«الأشرفية» … نقص حاد في الخدمات .. ضرورة تعويض المزارعين المتضررين نتيجة حرق أراضيهم المزروعة بمحاصيل إستراتيجية
الأشرفية قرية حباها الله طبيعة غنّاء جميلة ، تعرضت خلال الحرب لاعتداءات كثيرة من قبل المجموعات الإرهابية التكفيرية , التي قامت بإحراق أراضيها وتسببت بتهجير أهلها بعد أن دمرت منازلهم واليوم وبعد ثماني سنوات من الحرب الظالمة وبعد عودة الأمن والأمان إليها بفضل تضحيات بواسل الجيش العربي السوري عادت الأشرفية تستنشق عبق الحياة , وتنهض من جديد كطائر الفينيق , بالرغم من تعرض كافة المرافق والخدمات فيها للأذى والتخريب والتي أصبحت تحتاج لإعادة تأهيل وترميم من جديد .
زارت العروبة القرية والتقت عدداً من الأهالي وأعضاء المجلس البلدي سليمان أحمد طه ونوفل عبد الكريم العبدو ورئيس الجمعية الفلاحية محمد سليمان الزمتلي و ورئيس مكتب الشهداء غسان حاج علي ورئيس البلدية محسن الزين .
الحاجة ماسة
يؤكد الأهالي أنه خلال العام الحالي لم يتم توزيع أي لتر من مادة المازوت الزراعي , علما أنهم بحاجة ماسة للمازوت المخصص للآليات الزراعية لنقل الحبوب إلى الصوامع . وقد اشترى الأهالي المازوت من السوق السوداء بأسعار خيالية كل 18 لتراً بقيمة 8000 ليرة مع الإشارة إلى أن 95% من أهل القرية حصلوا على البطاقة الذكية المخصصة لذلك .
وقد تم توزيع الدفعة الأولى وجزء من الثانية من مخصصات مازوت التدفئة للأهالي ..
المادة متوفرة
يوجد مركزان لتأمين وتوزيع مادة الغاز المنزلي في القرية , ويتم تأمين الإسطوانات كل 23 يوماً للمواطنين وتباع بالسعر النظامي والمحدد .
بحاجة إلى استبدال
تم تزويد القرية بشبكة مياه الشرب منذ سبعينيات القرن الماضي وقد أصبحت قديمة جداً لا سيما أنه لم يطرأ عليها أي استبدال , كما أن أقطار أنابيب المياه صغيرة جداً ولا تؤدي الغرض منها اليوم خاصة بعد التوسع السكاني والعمراني الذي شهدته القرية . إذ يبلغ قطر الأنبوب الرئيسي 4 إنش فقط والفرعية ذات أقطار متنوعة تتراوح ما بين 2 إنش ونصف إنش فقط .
يعقب رئيس البلدية بأنه تمت مخاطبة الجهة المعنية لاستبدال أنابيب الخط الرئيسي على الأقل ولكن «دون جدوى حتى الآن » وقد تم إعداد دراسة بتكلفة 130 مليون ل .س منذ ثلاث سنوات وهي بعهدة مؤسسة المياه وبانتظار تعهيدها لمتعهد … وعالوعد يا كمون !
حفر ومد خط كهربائي
وعلى الرغم من قيام أهل القرية بعمل شعبي لتأمين الكهرباء لمحطة ضخ مياه تير معلة بقيمة 400 ألف ل س لدعم القرية بالمياه خاصة مع ساعات التقنين الكهربائي الطويلة , ولكن للأسف الواقع اليوم سيئ, لذلك من الضروري حفر ومد خط كهربائي يدعم الخط الموجود بالمحطة , كون الأهالي يلجؤون لشراء المياه كل خمسة براميل مياه شرب بقيمة 1500 ل.س , مما يشكل عبئاً مادياً إضافياً هم بغنى عنه .
ويضيف رئيس البلدية : تشرب القرية من نبع عين التنور ,كل ثلاثة أيام مرة واحدة فقط وهي غير كافية لا سيما أن الكثير من المنازل لا تصلها المياه جراء قلة الضخ وصغر قطر الأنابيب .
التيار ضعيف
تمت تغذية الأشرفية بالتيار الكهربائي منذ ثمانينات القرن الماضي بشبكة طولها 960 متراً ويوجد محولة واحدة فيها ذات استطاعة 400 ك. واط ساعي لتغذية التيار … ولكن أهل الحي الشرقي يعانون ضعف التيار الكهربائي الذي أدى إلى تعطل العديد من الأدوات المنزلية الكهربائية … وأشار رئيس الجمعية الفلاحية أنه تم استبدال جزئي للشبكة ولا يوجد أي استجرار عشوائي من الأهالي, لكن الشبكة تعرضت لبعض الاعتداءات عليها وسرقة الكابلات , واليوم واقع الكهرباء تحسن .
