يأسف المرء كثيراً عندما يقرأ في وسائل الاعلام المحلية و على شبكة الانترنت أخباراً تتعلق بالمخالفات الصحية ويتساءل بحرقة هل يعقل أن يجري ما يجري من أجل كسب مادي رخيص ؟
ومع ذلك يمكن غض النظر أو التساهل لافتراض وجود أسباب قاهرة أجبرت المصنع أو المنتج على ذلك .
لكن أن تكون المخالفة بالمادة الغذائية التي لها علاقة بصحة البشر فهذا أمر يجب أن لايحدث وإذا حدث فمن الضروري أن يكون في الحد المسموح والمخالفات الأكثر ضرراً كالمخالفات الجرثومية في المواد الغذائية يمكن بمزيد من الحرص والاهتمام الإقلال منها عن طريق استعمال الأدوات النظيفة والعمل لجعل مكان الإنتاج نظيفاً بحيث لا يتسبب الغذاء المنتج بالضرر للمستهلك أو صحته عند إعدادها أو تناولها , فالغذاء الفاسد الذي يحدث فيه تغيير فيزيائي أو كيميائي أو تلوث جرثومي أو حيوي لابد أنه سيلحق الضرر بمستهلكه , هذا إذا كان المنتج من مادة مقبولة للاستهلاك البشري أساساً أما إذا كانت غير مقبولة أصلاً فتلك مصيبة يجب تجنبها , وإذا وقعت فمن المفترض معاقبة مرتكبها بأشد العقوبات .
ما أثارني أكثر بشكل شخصي أن الأخبار المتعلقة بهذا الموضوع تؤكد وعلى لسان مديرة المخابر في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك أن نسبة المخالفة في المواد الغذائية في شهر رمضان المبارك بلغت 28% من مجموع العينات المسحوبة وكان أكثرها في محافظات حمص وحلب والسويداء ، في حين بلغت نسبة المخالفة في المواد غير الغذائية كالمنظفات والمحروقات نسبة 22% أغلبها في محافظات السويداء وحلب واللاذقية بسبب عدم وجود مادة فعالة .
بارقة أمل هي أن هذه المخالفات المرتفعة جداً بالنسبة للمواد الغذائية انخفضت هذا العام إلى 12% وقد يكون ذلك عائداً للاهتمام الكبير لمديرية التجارة التي رأت أن العوامل المسببة في المرحلة الماضية لم تعد قائمة ، فمعاملنا بدأت بالتصنيع من جديد ، ومن كان يعمل في مكان غير مناسب للصناعات الغذائية انتقل إلى مكان مناسب بعد أن عم الأمن والأمان في ربوع سورية ، وبعد أن أمكن توفير المادة الأساسية للمنتج ذات المواصفات الجيدة وما نأمله أن تنخفض هذه النسبة إلى حدودها الدنيا سيما وأن الأمطار التي هطلت خلال هذا العام كان لها الأثر الإيجابي في توفر الكثير من المواد المنتجة محلياً ، كالحليب ومشتقاته والحبوب وأنواعها ، والخضروات وتعددها والفاكهة بمختلف أصنافها .
وبمزيد من النظافة للمادة ولوسيلة نقلها وأثناء تصنيعها يمكن الحد من التلوث ، فالبكتيريا لا تستطيع السير لمسافات طويلة لوحدها ، ولا ترغب بالعيش في المكان النظيف ولا في أماكن التخزين الجيدة . مع تمنياتنا أن لا نسمع أخباراً من هذه المحافظة كالتي قرأناها فهذه المحافظة كانت مشهورة بنظافتها وهوائها النقي وطيبة أهلها وفوق هذا وذاك فهي كما يقولون أم الفقير.
أحمد تكروني
المزيد...