تعديات وإشغالات الأرصفة تعيق حركة مرور المشاة في «السكن الشبابي» …الشوائب واضحة في مياه الشرب واختناقات شبكة الصرف الصحي متكررة
لعل أكثر ما يلفت انتباه من يتجول في حي السكن الشبابي الواقع غرب طريق حمص –دمشق إلى جانب المدينة الجامعية هو الأبنية والأبراج ذات الطابع العمراني الحديث المنظم بعناية إلا أن عدم وعي المواطن وجهله بالقوانين أساء إلى التنظيم العمراني فيها بدءاً من إشادته لأكشاك في وجائب الأبنية وتعديه على الأرصفة والحدائق ….عدا عن انتشار القمامة في الشوارع رغم وجود الحاويات الفارغة إلى جانبها …. زرنا الحي للإطلاع على الواقع عن قرب تحدثنا مع القاطنين فيه واستمعنا إلى همومهم ومشاكلهم والصعوبات اليومية التي يعيشونها ..
تجاوزات ومخالفات
تنوعت المهن ما بين المكاتب العقارية ومحال الخضار والفواكه والحدادة والنجارة و المكتبات والبقاليات في مجمل الأكشاك المنتشرة بشكل واضح وملفت في وجائب الطابق الأرضي من الأبنية ….يقول أصحابها : لا يوجد في الحي الشبابي سوق خاص بها …هذا ما دفع البعض إلى إشادة الأكشاك مع الإشارة إلى أن كلفة إنشاء أي كشك منها يصل حتى 400 ألف ل.س ويضيف أحدهم :نعمل على تأمين كافة مستلزمات الحياة اليومية للقاطنين في الحي من مواد غذائية وخضار وكافة الاحتياجات المنزلية وغيرها ….
ويقول آخر : قدوم الكثير من الأسر الوافدة إلى حي السكن الشبابي من مناطق أخرى من المدينة سبب ازدحاما سكانيا كبيرا يحتاج إلى توفر متطلبات الحياة اليومية , إضافة إلى ذلك فإن الكثير من أصحاب الأكشاك غير موظف وهو بحاجة لعمل ليعيل أسرته ،لذلك اضطر أصحاب الطوابق الأولى من الأبنية ومالكوها «حسب زعمهم» إلى المخالفة , علما أنهم قاموا بترخيصها أصولا ً ويقومون بتسديد الرسوم لمجلس المدينة والمالية والنظافة لقاء خدمات معينة , ولكن المشكلة في عدم وجود الكهرباء فيها .
واقترح أحدهم : أن يتم تركيب عداد كهربائي جماعي لعدد من هذه الأكشاك معا.
إعادة تأهيل
تعاني المنصفات في الشوارع من وجود العشب اليابس , وتكسر أسوارها وهي بحاجة إلى إعادة ترميم وتأهيل من جديد !
الأرصفة مكسرة
الأرصفة تعرضت للكسر نتيجة لعدم رصفها بالشكل الصحيح فأصبحت مصدر إزعاج للمشاة ،و من جهة أخرى وفي ظل عدم إنارة الشوارع ليلاً أصبحت مطبات لمن يسير عليها ومصدر خطر للمارة خاصة الأطفال وكبار السن ..؟!
هبوطات وحفر
خلال الجولة لاحظنا واقع الشوارع بعضها معبد , وبعضها الآخر تملؤه الحفر مع وجود هبوطات في أغلب تلك الشوارع , وفقدان القميص الإسفلتي نتيجة لقدم التعبيد ..
