نحن على أبواب نصر مؤزر ..نصر جاء بفضل صمود الشعب وبطولة المقاتل السوري وبفضل السياسة الحكيمة ،والعزيمة الثابتة لقائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد والذي تستمد القوات المسلحة منه القوة والثبات والايمان بالنصر ،فكان الأبطال على قدر الحدث و المسؤولية الوطنية ،وما زالوا أهلاً للأمانة التي حملهم إياها الشعب في مواجهة الإرهاب التكفيري والمشروع الاستعماري ،فجسدوا كل معاني الصمود والفداء في سبيل عزة وطننا وكرامة شعبنا ..
قاتلوا واستبسلوا وثبتوا في وجه اشرس حرب في تاريخ البشرية حيث حاولت المجموعات الإرهابية تنفيذ أجندة خارجية بإيعاز من أسيادها وممارسة القتل والتخريب والتفجير دون رادع ،وبإرادة الأبطال وتصميمهم وسمو عقيدتهم تمكنوا من إفشال المؤامرة بفضل التضحيات والبطولات ودماء الشهداء الذين خطوا طريق النصر للأجيال القادمة وهم يقارعون المستحيل في ميادين الوغى ويعلمون العالم أسمى معاني التضحية والفداء والبطولة ..
تستمر اللقاءات مع أهالي الشهداء الأبرار للحديث عمن رسموا خارطة الوطن بسواعدهم وأبدعوا أجمل الصور وأبهاها ،فكانوا وما زالوا الماضي والحاضر والمستقبل.
أسرة الشهيد البطل الملازم شرف مجد هاشم الحامض :
الشهداء أسياد البطولة والرجولة
في استحضار الشهادة تعجز لغة الكلام ،فنحن في حضرة قامات بحجم الوطن ،رجال صنعوا لنا مجداً لن تمحوه السنون وآفاق كون لا ترسمها إلا دماء المناضلين ..
من شهداء الوطن الميامين الشهيد البطل الملازم شرف مجد هاشم الحامض الذي نال شرف الشهادة بتاريخ 4/8/2015 وهو يؤدي واجبه الوطني …
السيدة فريال والدة الشهيد تقول :كل يوم أزور ضريح ولدي الشهيد وأشعر بألم الفراق والحزن وبالقوة والصلابة والفخار رغم الألم ،عدة أحاسيس تنتابني وتغلّف أروقة كياني ،أذرف الدمع وأنا أجلس إلى جانبه ،تتماوج الذكريات تفوح رائحة الطفل مجد المعطرة بالريحان ،تتشابك الصور في ذاكرتي ،كيف كان صغيراً .كيف تربى وكبر في كنف أسرتنا .كيف تعلم ونال الشهادة إلى أن التحق برفاقه الأبطال …أبطال الكرامة والشرف المدافعين عن حمى الوطن. أرهقني شوقي له وضاقت الدنيا في عيني ،لكنني أؤمن أنه القدر ،وأن الوطن يستحق أن نضحي بأغلى ما نملك صوناً لعزته وكرامته .
آخر مرة ودعني ضمني بقوة إلى صدره طلب الدعاء له وللأبطال أن يمدهم الله بالقوة والعزيمة لسحق من يعبث بأمن سورية الغالية ،كان صوته يمتزج بالحماس في حب الوطن والحياة الكريمة ،وبالغيرة على كل حبة تراب دنسها الإرهاب المجرم ،قال : نحن يا أمي من مدرسة الصمود لا تخافي أبداً وإذا استشهدت اجعلي مراسم التشييع عرساً وطنيا .. قبل استشهاده بساعتين اتصل وتحدث مع الجميع أخبرنا أنهم يخوضون معارك عنيفة ضد العصابات التكفيرية في حماة وسيظل يقاتل حتى تحقيق النصر أو الشهادة ، وكان له أن سجل اسمه في سجل الخالدين مع مجموعة من رفاقه بتاريخ 4/8/2015.
