اللقاح و هو مستحضر بيولوجي، يقدم المناعة الفاعلة المكتسبة تجاه مرض معين , و يحوي اللقاح بشكل نموذجي على وسيط يشبه العضوية الدقيقة المسببة للمرض، وغالباً يصنع من الأشكال المضعفة أو المقتولة للجرثوم، أو من سمومه، أو أحد بروتيناته السطحية حيث يحوي اللقاح غالباً مواد حيوية (بيولوجية) يتم تصنيعها بطريقة معينة وفي ظروف معينة، عن طريق أخذ البكتيريا أو الفيروس، ثم معالجتها مخبرياً بطريقة علمية مدروسة لتكون غير ضارة للإنسان فلا تسبب المرض إذا تم إعطاؤها للطفل، ولكن فقط تنشط جهاز المناعة لتنتج مجموعة من الأجسام المضادة القادرة على حماية الجسم من الأمراض في المستقبل , إذ يحرض هذا الوسيط الجهاز المناعي لجسم الإنسان ليتعرف على هذا الجرثوم كمهدد له ويدمره، و يبقي لديه نسخة منه كي يستطيع الجهاز المناعي التعرف عليه ويحطمه بسهولة إذا هاجمته أي من هذه العضويات مرة أخرى…
و تدعى عملية تقديم اللقاح بالتلقيح وتكون بعد دراسة معمقة و دقيقة لفعالية التلقيح و التحقق منها بشكل جيد..ومن الممكن أن تكون اللقاحات وقائية أو علاجية ..
اهتمام نوعي
و تولي وزارة الصحة عبر مديرياتها في المحافظات سواء في المراكز و النقاط الصحية وعن طريق الفرق الجوالة الاهتمام الأكبر لموضوع اللقاح نظراً لحساسيته و لدقته و لأهمية الفئة التي تستهدفها حملات اللقاح النظامية و الطارئة وهي الأطفال من عمر يوم لعمر الخمس سنوات …
وفي حديثه للعروبة ذكر الدكتور أحمد بلول رئيس شعبة الرعاية الصحية الأولى في مديرية صحة حمص أن برنامج التلقيح في سورية يشمل مرض شلل الأطفال الذي يولى الاهتمام الحكومي الأكبر عبر الحملات التي تنطلق بين الحين والآخر ويلقح بها جميع الأطفال حتى سن الخامسة، بينما تمنح باقي اللقاحات في موعدها المحدد بدفاتر لقاحات الأطفال وهي: أمراض السل و الكزاز و الحصبة و الحصبة الألمانية و الدفتريا و النكاف و بعض أنواع التهاب السحايا و السعال الديكي و بعض أنواع التهاب الكبد, والأمراض التي تسببها المستدمية النزلية (ذات الرئة – إنتان الدم – التهاب الأذن الوسطى)، وبذلك يكون مجموع اللقاحات المعتمدة في برنامج التلقيح أحد عشر لقاحاً …
ومنذ ولادة الطفل من المفترض أن يحصل في المشفى على لقاح السل و كبد1 و شلل صفر، مجاناً، ومع بداية الشهر الثالث يحصل الطفل على لقاح خماسي لاخلوي 1و كبد2، ومع بداية الشهر الخامس يحصل على خماسي لاخلوي 2، وبداية الشهر السابع خماسي لاخلوي 3 و كبد3 و شلل فموي 1…
أما بعمر السنة، فيحصل الطفل ضمن برنامج وزارة الصحة على لقاح MMR حصبة و حصبة ألمانية ونكاف و شلل فموي 2 و فيتامين أ، وبعمر السنة والنصف يحصل على خماسي لاخلوي و شلل فموي داعمة , M M R و فيتامين أ، وعند دخوله المدرسة يحصل في الصف الأول على لقاح شلل فموي , الثنائي (دفتريا وكزاز و السحايا رباعي التكافؤ، ثم تغيب اللقاحات في البرنامج حتى الصف السادس حيث يحصل الطالب على لقاح ثنائي (دفتريا وكزاز) وتنتهي اللقاحات النظامية خلال حياته , وعندها يمكن القول إن الطفل محصن بشكل جيد من كل الأمراض المذكورة سابقاً..
حسبة سريعة
و أكد بلول أن الوزارة تستورد اللقاحات الخاصة بحملات التلقيح الوطنية من أفضل الشركات العالمية وتوفرها مجاناً لجميع الأطفال في كل المشافي الحكومية و المراكز الصحية والعيادات الشاملة و النقاط الطبية كما تدعم ذلك بفرق جوالة لإيصال اللقاح لكل طفل على الأراضي السورية أياً كان و أينما كان..
