شهداؤنا الأبرار.. الغار على أجسادكم غفا ..والخلود لأرواحكم اصطفى

ذلك اليوم الذي غادرت فيه وكانت وجهتك الدفاع عن البلاد،وكان سبيلك والرفاق طريق الشرف والاخلاص ،قلوبكم شامخة نضرة لا تعرف معنى الخنوع ،فالمجد مرام يتمناه الأنام ،توجهتم لهم بضرباتكم السديدة التي هزت قوتهم وعزيمتهم ، منكم من عانقت روحه السماء وسقت دماؤه تراباً ظمآن،وآخرون تشبثوا بكل قوة فكانت المعركة معركة حق سما الشرفاء فيها بالاستبسال والصدق …
نريد أن نخبركم أيها الأطهار بأنكم بالعزم والعنفوان انتصرتم ، حققتم الوعد و للعلا وصلتم ،و الغار على جثامينكم الطاهرة غفا ،والخلود لأرواحكم اصطفى ،فتحية لكم والخلود لذكراكم والرحمة لأرواحكم ،يامن كنتم حصناً منيعاً للوطن ،بتضحياتكم ينتصر الوطن على الإرهاب وبدمائكم يكتب تاريخ وطن رفض الذل والتبعية ،اذا قلتم فعلتم وإذا فعلتم زلزلت الأرض تحت أقدامكم
إن بطولاتكم أيها الأبطال هزت العالم كله فكانت لكم كلمة الفصل ….حدودنا السماء ..حدودنا التراب السوري المحرر بدماء الشهداء .
تتابع جريدة العروبة اللقاءات مع أهالي أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر ،لتوثيق البطولات المسطرة بدم الفرسان ،الحماة الحقيقيين للوطن .

أسرة الشهيد البطل الملازم شرف عهد محمود الحسين :
الشهداء ..ضياء يصطفيه النبلاء
إنها بلادنا ولها حق علينا ،سنرسم صورتها كما نحن نشاء لوحة أبدية ،ياسمينة دمشقية تزين جبين سورية .
بين فخر الشهادة وألم فقدان الولد يطول الحديث مع والدة الشهيد ومثلما يوجد مكان للفخر هناك بلا شك مكان للفقد والشوق ،هذا ما أخبرتنا به السيدة مفيدة والدة الشهيد البطل الملازم شرف عهد محمود الحسين .
تقول :تلك راية سورية التي ما زالت وستبقى مرفوعة فوق الهامات ،تتوارثها مواكب الشباب والأجيال التي تحيا في وطن الحرية فتجذر في الأرض وتوحد مع كل مفرداتها قمحاً وياسميناً «أزهار لوز ،ودماً طهوراً ونصراً مؤزرا ،راية للحرية وقصيدة وطن تقرأ حتى الثمالة لأن المجد لا يناله إلا من يستحقه ،ولا يستجيب إلا لطالبيه مهما كان الثمن ..
سورية ماضية بهمة رجالها ودماء شهدائها إلى النصر وهنا أذكر قول القائد المؤسس حافظ الأسد: «ولن يذل وطن يفتديه أبناؤه ،وأنتم طليعة المفتدين في شعبكم ،رجال الوطن ،عنوان الفداء وعبير الفخر هم شوق السماء وضياء يصطفيه النبلاء ،يبذلون الروح في ساحات النضال ابتغاءً للشرف الأسمى».
إن الشجاعة والجرأة والاستعداد للتضحية بالنفس صفات تميز بها البطل عهد الذي خاض أعنف المعارك ضد العصابات الإرهابية المجرمة ….كان دائم الحديث عن الشهادة والشهداء …
في يوم 1/8/2015 حاولت أن أتمسك به قبل سفره فأبى ،قال لي :النصر قريب وأنا أشعر بذلك سنقاتل أنا ورفاقي حتى نحرر بلادنا أو ننال شرف الشهادة
في 10/8/2015 كان يوم استشهاده ،حاول والده باتصال هاتفي التمهيد للخبر ،انقبض قلبي عبثا حاولت أن أنفي الخبر , لكنني في لحظات استرجعت كل ما كان يدور بيننا من أحاديث ،أراد أن يرحم قلب أمه في تلك اللحظة لتتلقى خبراً أبلغها اياه سابقاً ،عندما كان يقول لي :كم يلفني الكبرياء عندما أسمع عبارة أم الشهيد .
