الوطن هو المعشوق الأول هو الماضي والحاضر والمستقبل ..هو انتماؤنا وعزتنا وكبرياؤنا ..ومن عشق تراب وطنه وتمسك بجذوره وتاريخه ودافع بكل بسالة وإخلاص وثبات ونال شرف الشهادة هو المنتصر لأنه اختار الخلود في رحاب السماء لتبقى سورية رمزاً أبدياً للمحبة والسلام..
سورية التي صمدت منذ القدم وتصدت لمختلف الحروب التي استهدفتها بشجاعة وشهامة أبطالها هاهي اليوم تخرج منتصرة بهمة عالية وعزيمة صلبة وإرادة لا تقهر .
إن تضحيات الشهداء لا تعادلها تضحية وكرمهم لايدانيه كرم ، ونبلهم لايرقى إليه نبل لقد كرمهم الله بأن جعلهم أحياء عنده يرزقون فالشهداء لا يمكن للموت أن يغيبهم ولا تطويهم السنون فهم بحجم الوطن , والوطن يبقى أبدا وإنهم الخالدون في القلوب والذاكرة.
أسرة الشهيد البطل الملازم أول يزن لؤي يحيى:
سنرفع بيارق النصر في كل مدينة وبلدة
بوركت أيها الفارس وأنت تنذر الروح من اجل عزة الوطن وكرامته ,بوركت الدماء التي سالت دفاعاً عن حرمة التراب السوري .. بورك دمك الطاهر أيها الشهيد البطل الملازم أول يزن لؤي يحيى ..
يقول والد الشهيد : إن سورية بتاريخها العريق وشعبها الصامد الصابر وجيشها المغوار وقيادتها الحكيمة أقوى من كل المؤامرات ، فرجال الوطن أخذوا على عاتقهم مهمة الدفاع عن بلدهم وعقدوا العزم على تخليصه من شرور الإرهاب وعصاباته ومرتزقته مهما كلف من تضحيات ودماء ليعيش أبناؤنا حياة كريمة وآمنة متمثلين قول السيد الرئيس بشار الأسد : « لا كرامة لإنسان من دون وطن».
وأضاف : سورية منتصرة بفضل دماء الشهداء وعظيم تضحياتهم وبالروج المعنوية العالية لدى رجالها الأبطال وإيمانهم الراسخ بالنصر مهما تكالبت عليها مخالب الغدر والخيانة والتآمر ..
التحق البطل يزن مع رفاقه رجال الوطن فأبدعوا أبجديته المكتوبة بالدم الطاهر ، سحقوا الإرهاب ، حاربوا القتلة دمروا أدوات إجرامهم وأعلنوا الانتصار ورفعوا أعلام العز والفخار ..
شارك في المعارك ضد العصابات الإرهابية في درعا وريفها –حرستا –تلول الصفا بالسويداء حوض اليرموك ، القنيطرة ، اللجاة ، حماة.. كان بطلاً في تنفيذ المهام وأصبح قدوة أثناء المواجهات فهو لايهاب الموت إيمانا منه بأن الشهادة في سبيل الوطن هي الأمنية الحقيقية لكل مواطن شريف .
تعرض خلال المعارك ضد عصابات القتل والإجرام التكفيرية ،لإصابتين الأولى في حرستا والثانية في تلول الصفا والتي زادت من عزيمته للمضي قدماً في مواجهة شياطين الأرض بتاريخ 21 /5/2019 نال البطل يزن شرف الشهادة في معارك كفر نبودة بريف حماة, لقد استشهد ابني مؤدياً الرسالة ونال مرتبة الشرف وجعلني أعتز وأفتخر بهذه المرتبة ,الرحمة والخلود لأرواح الشهداء الأبرار والشفاء العاجل للجرحى الأبطال والنصر لسورية ..
تحدثنا والدة الشهيد قائلة : لن يستطيع المجرمون حجب حقيقة تآمرهم ببنادق غدرهم وإرهابهم مهما تمادوا في إجرامهم ، فدماء الشهداء ستضيء درب الكرامة للأجيال وتضحيات الأبطال ستفضح المتآمرين ومن يقف وراءهم من أعداء الوطن..
