شهداؤنا الأبرار رسموا بدمائهم الطاهرة دروب العزة والكرامة والكبرياء

اختاروا الشهادة طوعاً .. سقوا شجر الوطن ووروده وأرضه بدمائهم الطاهرة فارتفع شامخاً .. تساموا فوق ملذات الدنيا فاحتضنتهم ملائكة السماء فرحاً وغدوا النجوم المتلألئة .. جند النصر صاغوا المنايا حياة في تدفقهم فأعشب السفح بخوراً وغاراً ..
أبطال عقدوا العزم على النصر أو الشهادة في سبيل الوطن , ما خاب من يفتدي الأوطان بالروح , نادوا نحن فداؤك يا وطني ستظل رايتك خفاقة فوق الذرا… ستظل حراً شامخاً تهدي النجوم زهورك البيضاء , نحبك ونلبيك طوعاً رغم أنياب الردى .. هبنا عبيرك كي نطير على هدى ..
شهداؤنا الأبرار رسموا بدمائهم الطاهرة دروب العزة والكرامة والكبرياء،وتسلحوا بالشجاعة ،وقدموا الغالي والنفيس في سبيل أن تبقى راية الوطن مكللة بالمجد والفخار, فكانوا قدوة ومنارات على هذه الطريق جادوا بأرواحهم حملوا معهم رسالة الوطن فكسبوا مجد الشهادة وسطروا التاريخ حروفاً من نور لتبقى خالدة أبدا.
فالشهداء قناديل العزة والفخار وعنوان الشموخ والرجولة الذين جسدوا قيم الكرامة بأسمى معانيها واستبسلوا في الدفاع عن الوطن ومقارعة الأعداء والخونة والمتآمرين  فكانت كلماتهم التي خطوها بمداد دمائهم عناوين المجد والخلود.

تتجسد في  الشهادة والشهداء  أسمى صور الوطنية الرائعة التي تعكس التفاني في سبيل الوطن والذود عن ترابه،   ولأن الوطن أغلى ما في الوجود وأسمى ما في الكون، ولأنه الهوية والجذور والانتماء فقد نذر الشهداء أرواحهم ودماءهم ليبقى  شامخاً حراً أبياً فنالوا شرف الشهادة وساماً ومجداً وكبرياء، وأعطوا المثل المشرف في حب الوطن والذود عن ترابه بأغلى ما يملكه الإنسان في مواجهة الأعداء المتربصين  بسورية ودورها وصمودها.
حتى الآن لم تتوقف قوافل الشهداء الذين تجود بهم المدن والقرى السورية وكل بقعة من ارض سورية الغالية, نستمد من دمائهم القوة والشجاعة ومن أسرهم الصبر والثبات في وجه الإرهاب الأسود ,ونحن متفائلون في الانتصار الذي بات قريبا بفضل بطولات  بواسل الجيش العربي السوري , وتضحيات الشهداء أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر.
إن سورية التي بذل الشهداء الأبطال أرواحهم  ودماءهم رخيصة من أجلها ستعود أكثر تماسكا وأقوى محبة وأجمل مستقبلا وان الوطن الذي يبذل أفراده أرواحهم في سبيله هو الوطن العزيز والغالي والشامخ .
بتصميمهم على التضحية والعطاء المستمر ، وإيمانهم العميق بالوطن يسطر حماة الديار صباح كل يوم أجمل صور الملاحم الوطنية ، وأروع البطولات ، بذلوا الروح والدم كي يعيش الوطن وأبناؤه بكرامة وعزة .
أما أسر الشهداء فيستحقون كل الاحترام كونهم حولوا مراسم تشييع أبنائهم الشهداء إلى أعراس  وطنية وأثبتوا بوعيهم عشقهم الكبير لوطنهم والاستعداد للتضحية من  أجل بنائه.
كعادتها تستمر جريدة العروبة بزيارة أهالي أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر … أهالي من فاضت قلوبهم حباً للوطن ..

