول بتقدم اليابان بثلاثية . مع بداية الشوط الثاني دخل المنتخبان المباراة واليابانيون مازالت شهيتهم مفتوحة على التسجيل وكان لهم ما أرادوا منذ الدقيقة الأولى من زمن الشوط الثاني حيث سجلوا رابع أهدافهم من كرة حرة مباشرة من خارج منطقة الجزاء فيما بقي منتخبنا يلعب بنفس الخطة والطريقة حتى أجرى المدرب كوبر بعض التبديلات وادخل المواس ومردكيان وحميشة وبدأ منتخبنا بالتحرك والوصول لمنطقة جزاء اليابانيين وكاد مردكيان أن يسجل في الدقيقة ٦٩ من زمن المباراة من عرضية تلقاها من المواس وسددها برأسه خارج المرمى ليحاول المواس ومردكيان ثانية في الدقيقة ٧٢ دون جدوى ليعود المنتخب الياباني ويسجل خامس الأهداف في الدقيقة ٨٢ عن طريق هوسياوا وبعد الهدف استكان الفريقان وانحصر اللعب في منطقتنا حتى أعلن الحكم نهاية المباراة بخسارة منتخبنا بخماسية بيضاء .
الصورة التي ظهر بها منتخبنا تستوجب إعادة النظر في وضع المدرب الأرجنتيني الذي لم يقدم أي إضافة تذكر للمنتخب وان كان هذا الأمر واضحا وجليا لكل محبي ومتابعي المنتخب السوري منذ بدء فترة التحضيرات والنتائج السيئة التي حققها ولكن على ما يبدو لم يراها المعنيون في اتحاد كرة القدم علما أن المدرب الأجنبي وكادره يتقاضون شهريا ما يقارب ١٠٠ ألف دولار وبأقل من هذا المبلغ بكثير لو تم التعاقد مع أحد خبراتنا الوطنية لكان لمنتخبنا وضع ٱخر والجميع يتذكر أيام فجر إبراهيم وأيمن حكيم في تصفيات كأس العالم السابقة ، من المهم جدا فعل شيء لمنتخبنا الذي يضم أسماء كبيرة على مستوى كرة القدم العربية والأسيوية وتحتاج لمن يوجهها ليعود منتخبنا لسابق عهده قادرا على مقارعة الكبار والتغلب عليهم ويكون الرقم الصعب في أي مسابقة يشارك فيها والأهم هو إعادة البسمة على وجوه الجماهير السورية المتعطشة للفوز والفرح .. فهل من مجيب ؟؟؟
يوسف بدور