الشبكة قديمة
أعضاء المجلس البلدي قالوا : شبكة الصرف الصحي قديمة جداً , وتخدم كافة المنازل وهي بطول 960 م وحبذا لو يتم استبدال الأجزاء المهترئة منها , وهي تصب بمحطة معالجة الرستن .
ويضيف رئيس البلدية أنه يوجد مصارف مطرية يبلغ عددها تسع شوايات متوزعة بالشوارع ويتم تعزيلها بشكل دوري صيفاً وشتاءً .
الطرق سيئة للغاية
يوجد في القرية ثلاثة طرق رئيسية معبدة ولكنها للأسف سيئة للغاية جراء الحرب وهي بحاجة ماسة إلى إعادة تأهيل وتعبيد مع الإشارة إلى أنه تمت مخاطبة المحافظة بهذا الخصوص .
ويشير رئيس البلدية إلى وجود عدة طرق زراعية بحاجة للترميم , علما أن مديرية الخدمات الفنية وعدت بتنفيذها ولكن للأسف لا شيء على أرض الواقع , من هذه الطرق : طريق كفر عبد – النجمة – الأشرفية بطول 6 كم وطريق حماة – الأشرفية …وهذه الطرق ترابية ومحفرة بكثرة وتكتظ بالسواتر الترابية التي تمنع الأهالي من نقل محاصيلهم وتعيق مرور آلياتهم , إضافة إلى طريق تلبيسة – الأشرفية من الجهة الغربية لايزال ترابياً ومليء بالسواتر الترابية أيضا , وطريق الاشرفية – السعن باتجاه دار العجزة ترابي أيضاً.
ونوه رئيس البلدية إلى أنه تم مؤخراً فتح أربعة معابر , وأن إزالة السواتر الترابية أمر مكلف ومازالت الإجراءات قائمة وتحتاج للوقت والعمل يتم بالتنسيق مع مديرية الخدمات الفنية .
السواتر تخنق المياه
أكد المعنيون في القرية أن السواتر الترابية تتوضع فوق القنوات الفرعية لجر مياه الشرب للأشرفية وعددها خمسة وهي تعيق عملية ري المزروعات , ونقل المياه إليها لاسيما أن هذه القنوات تغذي القرية بالمياه .
ونوه البعض أن آخر مرة شاهدوا فيها ساقية المياه جارية في عام 2011… وجراء الحرب الظالمة تم وضع السواتر الترابية فوق القنوات الفرعية للساقية .. وتمنوا أن يتم إزالة السواتر وترميم القنوات التي تستجر المياه من قناة الري الرئيسية في القرية للأراضي الزراعية , إذ أن القناة تستجر المياه من قطينة إلى حماة مروراً بقرية الاشرفية , مع الإشارة إلى أن مساحة الأراضي المزروعة بالقرية اليوم تبلغ 4000 دونم بعد سبع سنوات من الحرب وهي لا تروى بشكل كاف .
الأولوية للفلاح
يطالب الأهالي بضرورة إعطاء الأولوية للفلاح بشراء الأرض من المالك وبأسعار معقولة وتعديل قانون العلاقات الزراعية الذي منح الاقطاعي «المالك» 60% من الأرض و 40% للفلاح الذي يقوم باستثمارها وذلك وفق اعتبارات منها نوعية التربة وطبيعة المحصول وموقع الأرض ومساحتها وغير ذلك لأن القانون المذكور مجحف بحق الفلاح «على حد قول الفلاحين».
لا تعويض للأضرار
يؤكد أهل القرية أنه في عام 2012 وخلال فترة الحرب امتدت يد الارهاب الحاقد الى أراضي الفلاحين وتم حرقها بالكامل ورغم انه تم توثيق ذلك بضبوط نظامية , وبلغت المساحة المتضررة 4000 دونم ومزروعة بمواسم القمح واليانسون والزيتون .. وتم مراسلة الجهات ذات العلاقة ومخاطبتها ولكن لا جواب ..!
90٪ خارج الخدمة
يقول رئيس البلدية : كل ( قرى المنطقة ) تضررت بفعل الإرهاب .. وقسم من الأهالي لم يستثمرأرضه لذلك فإن 90% من الأراضي أصبحت خارج الخدمة .. كما أن العصابات الإرهابية قامت بحرق 3600 دونم مزروعة «بالاشرفية»كما ذكر الأهالي ولم يتم التعويض للمتضررين..
كما أن عمليات الحصاد وتسويق حبوب القمح والمحاصيل لم تنته , فموسم الحصاد واستلام المحاصيل مازال في بدايته ..!