بجانب الحاويات
كما لاحظنا انتشار القمامة بجانب الحاويات ..علما أنه يتم ترحيلها يوميا و بشكل دوري ولكن للأسف إهمال بعض المواطنين وعدم وعيهم بأهمية الحفاظ على البيئة نظيفة واستسهال رمي أكياس القمامة بجانب الحاويات ساهم في انتشار الروائح المزعجة ووجود الحشرات القارصة ؟! وأشار أحدهم بالقول :صحيح أن سيارة النظافة تقوم يومياً بالترحيل إلا أن عمال النظافة الذين لا يتجاوز عددهم الـ4/لا يقومون بجمع بقايا أكياس القمامة المتراكمة بل يتركونها على جانبي الحاويات حيث تقوم القطط بنبشها من جديد …
غير نقية
أشار الأهالي إلى أن مياه الشرب غير نقية والشوائب فيها واضحة بشكل ملحوظ ,لذلك يعمدون إلى استخدام الفلاتر حرصاً على الصحة العامة .
اختناقات في شبكة الصرف
أكد القاطنون في بعض الأبنية وجود اختناقات في قساطل الصرف الصحي والذي يتسبب في حدوث «رشوحات في الجدران» تنتقل من شقة إلى أخرى إضافة إلى الروائح الكريهة المنبعثة من الحمامات جراء الاختناقات الحاصلة وأضاف أحدهم «مستأجر»:بالإضافة إلى أن مداخن الأبنية مغلقة وبحاجة إلى تعزيل , وعند استخدام المدفأة شتاء فإن الجار القاطن بجوار شقتي يعاني خروج الدخان بكثافة في مداخن بيته ..
خدمة جيدة
يوجد في الحي مركز صحي فيه 14 طبيباً اختصاصياً و16 ممرضاً ومجهز بعيادات اختصاصية لتقديم الخدمة الطبية للمراجعين حيث يضم العيادات التالية :الأسنان –النسائية –الداخلية –الجلدية –الأطفال –الإسعاف –الصيدلية –والتصوير الشعاعي ومخبر تحاليل الدم والبول والسكر .مع الإشارة إلى وجود حوالي 6 صيدليات بالحي …والمركز الصحي يعاني نقص مواد تثبيت الصور الشعاعية, كما أن الهاتف معطل منذ مدة طويلة, علما أن الدوام فيه حتى الثامنة ليلا ..
الانترنت ضعيف
أجمع الكثيرون ان خدمة الانترنت ضعيفة وخجولة جداً ولكن خدمة الهاتف الأرضي جيدة …لا سيّما أن الشبكة أرضية ..
نوعيته سيئة
نوعية الخبز سيئة ويوجد في الحي 12 معتمداً لتأمين وتوزيع الخبز والكمية كافية .
وتقوم شركة محروقات بتوزيع اسطوانات الغاز من خلال تسيير سيارة توزيع مباشر للمواطنين بشكل دوري , و يوجد معتمدان في الحي ..
دفعة واحدة
قامت لجنة توزيع مادة المازوت المنزلي العام الماضي بتوزيع دفعة واحدة لكل أسرة بواقع 100 لتر فقط .
مستوى متدن
أشار الأهالي إلى تدني واقع التعليم في كافة مراحله التعليمية وذلك بسبب الازدحام الشديد في الشعبة الصفية الواحدة إذ يصل عدد طلابها ما بين 60-65 طالبا ً نتيجة عدد الوافدين إلى الحي بسبب الحرب.
يوجد في الحي ابتدائية وإعدادية وثانوية والعديد من رياض الأطفال والمعاهد الخاصة .
بحاجة لقمع
يناشد أهالي الطالبات الجهات المعنية بضرورة تواجد دوريات لعناصر الشرطة بجانب المدارس للحد من السلوكيات اللا أخلاقية التي يمارسها بعض الشباب المراهقين تجاه الفتيات بجانب المدرسة.
