أتمتة امتحانات الشهادة الثانوية بين تقبل ورفض وقلق …. مدير التربية :تسمح باعتماد الطالب على مهارات التفكير العليا )تحليل واستنتاج) المعلومة… تضمن العدالة في التصحيح وتخفيف الضغط النفسي عند الطلاب… المرسوم ٤٢ يضبط عمليات الغش الامتحانية بشكل صارم…
بهدف تطوير العملية الامتحانية من ناحية و حسن سير الامتحانات ودقة إصدار النتائج وبناء على خطة وزارة التربية في تطوير منظومة الامتحانات وفق رؤية تتناسب مع التطور العالمي والتحول الرقمي تم اتخاذ قرار التحول لنظام الأتمتة في الامتحانات العامة لطلاب الشهادة الثانوية بفروعها للعام الدراسي 2023 – 2024 وعلى بعض المواد في الامتحان النصفي والتجريبي.
“العروبة” استطلعت آراء الطلاب والأهالي وكذلك عدد من المدرسين حول قرار وزارة التربية بتطبيق الامتحانات المؤتمتة على امتحانات الشهادة الثانوية بجميع فروعها خلال الدورة الامتحانية القادمة.
الموجه الاختصاصي لمادة الفيزياء حسن الجبر أشار أن نظام الأتمتة تجربة جيدة.. ولكن بعض الطلاب أبدوا قلقهم من هذه الخطوة لعدم تدربهم على هذه النوع من الإجابات، والتي كان يفترض أن تكون متدرجة أي أن يتم البدء بأتمتة الامتحانات من الأول الثانوي ثم الثاني الثانوي وبعدها الثالث الثانوي، حينها يكون الطالب قد تدرب على هذا النوع من الامتحانات وحتى المدرس أيضا..
المدرس كاظم أوضح أن أسئلة الاختياري تعد من الاختبارات الموضوعية التي تعكس العدالة في التصحيح وعدم تأثير شخصية المصحح في نتائج الاختبار، مشيراً إلى وجود هفوات وتعدد آراء أيضا على الرغم من توحيد سلالم التصحيح في التصحيح اليدوي.
وتبدي شآم طالبة ثانوية عامة (علمي) تخوفها من نظام امتحان الأتمتة بسبب أن ورقة الأتمتة لا تسمح لها بإجراء أي عمليات حسابية جانبية كما النظام السابق، ( جزء من أسفل الصفحة لورقة الإجابة كمسودة ..
أشارت هناء (ثانوية علمي) أن بعض زملائها أبدوا تفاؤلهم بهذا القرار واعتبروه أسهل بينما البعض الآخر أظهروا قلقهم كونهم سيضطرون لحفظ المعلومات حفظا آليا دون فهم… وتساءلت ماذا عن الطلاب الذين سيتقدمون للامتحان النهائي بشكل حر.. كيف سيتمكنون من معرفة اختيار الإجابة الصحيحة من بين الأسئلة كونهم لن يخضعوا للاختبار التجريبي على نظام الأتمتة في الفصل الأول كالطلاب النظامين .. وبالتالي هم عرضة للكثير من الإشكاليات…
الكثير من الأهالي أكدوا أن التحول لنظام الأتمتة يحتاج للتدرج والبدء من الصف الأول الثانوي.. فطالب الشهادة الثانوية يعاني منذ بداية العام من الضغوطات الكثيرة وأهمها المنهاج الكثيف ولا ينقصه قلق الامتحان واختصار زمنه.. وباعتبار امتحان الشهادة الثانوية هو الانطلاقة لتحديد مستقبل الطالب فمن الضروري تخفيف الضغط عنه كونها مرحلة مصيرية.. لا أن يزيدوا هم الطالب هماً لذلك كان قرار نظام الأتمتة صدمة للطلاب… حيث نشطت حركة الدروس الخصوصية للتدرب على الأتمتة بشكل سريع من جدبد ..