وتتابع الوالدة حديثها عنه وكأنه حاضر في قلبها وعقلها ، كيف لا وهي الأم التي بدأت سعادتها عند قدومه إلى الحياة قائلة : لقد شرفنا مجد في حياته وفي مماته ، أتباهي أني والدة أنبل الناس وأشرفهم وأكرمهم عند الله وهذا يكفيني .
يحدثنا والد الشهيد قائلاً : الشهداء أسياد البطولة والرجولة وعنوان الانتصارات، كل كلمات المجد فيهم تقال ، أبطال شقوا طريقهم بعزيمة وإصرار ، تخطوا بدمهم الطاهر كل المحن ، أطل البطل مجد بقامته الحلوة مرتدياً لباس الشرف فهو المغادر نحو ساحات الوطن ، المتسلح بالعلم والإيمان بسورية العامرة بالحضارة ، المدافع عن كرامة شعبها وطهارة تراب عرينها ..
سافر البطل ليقاتل ويواجه من يحجب شمس الحرية التي تعانق سماء الوطن منذ الأزل في مناطق دمشق ،خاض مع الأبطال عدة معارك ضد أعداء البشرية أثبت شجاعته وانتماءه لأرض الشهامات ..
وفي حماة أيضاً خاض عدة معارك ضد العصابات الإرهابية المجرمة ، بتاريخ 4/8/2015 تعرضت نقطتهم لهجوم عنيف من قبل العصابات القاتلة ، تبعه تقدم سيارة مفخخة تصدى لها البطل مجد ورفيقه بأسلحتهما الفردية حتى تمكنا من تفجيرها قبل أن تصل فاستشهدا على الفور ، استشهد ليحمي مئات الأبطال من رفاقه ، استشهد ولدي ولي الفخر أني والد الشهيد الذي ضحى بروحه من أجل أن يحيا الوطن ..
إنني كوالد شهيد أعيش معاني الشهادة وأتلمس بهاءها ، لقد أهداني ولدي الغالي وساماً أفتخر وأفاخر به على مدى الأيام ..
وأضاف : أشعر بالاعتزاز بما حدثني عنه رفاقه من أبطال الجيش العربي السوري ، لقد أبلى ورفاقه بلاءً حسناً فكانوا في الساحات بواسل يدكون أوكار الإرهابيين والعملاء الخونة وقلوبهم مليئة بالإيمان وحب التضحية وعشق الشهادة ، فكانت له ما أراد ، الرحمة والخلود لروحه ولأرواح الشهداء الأبرار والنصر المؤزر للوطن الغالي
ذوو الشهيدين البطلين
سامر يوسف البارودي ومحمد يوسف البارودي :
الشهادة أسمى القيم
هم الأحبة … نزفهم شهداء بالورد والغار والزغاريد .. هم من سلكوا طريق المجد واستعذبوا الموت لتنعم سورية بحياة حرة كريمة .. وفتحوا بتضحياتهم بوابات المجد .. اختاروا الخلود في ضمائر أبناء الوطن وفي صفحات التاريخ المرصعة بالأمجاد والبطولات.
من الرجال الأبطال الذين نالوا شرف الشهادة في سبيل الوطن الشهيد البطل سامر يوسف البارودي وذلك بتاريخ 15/5/2015.. وشقيقه الشهيد البطل محمد يوسف بارودي بتاريخ 17/5/2017
السيدة كريمة والدة الشهيدين تقول:الشهيد هوالإنسان الذي يختزل الوطن في ذاته ،وهو الجندي الذي ينحدر من الموروث الوطني النضالي على امتداد ساحة الوطن ، فيجسد ذلك المجد التليد والماضي المجيد يحمل قيم أجدادنا الأوائل الذين رسموا لنا طريق المجد بدمائهم وقيمهم وأناروا لنا شعلة الهداية على طريق العزة التي لن نضل عنها أبدا ً ..