ذوو الشهيد البطل النقيب المهندس سومر عز الدين الوقاف:
الشهداء أقدس وأسمى من كل الكلام
لم يتأخر شباب ورجال الوطن عن واجبهم حين دعاهم الوطن لبوا النداء , أبطال سوريون لهم في كل يوم قصة صمود وموقف إباء إنهم شهداؤنا الأبرار فرساننا معجزة العصر، أولئك المزروعون في ضمير ووجدان الشعب .. ومنهم الشهيد البطل النقيب المهندس سومر عز الدين الوقاف الذي نال شرف الشهادة في سبيل الوطن بتاريخ 29-3-2017 .
حدثنا والد الشهيد قائلاً : ثماني سنوات مرت على الحرب والغار يزين جبين سورية ورايات العز والفخار تخفق في سمائها بفضل تضحيات جيشنا الباسل الذي جسد بانتصاراته الأسطورية على قوى العدوان الأنموذج الأمثل للبذل والعطاء , سطروا أروع ملاحم البطولة في مقارعة العدوان وكانوا في كل ساحة رمزاً للصمود والمقاومة والانتصار حيث عززت النجاحات العسكرية والانجازات التي حققتها سورية بالتعاون مع أصدقائها ضد التنظيمات الإرهابية النهج الممانع لسياسات الدول التي تحاول كسر إرادة الشعوب التي ترفض الخضوع لاملاءاتها …
وأضاف :لقد قدم ولدي البطل سومر نفسه طواعية للدفاع عن الوطن منذ بداية الحرب , كيف لا وقد تربى في بيت يعشق تراب الوطن ، و خاص معارك النصر ضد العصابات الإرهابية الظلامية في القصير وريف دمشق أثبت خلالها شجاعته ورجولته وتفانيه وحبه الكبير لوطنه .. في آخر إجازة له قال لي : رغم كل المحن والتحديات ورغم الجراح النازفة في محراب السيادة والكرامة إلا أن ذلك لن يؤثر في عزيمتنا وإصرارنا على متابعة الحياة ومواجهة كل من أراد بنا وببلدنا سوءاً أو شراً , إننا أبناء الجيش العربي السوري نذرنا أرواحنا وأجسادنا قرباناً للوطن الغالي ولن تخلو منا ساحات المواجهة ضد المجموعات التكفيرية وسنواصل تحقيق الانجازات في القضاء عليها وعلى داعميها ،إرادتنا لن تلين مهما عظمت التحديات واشتدت المؤامرات , سنستبسل في الدفاع عن الوطن وصون ترابه الطاهر …
بتاريخ 29-3-2017 أثناء تأدية البطل سومر لمهمة في القابون أصيب بشظايا صاروخية أطلقتها العصابات المجرمة فارتقى شهيداً في سبيل الوطن ..
و أستذكر هنا ما قاله القائد المؤسس حافظ الأسد : الشهداء هم الشرفاء والقديسون .. الشهداء أحياء في ذاكرتنا .. في سجلاتنا .. في تاريخنا وهم أحياء في ضمير القيم الأخلاقية الحضارية والإنسانية فمن يضارع الشهيد في عظمته ومن يضارع الشهيد في خلوده .
هنيئاً للبطل سومر ولشهداء الوطن بهذا الشرف وبهذه المرتبة القدسية , فهم مشاعل الكرامة، وعهداً سنبقى الجنود الأوفياء لأجل غد مشرق عنوانه الكبرياء وملؤه الأمن والأمان في وطن العزة والإباء واضعين نصب أعيننا حتمية النصر ودحر مؤامرات الأعداء والقضاء على عصاباتهم حتى تطهير التراب السوري على امتداد ساحة الوطن من رجس الإرهاب التكفيري
الرحمة لشهداء الوطن الأبرار و الشفاء العاجل للجرحى الأبطال و النصر المؤزر لسورية الحبيبة
السيدة نوال والدة الشهيد قالت: هو فرحة قلبي الأولى، ابتسامته الطيبة لن أنساها ما حييت أخلاقه النبيلة شجاعته و رجولته ، تميز منذ صغره بذكائه ، كان من الأوائل في الجامعة كلية الهندسة المدنية شغف بالبحث العلمي فكان واسع الثقافة و الاطلاع ..
