تحية الصباح.. أريج الورد ..!!
أغاني المطرب ناظم الغزالي ،تثير الشجن والمشاعر والذكريات في النفس ولا أعرف لماذا أغنية “تيهي على أريج الورد” تجعلني أتخيل العطر الذي ينشر شذاه من فاتنة ما يرد الروح ويجعل القلب يرقص فالعطر بشكل عام في ثقافتنا وثقافات الشعوب رمز من رموز المرأة وكذلك الورد حتى أن كلمة جميل في اللغة الانكليزية لا تطلق على الرجل أبدا بل تطلق على المرأة فالجمال البشري يتجسد في المرأة !!.
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإنني قرأت في كتاب عن ” المرأة في العصر الأموي” لمؤلفته الدكتورة فاطمة تجور وهي أستاذة جامعية تفصل فيه ارتباط المرأة بالعطر عبر التاريخ على أنه عنصر من عناصر جمال المرأة وزينتها منذ العصر الجاهلي إلى اليوم ..!! وهو مظهر من مظاهر الثراء والعز والنعيم .
وضوع العطر يجعل المرأة روضة متنقلة بأزهار ورودها المتنوعة حيث طيب الشذا والعبير .
وفي الزمن الماضي كانت أنواع الطيوب غيرها اليوم فهناك العنبر والقرنفل واليلنجوج” نبات عطري” وثمة بيت شعري ينسب لعمر بن أبي ربيعة يقول :
يفوح القرنفل من جيبها
وريح اليلنجوج والعنبر
وثمة صفة تتكرر للمرأة في التراث العربي بالقول إنها “خريدة معطار”
والعطر يستخرج من النباتات العطرية ويقال إنها أكثر من ألف نوع فإضافة إلى ما ذكر منها هناك أزهار الخزامى والكافور والبخور واللبنى والعرار وهذا الأخير يوجد بكثرة في ” نجد ” بالجزيرة العربية.. و ثمة بيت شعري لأحد الشعراء يودع فيه نجداً وعرارها و هو للشاعر الأموي” الصمة القشيري”:
تمتع من شميم عرار نجد
فما بعد العشية من عرار
اليوم للعطر أسماء عديدة أغلبها أجنبية تبعاً لمصدر صناعتها وأشهرها الفرنسية .
لا أنكر اهتمامي بالعطور وأنواعها و كان لي صديق رحمه الله متخصص بتركيب العطور ويوزعها على مدن كثيرة من مدننا فهو يستورد ” الزيت العطري” بأنواعه العديدة ويخلطه بالكحول بنسب معينة وكان الرجل ينصح الشاري بأن هذا العطر لفصل الشتاء أو الصيف الصباح أو المساء وهذا للصبية الصغيرة وذاك للمرأة المتزوجة ولا أزال حتى اليوم أفكر هل تقوم هذه الأفكار على أساس علمي أم أنها من بنات أفكاره بالخبرة الطويلة ؟! ما يثلج صدري في هذا الحديث هو أن بلدنا يصدر الورود والأزهار لمصانع العطر الأوروبية وثمة عطارون يعملون بها.
ففي بلدة “المراح” بريف دمشق بساتين للوردة الشامية عطّر الله أوقاتكم بالخير والفرح…!!
عيسى إسماعيل