كانت الشهادة ومازالت من أسمى القيم لأبناء وطن أدركوا حجم المطامع وخطورة المؤامرات التي تحاك لتقسيمه، ولأن الوطن هو الأغلى انبرى سامر ومحمد ليشاركا في الدفاع عنه وبذلا دمهما رخيصا ً في سبيله لينضما إلى قافلة من سبقهم من رفاقهم أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر .
وأضافت: ما أصغر كلماتنا أمام من قدم روحه وحياته كرمى للوطن ومن أجل أن يحيا أبناؤه حياة كريمة، لقد علمت أبنائي أن الوطن شرف وعرض وكرامة ولامعنى للحياة بدون وطن، نرحل جميعا ً ويبقى الوطن ، نقدم الشهيد تلو الشهيد ولانرضى أن تهان سورية ..منذ بداية الحرب كان شبابنا على استعداد تام لتنفيذ مايوكل إليهم من مهام والسهر على أمن الوطن وخوض أشرس وأعنف المعارك ضد العصابات المجرمة مؤكدين بذلك أن الأوطان تكبر بأبنائها الذين نعتز ونفتخر بتضحياتهم ..
وأضافت : كان من الصعب على ولدي البطل سامر كما معظم شباب الوطن، قبول ما تقوم به العصابات الإجرامية من قتل وتدمير وتهجير، فأصر على الالتحاق بالأبطال للوقوف صفا ً منيعا ً في ساحات المعارك والتصدي لهؤلاء المرتزقة وتطهير أرض الوطن من شرهم. أدرك منذ اللحظة الأولى أن الوطن يتعرض لأشرس هجمة عدوانية تستهدف النيل من صموده ووجوده وأن الوطن لايصونه ويحميه إلا أبناؤه المخلصون فقاتل واستبسل وتصدى مع رفاقه للمجموعات الإرهابية بشجاعة واقتدار .. في مناطق حمص، جورة الشياح ، صدد، مهين، أم شرشوح ، وفي دير عطية، تميز مع رفاقه الأبطال بالإرادة والصمود والثبات وبالروح المعنوية العالية خلال المعارك التي خاضها ضد الإرهاب الغاشم ..
كان يقول : إن الدفاع عن الوطن مسؤولية كبيرة علينا تحملها بكل فخر ونحن على ثقة بأننا سنطهر كامل الأراضي السورية من رجس شياطين الموت وغربان المرتزقة .. أصيب البطل سامر في معارك جورة الشياح بشظايا متفرقة بقي بعضها في جسده لخطورة انتزاعها وقبل شفاء جراحه، عاد إلى ميدان المعارك في النبك وحلب، الزارة وتلكلخ ، حارب العصابات المجرمة وقتل مع رفاقه الكثير منهم ودمروا أدوات إجرامهم وألحقوا بمعداتهم أضرارا كبيرة ..
بعدها توجه في مهمة إلى تدمر لمواجهة الوحوش ، .. بتاريخ 15/5/2015 استبسل سامر مع رفاقه الأبطال في صد الهجوم الذي تعرضوا له من قبل المجموعات المسلحة، بقي صامداً مقاوماً حتى نال شرف الشهادة و روى تراب الوطن بدمه الطاهر ، بقي جثمانه في ارض المعركة شاهداً على بطولته مجسداً شعار الشهادة أو النصر .
و تتابع والدة الشهيدين : أما شهيدنا الثاني البطل محمد فقد تميز بالصبر على الشدائد و بإخلاصه للوطن و حرصه على أن تبقى رايته خفاقة في سماء العزة و المجد
شارك في التصدي للمجموعات الإرهابية المسلحة منذ بداية الحرب على سورية في حمص و دمشق و اللاذقية و حلب أثبت رجولته و شجاعته و كان يحرص على الدقة في تنفيذ المهام الموكلة إليه.
بعد استشهاد شقيقه سامر و العديد من رفاقه قال : هنيئاً لك سامر البطل ، هنيئاً لكم فوارس الوطن الشجعان مبارك لكم الخلود في ذاكرة الوطن وفي جنات النعيم سلاماً لأرواحكم و يا أهلاً بالشهادة في سبيل الوطن .