إن الوفاء والانتماء والشجاعة صفات تميز بها البطل يزن ، عاهد الوطن فصدق ، ناداه الواجب فلبى النداء ليبقى علم الوطن شامخاً في سماء العزة والإباء
لقد ترك دراسته الجامعية وانتسب إلى الكلية الحربية كي يقف مع الأبطال في مواجهة الإجرام الإرهابي كان يقول : افتخري يا أمي سألتحق مع الأبطال وقد أخذت قراري برغبة ورجولة ومسؤولية لأتحمل مسؤولية نفسي وأهلي وأرضي ووطني ، سأتعلم أبجدية النضال بأحرف من نور ,ومضى البطل يزن متنقلاً من معركة إلى أخرى ضد عصابات الإرهاب المجرمة واثقاً بالنصر على الأعداء .. إلى أن فاز بمرتبة الشهادة ، فهنيئاً له الخلود في صفحات تاريخ الوطن وهنيئاً لنا وسام الفخر بشهادته التي لا يدانيها فعل ولا يوازيها عطاء ، حزني عليه كبير ، لكن الصبر من الإيمان ويبقى الوطن هو الأهم فلولا الشهداء لم تشرق الشمس من جديد لتضيء أرض الحبيبة سورية ,الرحمة والإجلال لأرواح شهدائنا الأبرار والصبر والسلوان لذويهم . بدموع لم تستطع إيقافها وبشوق لم تجد له مخرجاً تحدثت الشابة ديانا خطيبة الشهيد البطل قائلة : تعرفت على يزن في مشفى تشرين العسكري كوني أعمل مخبرية فيه وكانت إصابته برصاصة في الخاصرة والحوض بعد خوضه معركة ضد المجموعات الإرهابية المسلحة لمست فيه نبل الأخلاق وصدق الكلام وطيبة القلب وشجاعة الفرسان ، كان يقول : الوهم نصف الداء والإطمئنان نصف الدواء والصبر بداية الشفاء .
خاض العديد من المعارك والميادين تشهد على نبل رجولته أخلاقاً وانتماءً وبطولة ..
في آخر مهمة له طلبت منه ألا يذهب فضحك وقال : الوطن يناديني سنرفع بيارق النصر في كل مدينة وبلدة وسأعود إليك عريساً ، وفعلاً عاد العريس ملفوفاً بعلم الوطن واستقبله أهله ومحبوه بزغاريد الفخر والاعتزاز وبموكب مهيب تم تشييعه :: ناديته بأعلى الصوت .. لماذا يا يزن .. فأجاب الشهادة فعل وكبرياء لا يعرفها إلا كل مؤمن ومحب لوطنه .
أهل الشهيد البطل الملازم شرف فراس غازي العوض :
الشهداء يتسامون إلى سماء الرفعة والمجد
زينوا سماء الوطن وتزينت الأرض بطيب دمائهم ،إنهم أبطال الوطن الشجعان الأوفياء ،سطروا ملاحم الانتصار في الذود عن حياضه ،صناديده الذين امتطوا صهوات المجد والإباء وعلت على هاماتهم بيارق العزة والكبرياء …
من الشهداء الأبطال الذين أسرجوا صهوة المجد سائرين إلى العلياء …الشهيد البطل الملازم شرف فراس غازي العوض الذي سار على درب رفاقه الشهداء من رجال الجيش العربي السوري وسجل اسمه بأحرف من نور في سجل الخالدين وذلك بتاريخ 26/5/2019 .
يتحدث والد الشهيد قائلاً : هبت رياح الشر الإرهابي على وطننا من كل الجهات هدفهم محو تاريخنا العظيم , والواجب يحتم علينا أن نفتديه ونحميه ونقدم ما نستطيع ليبقى مصاناً ،فالأرض التي أنجبت الأبطال الأوائل الذين كتبوا بدمائهم الطاهرة ملاحم العزة والكرامة هي ذاتها التي يعيش عليها وفي كنفها الأبناء الذين يقدمون أرواحهم قرابين فداءً للوطن فيزداد ثراه طهراً ونقاءً وعطاء …
وأضاف :بعد تخرج ابني فراس من جامعة البعث –فيزياء –تطوع لخدمة وطنه والدفاع عن أرضه المقدسة ،قلبي انفطر على ولدي وروحي تتألم على ما جرى في بلادنا ،كنت أخاف عليه كثيراً لكني لم أخبره بذلك ليبقى قوياً وبطلاً …
أرض المعارك تشهد على بسالته وتفانيه ،عندما هاجمتهم عصابات القتل والإرهاب بالسيارات المفخخة والصواريخ والقذائف في ريف حماة الشمالي –كفر نبودة –تصدى الأبطال للهجوم ودافعوا عن وطنهم بكل بطولة وشرف ،استشهد في هذه المعركة البطل فراس بسبب طلق ناري متفجر بالصدر وذلك بتاريخ 26/5/2019
شهيد يتسامى فوق الجرح إلى سماء الرفعة والمجد ،هنيئاً له منزلته المباركة وهنيئاً لنا فخرنا وكرامتنا ..والنصر لسورية التي تواجه حرباً قاسية وظالمة أدارتها أيدي المرتزقة لتفتك بالبلاد والعباد ،بهدف تهديم بنيان الدولة وتغيير هويتها وتاريخها وحاضرها ومستقبلها ..لكن بفضل التضحيات ستزهر الدماء نصراً مؤزراً كل الرحمة لأرواح الشهداء الأطهار .