نقص المخصصات
لا يوجد مخبز في القرية لذلك يتم استجرار الخبز من مخبز المشرفة الاحتياطي ويوجد معتمدان اثنان لتوزيع الخبز ويشير البعض إلى أن نوعية الخبز مقبولة .. ولكن مخصصاتهم من الدقيق غير كافية , لاسيما أن أهالي القرية المهجرين بدؤوا بالعودة إليها مجدداً.
أجور نقل
يجمع الأهالي أن مستوى التعليم جيد ويسير نحو الأفضل , ويوجد في القرية 3 مدارس ابتدائية وإعدادية وثانوية .. بكوادر تدريسية جيدة .. ولكن المشكلة تكمن في مشكلة تأمين المواصلات للمدرسين من خارج القرية .. علما أن الأهالي قاموا بتغطية جزء من أجور نقلهم لتخفيف الأعباء المادية على المدرسين وضمان استمرار العملية التعليمية بشكل جيد.
السرافيس نادرة
يقول رئيس البلدية أنه خصص للقرية سرفيسان فقط وهما غير كافيين لتغطية الحاجة الفعلية لاسيما أنه يوجد فوضى ومزاجية في العمل .. والأمر يتطلب التنظيم بالدرجة الأولى . كما أن سائقي السرافيس يتقاضون مبلغ 100 ليرة سورية مع أن التعرفة النظامية 50 ليرة فقط , وغالبا ما يضطر المواطن للسير مسافة لا تقل عن 3 كم عن القرية حتى يجد وسيلة نقل أخرى تقله إلى المدينة , حبذا لو يتم تخصيص باص نقل داخلي للقرية وللقرى الواقعة على الطريق ما بين الأشرفية والمدينة
بحاجة لطبيب أسنان
الكلام لا يزال لرئيس البلدية : يوجد مركز صحي في القرية وطبيب أطفال وثماني ممرضات وعيادات قبالة ورعاية حوامل ومخبر لإجراء بعض التحاليل ويقدم المركز خدمات اللقاحات للاطفال والاسعافات الأولية وحبذا لو يتم رفد المركز بطبيب أسنان وطبيب داخلية .
نقص اليد العاملة
يوجد في البلدية جرار زراعي واحد لجمع وترحيل القمامة خمسة أيام في الاسبوع ,وترحل القمامة الى مكب تل النصر الذي يبعد عن القرية حوالي 7 كم , والمعاناة من عدم وجود حاويات ونقص في عدد عمال النظافة ..
متفرقات
يتمنى الأهالي تخفيض قيمة رسوم البناء المحددة من قبل نقابة المهندسين .
– يتابع رئيس البلدية مع مديرية الموارد المائية بخصوص تعزيل ساقية المياه خاصة بعد المعوقات التي واجهتها أثناء التنفيذ لعدم توفر المازوت من جهة واستثمار الآليات في مواقع أخرى ..
– استبدال شبكة مياه الشرب بشبكة حديثة ذات أقطار كبيرة مع الإشارة إلى أن هذا المشروع متوقف لعدم وجود المخصصات المادية له .
– يوجد بعض الآبار الارتوازية في منازل الأهالي .
يقوم مكتب الشهداء بتوثيق كافة المعلومات لأسر الشهداء والجرحى والمتابعة مع مكتب الشهداء بالمحافظة كما يتم توزيع المخصصات من الإعانات … ويعمل المكتب على تسهيل المعاملات الخاصة بأسر الشهداء والجرحى مع كافة الجهات ذات العلاقة .
– الطريق الواصل من القرية إلى مقبرة الشهداء بطول كيلومتر بحاجة إلى تعبيد . والطرق الواصلة بين قرى البلدية ( كفر عبد والأشرفية والنجمة ) وطريق النجمة – الأشرفية ) بحاجة أيضاً إلى تعبيد . كذلك الطريق الرئيسي الواصل ما بين طريق حماة إلى المشرفة بحاجة إلى تعبيد أيضاً .
– إيجاد حل سريع لضمان سلامة المواطن عند مفرق المختارية باتجاه القرية لحدوث حوادث سير بأعداد كبيرة وبشكل شبه يومي وللحد من الحوادث المرورية .
– حبذا لو يتم حفر بئر ارتوازي للقرية واستثماره لا سيما أن أراضي القرية خصبة وذات مساحات واسعة .
– ويتمنى الأهالي شق وتأهيل طرق زراعية لتسهيل عملية نقل المحاصيل الزراعية وباقي الخدمات الأخرى .
– إزالة السواتر من الطرق الزراعية وتعبيدها لتسهيل حركة الاليات الزراعية .
تحقيق : نبيلة ابراهيم
تصوير : ابراهيم الحوراني