كلف البطل بمهمة التصدي للمجموعات الإرهابية في حلب، دارت اشتباكات عنيفة ، و مواجهات دامية تحدى و رفاقه في هذه المعارك نيران و رصاص و صواريخ الأعداء مؤمناً بالشهادة أو النصر و الشهادة أولا لأنها الطريق إلى النصر واجه الأعداء بصلابة بقلب مملوء بالإيمان بحتمية النصر و بعزيمة لا تلين
اتصل بنا يوم استشهاده طالبا الدعاء له و للأبطال أرسل رسالة جاء فيها الوطن هو المعشوق الأول هو انتماؤنا و عزتنا و كبرياؤنا بتضحياتنا سنكتب تاريخه المشرف وببطولاتنا سنجعله قلعة صامدة عصية على كل معتد ومتآمر .
كان يشعر أنه سينال الشهادة التي تمناها فقد كان دائم الحديث عن عظمة ومكانة الشهيد وكان له ما أراد، نال شرف الشهادة على ارض حلب بتاريخ 17/5/2017 وأضافت : أشكر الله الذي شرفني باستشهاد البطلين ونحن على العهد باقون نتمثل قيم البطولة والفداء التي آمن بها الشهيدان و الملاحم التي خطاها بدمائهما الزكية ستبقى منارة تنير دروب الحياة الحرة الكريمة ، رحم الله الشهيدين واسكنهما فسيح جناته والرحمة والنور لأرواح شهداء الوطن الأبرار ..
زوجة الشهيد البطل سامر يوسف البارودي تحدثت بكل فخر واعتزاز قائلة : إن صمود الأبطال ودماء الشهداء مكنوا سورية من الصمود في وجه أشرس حرب إرهابية استعمارية ، والانتصار في هذه الحرب ومنع أعداء سورية من تحقيق أهدافهم في إسقاطها وتفتيت شعبها العربي . وكان لإستراتيجية وحكمة السيد الرئيس بشار الأسد الدور الأساسي في تحقيق هذا الصمود والانتصار ..
كان البطل سامر غيوراً على وطنه الذي تربى على حبه ، شارك في محاربة الإرهابيين واستشهد وهو يؤدي واجبه العسكري في الدفاع عن الوطن ، تاركاً أطفاله أسيل صف سادس ، رشا صف خامس وعلي أربع سنوات والذين سأربيهم كما كان سامر يخطط ويحلم ، الرحمة لروحه ولأرواح شهداء الوطن ، أقدم التعازي لكل أهالي الشهداء وأدعو لهم بالصبر وحمل وسام الشهادة والمفاخرة به لأن الشهادة قيمة القيم ولا ينالها إلا كل ذي حظ عظيم.
أما زوجة الشهيد البطل محمد يوسف البارودي فقد تحدثت قائلة : أقسموا بطهر الدماء ألا تستكين أجسادهم على وسائد راحة إلا بتسطير بطولة في ساحة معركة أو تدوين شهادة تضحية وولاء لوطن الأبطال بين سجلات الشهداء تدرج أسماؤهم كوسام شرف تفخر به شجرة عائلة تمجد الشهادة فداء للوطن .. لقد آمن البطل محمد أن الشهادة شرف عظيم وغاية سامية لكل إنسان يعتز بانتمائه لوطنه ضحى بروحه لتبقى راية الوطن خفاقة في سماء المجد والفخار .
سيبقى نبراساً مضيئاً لي ولأولاده ، يوسف في الصف الخامس ، مريم في الثالث وسامر أربع سنوات ، وستبقى تضحياته وتضحيات الشهداء دلائل راسخة في وجدان الغيورين على أوطانهم فكل التحية لشهدائنا الابرار الذين قدموا الغالي والنفيس والرحمة والخلود لأرواحهم الطاهرة .
لقاءات : ذكاء اليوسف