بعض المدرسين الذين تواصلنا معهم قالوا: إن نوعية الأسئلة المؤتمتة تحتاج إلى الوقت حتى تحقق الهدف، لأن الطالب وخاصة في الفرع العلمي ولاسيما مواد الرياضيات والفيزياء والكيمياء كان قد تعود على حل السؤال للوصول إلى النتيجة النهائية ويقارن النتيجة التي وصل إليها مع الخيارات المطروحة ويختار الصحيح منها، لذلك يحتاج الطالب إلى زيادة التركيز والفهم لاختصار الوقت واختيار الجواب الصحيح مباشرة…
وأشاروا أن المدرسين حاليا لا يملكون بعد الخبرة بوضع أسئلة مؤتمتة لم يتدربوا عليها أصلاً.
أشار مدير التربية فراس عياش إلى أن نظام الأتمتة أعاد الامتحانات إلى مسارها الصحيح وذلك من خلال اعتماد الطالب على مهارات التفكير العليا لديه (تحليل واستنتاج) المعلومة إضافة إلى أن نموذج الأسئلة الاختيارية تخفف من الضغط النفسي الذي يعاني منه الطلاب قبل الامتحان وهنا لم يعد للتوقعات التي يتم طرحها على الطلاب أي داع لتعدد الأسئلة والخيارات، والأهم من ذلك أنها تخفف من ظاهرة الغش الامتحاني ، نظراً لتعدد النماذج في القاعة الواحدة..
كما نوه إلى أن الاعتماد على النظام المؤتمت يخفف من ظاهرة الدروس الخصوصية التي تحولت إلى تجارة لا يمكن الحد منها إلا بالامتحانات الموضوعية… وأوضح أن عمليات التصحيح هذا العام لن يتدخل بها المدرسون المصححون كما في كل عام وبالتالي يكون الطالب بعيدا عن مزاجية المصحح وبذلك نضمن العدالة للجميع وعدم حدوث أي خطأ مما يساهم في حماية الطلاب وحصولهم على حقهم.
وأضاف : ومن إيجابيات النظام المؤتمت أيضا اختصار زمن الامتحان للمادة الواحدة وإفساح المجال للطالب بالتفكير بالإجابة عوضاً من الجهد الذي يبذله في الكتابة الإنشائية إضافة إلى السرعة في إصدار النتائج مما ينعكس على نتائج المفاضلات الجامعية وبداية العام الدراسي حسب التقويم المدرسي والجامعي. منوها إلى فكرة ضبط الامتحانات خاصة بعد صدور المرسوم ٤٢ لعام ٢٠٢٣ حيث تم اتخاذ إجراءات صارمة بحق كل من يساهم بعمليات الغش الامتحانية (حبس وغرامة مالية) كما أنه لا يسمح للقضاة بالأخذ بأي سبب لتخفيف الجرم.. وبخصوص الإجراءات التي قامت بها مديرية التربية لاجتياز الطلاب تجربة الامتحان المؤتمت بشكل جيد قال : تم الاجتماع مع مدراء الثانويات (ريف ومدينة – مركز) ورؤساء المجمعات التربوية والموجهين الاختصاصيين والتربويين إضافة إلى رؤساء دوائر امتحانات التعليم الأساسي والثانوي والخاص ودائرة الصحة المدرسية لإعطاء التعليمات حول الامتحان وطلب من مدراء المدارس إحضار مخططات القاعات وتسليمها لدائرة الامتحانات حيث تم تفريغ أسماء الطلاب وأرقامهم الامتحانية لتصل للطالب جاهزة كما تم طباعة الأسئلة وهي نماذج مختلفة وبعد انتهاء الامتحان تعاد أوراق الإجابة مع أوراق الأسئلة بظرف مختوم إلى دائرة الامتحانات ثم لوزارة التربية ليتم تصحيحها.. فقط مادة اللغة العربية سيتم تصحيحها هنا بعد تشكيل لجنة خاصة بذلك..
بشرى عنقة