أخبرني والده في النهاية قائلاً:»قدّر الله وماشاء فعل «قلت الحمد لله الذي حقق أمنيته ويارب امنحني ثواب الصابرين كي أجتاز اختبارك ما يحزنني أكثر أنه لم يتسن حتى الآن إحضار جثمانه الطاهر ،كي نزوره كما يفعل أهالي الشهداء .
أدعو لله أن يلهم أهل الشهداء الصبر ويجعل دماء الأطهار ودموع الأمهات قرباناً للخلاص .
وأخيراً أحب أن أقول :إن وطناً تستقبل الأمهات فيه جثامين الشهداء بزغاريد الفرح والكبرياء ،ويكبر الإباء شموخاً يتسامى ،ويكتب الشهيد وصيته وهو متجه إلى الميدان ،هو وطن والنصر توءمان .
وتحدث والد الشهيد قائلاً : إن الوطن لا يبنى إلا بتضحيات أبنائه وأن طريق الشهادة هو السبيل للنصر وردع العدوان وتحرير الأرض وتعزيز السيادة والكرامة وإعادة الأمن والاستقرار ومسيرة جيشنا في الماضي والحاضر ملحمة بطولية معنونة بأسماء الشهداء الخالدين الذين كتبوا بدمائهم الطاهرة تاريخ وطن ..
منذ أكثر من ثماني سنوات والأبطال يواجهون المجموعات الإرهابية المسلحة ويلاحقونها ببسالة قلّ نظيرها ، يقدمون التضحيات في سبيل عزة الوطن وكرامة أبنائه ، بطولات وتضحيات موضع اعتزاز وفخر أفشلت المؤامرة والمخطط العدواني على سورية وهي التي تصنع الانتصار وتقضي على الإرهاب وتعيد الاستقرار إلى ربوع الوطن ..
لقد خاض ولدي البطل عهد معارك الشرف والكرامة في حمص وتدمر ، حماة والرقة ضد العصابات الشيطانية المجرمة ، اثبت رجولته وعشقه لعلم البلاد لحظة قراره الالتحاق مع الأبطال لمشاركتهم في مواجهة من جاء ليقتل ويفتك ويهدم .. أثبت شجاعته وإقدامه عند إصابته بطلق ناري في معارك حمص ، فهو لم ينتظر انقضاء فترة النقاهة بل أصرّ على متابعة درب الكرامة قائلاً : نحن أصحاب القرار الحر والإرادة الحرة .. نحن صنّاع النصر ، نحن مستعدون للتضحية من أجل حفظ سيادتنا وهويتنا وكرامتنا ولحمتنا الوطنية وأمن وطننا وأبنائه ، إن الشدائد تزيدنا صلابة والمؤامرات تزيدنا قوة والضغوط تدفعنا إلى التمسك أكثر بثوابتنا وبحقوقنا العصية على التهميش وستبقى سورية رمز المحبة والسلام والأمن والأمان والاستقرار الذي يحافظ على هيبة الدولة وكرامة الوطن .
كان للبطل ورفاقه الدور المشرف في دك أوكار وتحصينات ومقرات المجموعات الإرهابية في الرقة ,خاض أعتى المعارك ضد الذين لا تحكم تصرفاتهم لا قيماً ولا مبادىء ، العصابات الإرهابية المجرمة أذناب الاستعمار وأزلام الكيان الصهيوني الذي استقدمهم من أصقاع الأرض ليكونوا البديل له وليحققوا ما لم يستطع تحقيقه ..
بتاريخ 10/8/2015 شن الإرهابيون هجوماً على أحد مواقعهم فتصدوا لهم وضربوا عرباتهم بصاروخ ودمروها ، استعد عهد لضرب الصاروخ الثاني ليصاب برصاصة قناص في صدره وينال شرف الشهادة في سبيل الوطن ..
ويتابع والد الشهيد حديثه : أفدي سورية بدمي لأنها أرض العطاء والمجد ، تعانق شمس الكرامة ، أرض شقائق النعمان تخضّب الأرض وترتقي بالثرى ليكون مع الثريا ، لأنها أمنا الحنون وولدي البطل عهد كان الصادق ، الحنون ، الكريم ، البار بأهله وأمه سورية .