من حقها أن تبكي وتصرخ ..من حقها أن تناجيه بكل مفردات الحب والشوق فلم يمض بعد وقت طويل على فراق قطعة من قلبها وروحها ..إنها والدة الشهيد التي عبرت دموعها عن كل ما يعتمل في صدرها ،تقول :لا يتسع الكلام لأتحدث عن الغالي فراس الذي يجمع الرقة والتهذيب ..الشجاعة والمروءة والكبرياء..
ولن أنسى آخر يوم رأيته عندما جاء يودعني مغادراً إلى تنفيذ مهمته العسكرية كانت تفوح منه رائحة الرجولة والبطولة والشهامة …قال :سأقاتل من أجل أبناء وطني ضد من هدم ما بناه أجدادي واعتدى على حرمات الوطن ،سأعود عريساً يا أمي ،عريس الوطن الغالي ،أوصيك ألا تحزني ،أوصيك أن ترفعي رأسك وتشمخي ،وأضافت :لطالما تغنى البطل وتمنى الشهادة في سبيل الوطن فكانت له …
إنه القدر و مشيئة الله الحمد لله على كل حال كم تمنيت أن يكون ولدي آخر الشهداء في هذه الحرب الظالمة و فداء لجميع الشباب لكن قوافل الشهداء ما زالت مستمرة الرحمة لأرواحهم الطاهرة و الخلود لذكراهم
ياسر شقيق الشهيد يقول : كان البطل فراس مقاتلاً يعرف حجم الأمانة و المسؤولية الملقاة على عاتقه يتنفس الكبرياء من تراب وطنه, كان الهاتف صلة الوصل بيننا كوني أيضاً من المقاتلين في صفوف الجيش العربي السوري فأرسل لي رسالة قال فيها : يا أخي لا شيء صعب أمامنا ،نحن رجال الفداء سنقتحم الأهوال و نرفع الرايات و أهلا و سهلاً بالقدر لا ننسى أبدا قوله تعالى « و اصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا
وأضاف : إنه قدره و قدر أبناء سورية الذين يشعرون بانتمائهم للوطن فمنه يستمدون العزيمة و الكرامة ومن بطولات صانعي الانتصارات نحقق عزتنا وألق حضارتنا سأتابع مع الأبطال مشوار النضال حتى تحقيق النصر على أعداء الحياة «العصابات الإرهابية المجرمة» ..
زوجة الشهيد البطل ياسر حسن كاسر:
كلنا فداء لقدسية تراب الوطن
الوطن أمانة في أعناقهم , صانوا الأمانة بإباء وشرف و بطولة حافظوا على سيادته و عزته ووحدته الوطنية و أقسموا على تطهير كل ذرة من تراب أرضه و الرغبة بالشهادة في سبيله …
من الأبطال الذين استعذبوا الشهادة لينتصر الوطن الشهيد البطل ياسر حسن كاسر الذي فاز بمرتبة الشهادة و هو يقارع الإرهاب الأسود بتاريخ 13 /6/2017
تقول زوجته : شارك في معظم المعارك ضد العصابات الإرهابية التكفيرية في تدمر – حلب – حمص – درعا كان بطلاً يؤدي مهامه بتفان و مسؤولية ، الجندي الوفي المستعد للتضحية بالروح ليبقى الوطن أبياً شامخاً عزيزاً , كان واثقاً مع رفاقه الأبطال وبقدرتهم على تحقيق النصر على العصابات الإجرامية …
وفي إحدى المهمات اشتدت نيران المعركة ضد المجموعات الظلامية التكفيرية في القريتين ,قاتل البطل ياسر حتى آخر قطرة دم نزفت من جراحه لم يستسلم رغم إصابته البليغة, قتل مع رفاقه الكثير من الإرهابيين و دمروا أدواتهم الإجرامية حتى أصيب ثانية ونال شرف الشهادة في سبيل الوطن و ما أحلى هذا الشهيد الذي عاد ملفوفاً بعلم وطنه , ضحى بروحه لأجله ما أصعب فراق الأحبة لكن هي مشيئة القدر كل شيء يهون في سبيل نصرة الوطن وفداء لقدسية ترابه لأنه كرامتنا ووجودنا, أعتز و افتخر بوسام الشهادة الذي أهداه البطل لي و لولديه حسن و مريم ففي حياته كان كريماً و في غيابه أيضاً و أشكر جريدة العروبة التي تتيح لأسر الشهداء الحديث عن أحبابهم و تخلد ذكراهم على صفحاتها .
الرحمة و الخلود لروحه و لأرواح شهداء الوطن الأبرار و الشفاء للجرحى الأبطال و النصر الكبير لسورية ..
لقاءات : ذكاء اليوسف