الإيجارات مرتفعة
ان أكثر ما يعاني منه المستأجر في حي السكن الشبابي هو ارتفاع إيجار المنازل فيها فلا ضابط لهذه الظاهرة سوى الأخلاق والضمير! إذ يقوم المالك بين الحين و الآخر برفع إيجار المنزل ولا يستطيع أحد الوقوف بوجهه .. فإما أن يدفع المستأجر المبلغ المطلوب أو يترك الشقة ,وعلى سبيل المثال ذكر أحد المستأجرين أن إيجار شقته في الطابق الرابع يبلغ 35 ألف ل.س شهريا ً .. كما تسكن ثلاث عائلات في إحدى الشقق تقوم كلها بدفع 100 ألف ليرة شهريا ً للمالك و50 ألف ليرة للمكتب العقاري كل شهر , علما أن المستأجر مكفل بدفع أجور عمليات الصيانة مهما كانت على نفقته الخاصة , وكثيرة هي الشقق التي تقطن فيها أكثر من عائلة واحدة ..؟
الفروقات كبيرة
يقول بائع خضار : إن أسعار الخضار والفواكه متباينة بشكل واضح ويعود ذلك لموقع المحل .. المحال التي تقع على الشارع العام تبيع بأسعار مرتفعة على عكس الشوارع الفرعية فأسعارها أقل ,أما سعر الفروج والبيض فهو موحد .
بحاجة لتنظيم فقط ..!
ذكر الكثير ممن التقيناهم أن المواصلات متوفرة ,بوجود باصات النقل الداخلي «القطاع الخاص « وأحيانا ً يتواجد أكثر من باص واحد خلال الفترة ذاتها وأحيانا ً لا يوجد أي باص .. خاصة أيام العطل الرسمية .. وهذا الأمر يحتاج إلى تنظيم تواتر تلك الباصات على مدار اليوم كي يتسنى للمرء التنقل بسهولة علما أنه تم تخصيص سرافيس للحي أيضا .
حرق عشوائي
خلال التجوال في شوارع الحي وجدنا أن كثيرا من الحدائق المهملة والمنصفات قد تم حرق العشب اليابس فيها بشكل عشوائي .. دون إشراف أية جهة معنية بذلك..
والحدائق للأسف تفتقر إلى العديد من المقومات باستثناء بعض الحدائق الخاصة بالأبنية واعتناء أصحابها بها .
نقوم بالمتابعة
التقينا مع مدير مؤسسة الإسكان الدكتور محمود علي للحديث حول التجاوزات والتعديات على الوجائب والأرصفة والحدائق العامة في حي السكن الشبابي باعتبار المؤسسة الجهة صاحبة العلاقة والمنفذة للمشروع … فقال : إننا نتابع ما يحصل من تجاوزات , إذ يوجد في المؤسسة لجنة مخالفات مهمتها البحث عن التجاوزات وتبليغ مجلس المدينة عنها والذي بدوره يشكل لجنة لمعالجة المخالفة .. وتتنوع هذه المخالفات إذ يقوم المواطن المرتكب للمخالفة أحيانا ً بإحداث باب يغير بمواصفات البناء .. أو إحداث كشك في وجيبة أو إشغال رصيف .. تقوم اللجنة من مجلس المدينة بمرافقة لجنة المخالفات من المؤسسة بمعالجة التجاوز وعلى كلفة المرتكب , وتقوم لجنة دلالة المخالفات بالمؤسسة بالإشارة والتبليغ ثم الدلالة .
وأضاف : لقد تم تسجيل ما يزيد عن 800 مخالفة حتى اليوم في الحي .
وأضاف : إن الكثير من المواطنين وجراء جهلهم بالقوانين يقومون بارتكاب المخالفة كأن يقوم أحدهم بفتح باب الوجيبة ويغير بأوصافها ويحدث كشك على الرصيف أو برفع التصوينة الخارجية للوجيبة بالبلوك وغير ذلك ..
ليست كما يجب !
وفي رد حول آلية معالجة المخالفات المرتكبة وطرقها ، أجاب : المخالفات لا تعالج بالشكل المطلوب وهذا يسيء للمؤسسة .