و أضافت : تلقى عدة عروض عمل خارج سورية مع بداية الحرب على البلاد ، ورفض السفر للعمل في دولة اشتركت في حبك خيوط المؤامرة و دعمت الإرهاب بالمال و السلاح و أعلنت حربها على سورية ،قدم نفسه لخدمة علم البلاد قائلاً: نحن رجال الوطن لبينا النداء لأننا أبناء سورية الأم التي ربتنا و علمتنا معنى الرجولة ولن نقبل أن تمس يد الغدر و الإرهاب أرضها الغالية سنلاحق هؤلاء المرتزقة المأجورين أينما وجدوا لنعيد الأمن و الاطمئنان إلى وطننا.
تتابع حديثها قائلة: حارب مع رفاقه أعداء الوطن الشياطين التي جاءت من كل بقاع الأرض لتقتل و تدمر و تشرد و تذبح وقفوا ضد مخططاتهم رفعوا راية الحق بقلوب تخفق بحب الوطن .
وأضافت :عندما جاءني نبأ استشهاده كان الخبر كجمرة نار في قلبي لكني مؤمنة بقضاء الله و قدره و أقول الحمد لله رب العالمين فالشهادة أقدس و أرفع و أسمى من الكلام كل الرحمة لأرواح الشهداء و الصبر و السلوان لأهلهم و النصر للوطن الغالي سورية الحبيبة.

أسرة الشهيدين البطلين الملازم شرف ادور محمد علي
و الملازم شرف سيمون محمد علي : تاريخ وطن يعشق الشهادة
بروح مفعمة بالعزة والإيمان يودعون أبناءهم يزفونهم ملفوفين بعلم الوطن وعلى أكتاف رفاق السلاح الذين نشروا الأمن و الأمان تحت ظلال الوطن, يودعونهم بالزغاريد وأكاليل الغار و برائحة العزة والفخر و الشموخ ..
السيدة كوكب واحدة من الأمهات الكثيرات اللواتي ودعن أولادهن بقلوب ملؤها الفخر و بإيمان أن دماءهم لن تذهب سدى ,فالوطن غال و عزيز و يستحق منا التضحية ،حدثتنا الوالدة عن شهيدها الأول الشهيد البطل الملازم شرف سيمون محمد علي قائلة : الشهداء يروون بدمائهم الزكية تراب الوطن فتتعطر سماؤه بعبق الحرية وأنسام المجد و معاني الفداء و تزهو الحياة حباً و تفوح شذا ، تشرق الصباحات معطرة بأريج التضحيات يسطرون سفر الخلود حروفاً من نور تصور بطولات الرجال الذين اختاروا الشهادة عنواناً للنصر و التحرير و كرسوا بدمائهم معاني راسخة للتضحية و الفداء و كتبوا على جبين المجد تاريخ وطن يعشق أبناؤه الشهادة .
كان البطل سيمون زهرة أيامي و عطر روحي كان رجلاً شجاعاً و شهماً منذ بداية الحرب على سورية شارك الأبطال في المواجهات و المعارك ضد العصابات الوحشية الظلامية التكفيرية كان صنديداً في المعارك لا يهاب الموت و يشهد له رفاق السلاح , أذكر حديثه الواثق والمؤمن بقدسية المقاومة لأنها رد على اغتصاب الأرض و الحقوق و من حق من احتلت أرضه أن يقاوم حتى آخر رمق ليستعيد حقه و يدافع عن حريته ووجوده و كرامته فما قيمة الحياة إذا لم ندافع من أجل الهوية و الحفاظ على جوهرها،
ظل يتنقل من منطقة إلى أخرى و من معركة إلى أخرى حتى استشهد بتاريخ 7/1/2016 تاركاً لنا ذكرى و أمانة سنحفظها في قلوبنا ما حيينا إنها ولده غدير في الصف الرابع و ابنته هديل في الصف السادس .
