أقساطها تقصم الظهر!! المعاهد التعليمية الخاصة …هل حققت الفائدة المرجوة منها؟.. الأهالي :رغم ارتفاع أسعارها تبقى أرحم من الدروس الخصوصية.. التربية :ضرورة حصول المدرس في المخبر اللغوي على موافقة المديرية.. 84 مخبرا لغويا مرخصاً في المحافظة..
انتشرت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة معاهد التقوية أو ما تسمى “بالمعاهد التعليمية” كالنار في الهشيم ، ومع مرور السنوات أصبح عددها لا يستهان فيه، فلا يكاد يخلو حي من معهد تعليمي خاص ولكافة المراحل من الصف الأول الابتدائي وحتى الثالث الثانوي، وباتت المعاهد تأخذ دور المدرسة ، وهذه الحال لم تأت من فراغ بل هناك عوامل وأسباب دفعت بأولياء الأمور إلى تسجيل أبنائهم في تلك المعاهد، متحملين أعباء مالية كبيرة تفوق طاقتهم .. والسؤال الذي يطرح نفسه هل استطاعت هذه المعاهد أن تحقق الجدوى والفائدة للطالب.. .
أسباب كثيرة تحدث عنها الطلاب برروا فيها تسجيلهم بمعاهد التقوية منها صعوبة المناهج الدراسية وكثافتها وعدم قدرة الطالب الاستفسار عن السؤال الذي يصعب عليه فهمه والرغبة في رفع مستوى التحصيل العلمي والرغبة في التفوق، وثمة أسباب أخرى تتعلق بعدم قدرة الأهالي من متابعة أولادهم في المنزل إما لعدم وجود الوقت الكافي وانشغالهم بأكثر من عمل .
الطالبة سيدرا ” ثالث ثانوي علمي” قالت : المنهاج صعب، ويحتاج إلى تركيز كبير وهناك الكثير من المسائل التي يصعب علي فهمها وفي المدرسة ونظرا للكثافة الطلابية لايوجد الوقت الكافي للشرح لكل طالب منوهة أن بعض المدرسين قد يغيبون عن حصصهم فلا يأخذ الدرس حقه من الشرح , مبينة أنه و لتعويض النقص الحاصل يقوم المدرس بإعطاء أكثر من درس في الحصة الواحدة وهذا يشكّل ضغطاً كبيراً على الطلاب .
الطالبة سوسن ” الصف السابع” قالت: المنهاج كثيف والمواد العلمية صعبة وتحتاج لشرح وتركيز لذلك التحقت بمعهد تقوية بدلاً من التسجيل عند مدرّس خصوصي، لضمان حصولي على درجات عالية في نهاية العام الدراسي .
أشار عدد من الأهالي أنه بات من الضروري اللجوء إلى معاهد التقوية، أو الدروس الخصوصية، رغم أعبائها المادية المرتفعة من أجل تقوية أبنائهم في المواد العلمية، وذلك بسبب تراجع العملية التعليمية في المدارس العامة في ظل المناهج الحديثة المتطورة، وعدم قدرة الأهالي على متابعة مناهج أبنائهم، وحسب رأيهم تبقى أسعار المعاهد أرخص من الدروس الخصوصية,وبينوا أن أقساطها مرتفعة وتقصم الظهر خاصة لذوي الدخل المحدود,منوهين أن المعاهد ترفع أسعار دوراتها التعليمية كل عام بشكل كبير ..
..
أبو عبد الله أكد أنه يتكبد سنويا مبالغ طائلة لتدريس أبنائه في معاهد التقوية مرجعا ذلك لعوامل متعددة تجبره على ذلك كون التعليم في المدارس لم يعد كما في سابق عهده فهناك تراجع في أداء الكثير من المدرسين في المدارس إضافة للكثافة الطلابية و نادرا ما نرى بعض المدرسين يقومون بإعطاء الدروس بشكل يغني الطلاب عن الالتحاق بمعاهد التقوية للأسف…
رئيس دائرة التعليم الخاص في تربية حمص بسام درغام قال “يبلغ عدد المخابر اللغوية المرخصة والحاصلة على موافقة الوزارة وقرار المكتب التنفيذي بالمحافظة (84 )مخبرا لغويا خاصا ، حيث يشرف على عمل المخبر اللغوي موجه اختصاصي يتابع عمله من الناحية التعليمية والتربوية وفي حال وجود أي شكوى تتم معالجتها من خلال لجان مختصة حيث يتم توجيه المشرف المختص للقيام بجولة على المخبر ومعالجة المشكلة وضبط المخالفة وحسب نوعها يتم تقرير العقوبة اللازمة (تغريم _إغلاق _تعويض مقابل ضرر_إلغاء ترخيص ).. أما متابعة وجود المخابر غير المرخصة فهذا من عمل الضابطة العدلية بمديرية التربية حيث يتم الكشف على أرض الواقع وفي حال ثبوت المخالفة يتم التغريم بمبلغ (500000)ليرة وإغلاق البناء المخالف بالشمع الأحمر لمدة ثلاثة أشهر عملا بأحكام المرسوم التشريعي رقم 35لعام 2020 وتعديلاته… منوها أن كافة المؤسسات التعليمية الخاصة ومن ضمنها المخابر اللغوية خاضعة للمرسوم التشريعي رقم 55 لعام 2004 وتعليماته التنفيذية المعدلة حيث أن كل شخص يرغب بترخيص مخبر لغوي يجب أن يحمل إجازة جامعية وغير موظف وغير محكوم _تقرير طبي خالٍ من الأمراض السارية مخطط للعقار المراد الترخيص عليه ضمن المنطقة التنظيمية بالإضافة إلى ملكية العقار أو عقد إيجار لمدة خمس سنوات وأن يحصل الكادر التدريسي الذي يعمل في المخبر اللغوي المرخص على موافقة مديرية التربية كمدير من قبل الصاحب أو إداري أو مدرس يحمل إجازة جامعية /اختصاص /ويكون خارج الملاك.
وأضاف :تم اتخاذ عدد من الإجراءات بحق المؤسسات التعليمية المخالفة في عام 2023 بين معاهد ورياض غير مرخصة وتوزعت في أحياء مختلفة وهي “الأرمن –السبيل- ضاحية المجد -عكرمة شارع العشاق- وادي الذهب – الزهراء- كرم اللوز “شارع الخضري”- الغوطة -باب السباع- الحمراء – المضابع” وفي قرى المنزول وخربة التين و بلقسة و تلكلخ “البهلونية”.
أخيراً
من حق أهالي الطلاب البحث عن أي وسيلة لرفع المستوى العلمي لأبنائهم والقيام بتسجيل أبائهم في معاهد التقوية كحل لكي يحصدوا نتائج مرضية ، ولكن يجب أن تكون تلك المعاهد تحت إشراف وزارة التربية من خلال شروط تضبط آلية عملها في ظل انتشارها الواسع .
هيا العلي