أحد أقطاب النقد الأدبي … صاحب الحضور الجميل والإلقاء الآسر ،… الناقد و الباحث عطية مسوح التقيناه على هامش إحدى الأمسيات الأدبية فحدثنا أولا عن بدء تجربته الأدبية و قال : بدأت الكتابة في المرحلة الثانوية، ونشرت عددا من القصص والنصوص الأدبية في حينها,أول كتاب نشرته كان عام 1994 ..
وحول سؤاله عن ماهية النقد قال: إنه حقل واسع وأحد ثلاثة حقول في البحث الأدبي أولها نظرية الأدب وهو أقرب إلى الفلسفة والحقل الثاني هو دراسات أدبية وهو أقرب إلى التأريخ… -تأريخ الأدب- …. والثالث هو النقد الأدبي, وهنا لابد أن يستفيد الناقد من فلسفة الأدب فالنقد يستفيد من الحقلين الأول والثاني وبالتالي يستفيد من ثقافته التي لولاها لا يستطيع أن يتغلغل إلى أعماق النص الذي ينقده، أو لا يمكن اكتشاف ما ينبع في النص عن اللاشعور، وهذه مهمة النقد الأولى… والنص الأدبي ولاسيما الشعر له منبعان الشعور واللاشعور، والنقد في النهاية هو الأخذ بيد القارئ ليتفهم النص ويكتشف ما فيه من جماليات.
ولدى سؤاله عن الفرق بين الناقد والشاعر قال: كل شاعر حقيقي ناقد ، لأنه يمتلك الحس النقدي، و الأديب أو الشاعر يقرأ كثيراً لعدد من النقاد والمنظّرين والباحثين في حقل الشعر والأدب, وهذا أحد مصادر غنى ثقافته, لكنّني أظنّ أنّه /حين يكتب الشعر/ لا يتقيد بالمقاييس والمساطر النقديّة, لأنّه يعلم أنّ الإبداع هو الأصل و أنّ النقد ينهل من نبع الشعر وليس العكس..
-ثمّة شاعر يبدع وناقدٌ يفسّر ويقوّم, فهل أفاد النقدُ الشعراءَ؟…النقد عمل تذوقي، والدراسة الأدبية عمل علمي، والبحث في نظرية الأدب عمل فلسفي) وهذا ما أحاله إلى أن يمد (أريكته) لينفتح بها على معنى عن الحداثة، التي فرضت جمالياتها منذ أن ظهر شعر التفعيلة، و بدأت الأشكال الجديدة تكرس حضورها في القصة والرواية والمسرحية، و انتشرت قصيدة النثر واحتلت مكانتها على الساحة الشعرية العربية.
– و نسأل الباحث مسوح…النقد بين اليوم والأمس كيف تقرأه فقال: يجب أن لا نبقى ندور في فلك النقد العربي القديم، أو نقد الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن العشرين بل يجب الذهاب إلى طبيعة الحداثة الأدبية، بالاتكاء على أدوار النقاد العرب الكبار، من أمثال مارون عبود…
و هنا يمكن دراسة محمود درويش وجوزيف حرب وعبد الكريم الناعم وصقر عليشي, على أساس من القواعد النقدية التي وضعها النقاد والمنظرون، وهم يدرسون في شعر شعراء التفعيلة الأوائل… و نحتاج إلى رؤى نقدية جديدة ونحن ندرس ديوان كتاب الحب لنزار قباني على سبيل المثال..
وأكد أننا نمتلك أدب وشعر جيد، و عندما يتراجع الواقع الاجتماعي العام تتراجع الثقافة ” على حد قوله”…
في الختام لابد أن نذكر أنه صدر لـ “مسوح” حتى الآن أربعة عشرة كتابا منها كتب في النقد الأدبي ومنها كتب فكرية.
عفاف حلاس