أما الشهيد الثاني الغالي ادور فهو أنشودة تهطل لحناً على أوتار قلبي برحيق الحب والحنان، عندما بدأت الحرب الظالمة على بلدنا قدم نفسه للوطن متطوعاً في صفوف الجيش العربي السوري وخاض عدة معارك ضد أصحاب رايات الموت ، كان كتوماً لا يخبرنا عن أية مهمة قتالية حتى ينتهي من تنفيذها ولا عن أي إصابة حتى يشفى .
في آخر زيارة له سألته عن الاسم الذي اختاره لطفله القادم فقال : شادي . ضممته الى صدري وعانقته العناق الأخير وشممت منه رائحة الكرامة والعزة ورأيت في عينيه صورة وطن ، دعوت الله أن يحميه ويحمي الأبطال ويكتب لهم النصر
توجه البطل ادور لتنفيذ مهمة في حلب .. استشهد هناك بتاريخ 7/4/2017 وجاء شادي الى الحياة بعد استشهاد والده بأربعة أشهر ,الرحمة لأرواح الشهداء الأبرار .. والتحية لرجال الوطن وهم يكملون مسيرة التطهير من دنس الإرهاب المجرم
والد الشهيدين يقول : إن الحرب الهمجية الظالمة على وطننا حصدت أرواح الأبرياء فلا يوجد بيت في سورية إلا وقدم شهيدا ً أو أكثر .. فأنا والد لشهيدين وجريحين من أبطال الوطن .
وأضاف : شارك البطل سيمون في المعارك ضد العصابات الإرهابية في معظم أحياء حمص وفي منطقة التيفور ..
ثم تابع خوض غمار المعارك في اللاذقية وحلب، بتاريخ 7/1/2016 وأثناء تأدية المهام الموكله إليه في كويرس بحلب، نال شرف الشهادة في سبيل الوطن ..
أما البطل ادور فمعظم المعارك التي خاضها كانت في اللاذقية وحلب بتاريخ 7/4/2017 اشتدت المواجهات في (دير حافر) بحلب، كانت أعداد العصابات المجرمة كبيرة جدا ً بعتاد متطور يحتوي كل صنوف الأسلحة ، استبسل الأبطال في المعركة وكان البطل أدور ينادي – الشهادة أو النصر والشهادة أولا ً يا أبطال حتى انفجر أحد الصواريخ الإرهابية بجانبه وأصيب جسده بتهتك شديد ..
نام ادور إلى جانب شقيقه في أرض الحرية والسلام … نبكي الفراق الموجع لكننا نرفع رؤوسنا عالياً فنحن أهل الشهيدين البطلين .. نحن أهل الذين خاضوا المعارك ضد الإرهاب في كل المناطق التي يتواجد فيها المرتزقة ..
الحمد لله رب العالمين .. إن مايعيشه الوطن هو معركة الحياة في مواجهة وحوش الموت ، معركة القيم والمثل والحضارة والتاريخ في مواجهة أعداء الإنسانية .. فتحية لأولئك القابضين على الزناد ،المدافعين عن قيم الخير والمحبة والسلام ، الذين يبعثون الحياة في القلوب التي أتعبها حقد الوحوش ..
وأخيرا ً اسمحوا لي أن أقدم شكري وامتناني لجريدة العروبة التي تغمرنا بكلمات المواساة والدعم وتمسح دمعة قهر تسكبها عيون مشتاقة ..
الرحمة والخلود لأرواح الشهداء الأطهار والنصر المؤزر لسورية .

لقاءات : ذكاء اليوسف

المزيد...
آخر الأخبار