السوق موجود
كما نقلنا له أوجاع ومعاناة المواطن من صاحب الكشك ومن المستأجر .. وادعائه بأنه أحدث الكشك لخدمة المواطن القاطن فأجاب مدير المؤسسة :الجميع يعلقون أخطاءهم على شماعة الحرب , والبعض يحاول اقناع الآخرين بأن زيادة عدد الوافدين الى الحي يتطلب وجود هذه الأكشاك لتأمين كافة مستلزمات تلك الأسر حتى وان كانت الأكشاك مخالفة وذلك لعدم وجود سوق تجاري مخصص للحي .. علما أنه يوجد في الحي أسواقا تجارية وعددها 9 محال أرضية و6 مكاتب ضمن عقار رقم 159 وقد تم الإعلان عنه في مزاد علني …
.. ولكن مايحدث هو أن شراء محل تتراوح كلفته ما بين 3-5 مليون ليرة , بينما لا تبلغ الكلفة الإجمالية أكثر من 500 ألف ل.س وان قام صاحبه بتأجيره.. يعود عليه شهرياً بمبلغ يتراوح مابين 30-35 ألف ليرة , فالحرب ليست مسؤولة عن ذلك ..
وأضاف : يوجد لجنة مختصة في الوزارة تقوم بتصديق المخططات التنظيمية والبحث ضمنها عن أهم المستلزمات الحياتية للمواطن من المراكز الصحية والخدمية وذلك وفق معطيات على أرض الواقع وقد وضعنا العدد الكافي من الأسواق التجارية ضمن الحي …
الأبنية مستثمرة
وفي رد له .. حول الرطوبة والاختناقات من دخان المدافىء وروائح الصرف الصحي ذكر أن هذه الأبنية مستثمرة لسنوات عديدة وسوء الاستثمار هو من قبل القاطن المالك ذاته أو حتى المستأجر وليس سوء التنفيذ, وتابع : لدينا في المؤسسة ما يسمى بالاستلام المؤقت للأبنية وهناك استلام نهائي لها يتم بعد عام إذ تقوم لجنة باستلام الأعمال المنتهية من الأبنية بشكل مؤقت بداية ثم تستلم أعمال البناء بكامله بحيث يكون جاهزاً للسكن بعد عام و هي فترة الكفالة إذ يتعهد المتعهد خلالها إصلاح أي خلل بعد الكشف عليه .
وأضاف : إن مؤسسة الإسكان مسؤولة إنشائيا فقط عن كامل الأبنية أما بقية الهيكلية الخاصة بالبناء فالمتعهد مسؤول عنها .
الإحساس بالمسؤولية
ويذكر أنه تمت مراجعة المؤسسة من قبل عدد من المواطنين بخصوص تنفيذ شبكة الصرف الصحي و تجميع الأمطار « المياه» فوق أسطح الأبنية و بعد الكشف عليها وجدنا أن القاطن هناك مسؤول عن ذلك .. فقساطل الصرف الصحي كانت لا تصرف المياه جراء وجود الأوساخ داخلها وعدم قيام أحد بإزالة الأوساخ المتجمعة بفعل الأمطار عن مصارف المياه فوق أسطح الأبنية الأمر الذي أدى إلى تجمعها و حدوث الرطوبة و اختناق المداخن بدورها .
ليست مسؤولة
و اختتم أنه ليست مسؤولية المؤسسة و كفالتها للأبنية تنحصر بعام واحد بعد الاستلام فقط و غير ذلك فإنها مسؤولية القاطن بمتابعة و صيانة و ترميم منزله ، المؤسسة مسؤولة إنشائياً فقط و هذا ما يتوجب على الجميع معرفته ، فهل يعقل أن تقوم إحدى القاطنات بمراجعة المؤسسة لإصلاح و استبدال مصباح الكهرباء الموجود في منزلها مثلا … ؟؟!
تحقيق و تصوير : نبيلة إبراهيم