مشيراً إلى أن التكلفة لكل حملة وطنية أو تحت وطنية تقدر بالمليارات من الليرات السورية..
و عن تكلفة اللقاح ذكر بلول أنه ومن خلال حسبة بسيطة عن تكاليف اللقاح نجد تكلفة الجرعة الواحدة من لقاح السل ثمنها 250 ل.س و جرعة لقاح الكبد 865 ل.س و جرعة لقاح الشلل الفموي تصل إلى 110 ليرات تضرب بخمسة لأن الطفل الواحد يحتاج إلى خمس لقاحات منها, أما كلفة جرعة لقاح الشلل العضلي فثمنها 1840 ل. س تضرب باثنين و تكلفة جرعة واحدة من لقاح MMR 880 ليرة تضرب باثنين أيضاً, أما جرعة لقاح الخماسي الكبدي تصل قيمتها إلى 2430 و تصرب بأربعة بينما كلفة جرعة واحدة من لقاح الثنائي الكهلي 345 تضرب باثنين , وثمن جرعة لقاح السحايا 1870 ل.س أما جرعة الكزاز للفتيات تصل إلى 160 ل.س.
و بحساب بسيط نجد أن تكلفة لقاحات الطفل الواحد تصل إلى عشرين ألف ل.س …
يشار إلى أن وزير الصحة أوضح منتصف أيلول الماضي أن الكلفة السنوية لتأمين اللقاحات للأطفال تقارب 5 مليارات ليرة..
حكومي حصراً
و ذكر بلول بأن الدراسة السابقة هي بالنسبة للقاحات النظامية عدا الحملات الشاملة و المحلية و الوطنية و تحت وطنية و الخاصة بمناطق محددة لظروف معينة , و تحدث عن الصعوبات التي تواجهها الفرق الجوالة خلال عملها للوصول إلى كل طفل على الأراضي السورية و تزويده باللقاح السليم و الصحيح.
و أكد أنه لا يوجد لدى أطباء القطاع الخاص أي كميات من اللقاحات , وأشار إلى أن الحالات التي تم ضبطها عند أي طبيب عددها قليل و رغم ذلك فإن العقوبات قاسية جداً و رادعة لأن أي كمية من اللقاحات خارج المراكز الصحية و النقاط الطبية هي بقايا و غير صالحة ..
رصد و تقص
و أكد بلول على استمرار الحملات و تعزيز نظام الترصد في كل مكان حتى المشافي ليتم تبليغنا في حال ظهور أي حالة مرضية معدية , و أكد أنه يتم رصد أي حالة عن طريق تقرير أسبوعي صفري و عينات برازية من أي مكان..مشيراً إلى أن جميع الأطفال ممنعين ضد الفيروسات و بخاصة فيروس شلل الأطفال و هو أمر بشهادة خبراء منظمة الصحة العالمية .
مؤكداً أن نظام الترصد كامل و الإبلاغ تسلسلي و موثق بالإضافة لأخذ عينات متكررة من مياه الصرف الصحي للتأكد من خلو المحافظة من أي إصابة .. و أشار إلى أنه لم تظهر أي حالة وكل العينات نتيجتها سلبية و أكد أن أي عائلة تدخل للحدود الإدارية للمحافظة يتم أخذ عينات من كل الأفراد و نرسل فريقاً خبيراً لتقييم الحالة الصحية و يقوم بالتلقيح .. و أوضح أن لدى المديرية معلومات صحية كاملة عن كل المناطق التابعة للمحافظة .
الزيارة |
عمر الطفل |
نوع اللقاح |
الأولى |
خلال الأسبوع الأول |
السل + شلل صفر + كبد أولى |
الثانية |
بداية الشهر الثالث |
رباعي وشلل أولى + كبد ثانية |
الثالثة |
بداية الشهر الرابع |
رباعي وشلل ثانية |
الرابعة |
بداية الشهر الخامس |
رباعي وشلل ثالثة |
الخامسة |
بداية الشهر العاشر |
حصبة + كبد ثالثة +فيتامين آ |
السادسة |
بداية الشهر الخامس عشر |
حصبة + حصبة ألمانية + نكاف |
السابعة |
بداية الشهر الثامن عشر |
ثلاثي وشل داعمة |
جميع اللقاحات متوفرة مجاناً في المراكز الصحية.
هنادي سلامة