وأخيراً : لأرواح شهداء سورية الأبرار الرحمة والسلام ولجرحانا الشفاء العاجل ولسورية النصر المؤزر بهمة الشعب الأبي والوفي والمخلص لقضيته .

زوجة الشهيد البطل الملازم شرف ثائر ممدوح معروف :
سورية أرض الحرية والسلام
شهداؤنا خير من أدى الأمانة و لبى نداء الواجب الوطني المقدس عاهدوا و صدقوا فكانوا رجال امة عريقة كسرت جبروت الطغاة لتثمر تضحياتهم عزة وطن و شموخ سورية الحبيبة و بفضل تضحياتهم نرى مواسم الخير و الأمان و النصر و الخلاص من رجس الإرهاب.
الشهيد البطل الملازم شرف ثائر ممدوح معروف واحد من أبناء الوطن البررة الذين ناداهم الواجب فهبوا لتأديته و كانوا السباقين إلى العلياء ليهدوا للورد ماءه و للفل بهاءه و للزيتون زهره و لليمون عبقه ..
السيدة ردينة زوجة الشهيد تحدثت قائلة : سورية أرض الحرية و السلام تحرسها عيون الأبطال هي قبلة الأحرار جبالها قلاع تخيف الأعداء و تزرع الرعب في أفئدتهم وشاحها الغار و جنودها بواسل في وجه الطغاة أمام قدميها تندثر الدسائس و تختفي مذعورة بالهزائم , مصانة بحماة أشاوس , والوفاء يبقى مزروعا في ربوعها..
إن الجيش العربي السوري يخوض معركة كونية دفاعاً عن أمن الوطن و المواطنين ,و هو أكثر تصميماً على استعادة الأمن و الطمأنينة و الاستقرار إلى ربوع الوطن الحبيب سورية مهد الحضارات و موطن الأبجدية الأولى .
إن معالم السيادة و الكرامة تتبلور اليوم في أبهى صورها عبر صمود سورية ووفاء شعبها و بسالة جيشها العقائدي في ظل ما تعيشه من حرب منذ أكثر من ثماني سنوات و إن كل ما تعرضت له من مؤامرات و ضغوط عبر عقود يمثل انتقاماً من هذا الوطن الأبي الشامخ .
و ما نشهده اليوم من تضحيات عظيمة جمعت الشعب السوري تحت سقف الوطن إنهم الشهداء الذين سيبقون نبراساً يضيء الطريق أمام الأجيال القادمة و يعزز في نفوسها معاني حب الوطن و بذل كل غال و نفيس فداء لعزته و كرامته .
كان ثائر مثالا للأخلاق الحميدة و الرجولة , كان كالوردة تنثر عطرها في كل الأرجاء, لكن عمر الورد قصير, تميز بالحزم و الصمود في وجه الدعايات النفسية المعادية في خضم الهجمة الإعلامية الشرسة التي يشنها أعداؤنا.
شارك البطل في المعارك ضد الإرهاب في أحياء حمص منذ بداية الحرب أذكر ما قاله : أجمعت كل شرائع الأرض و السماء على قدسية المقاومة لأنها رد على اغتصاب الأرض و الحقوق و من حق من احتلت أرضه ان يقاوم بأي سلاح ليحرر أرضه و يدافع عن حريته ووجوده و كرامته فما قيمة الحياة إذا لم ندافع و نناضل من أجل الهوية و الحفاظ على جوهرها .
في بداية الحرب كان البطل و رفاقه يؤدون مهمة في مدينة حمص لحماية الآمنين و الأملاك العامة و الخاصة هاجمتهم مجموعات من المسلحين أصيب البطل ثائر بكسرين في اليد بتلك المواجهة لم يقبل أن يأخذ نقاهة بل تابع أداء واجبه في خدمة الوطن و في إحدى المهمات إلى بابا عمرو مع رفاقه هاجمتهم العصابات المجرمة و أصيب بطلق ناري في كتفه .
بعد ذلك ذهب إلى تدمر للمشاركة في المعارك ضد أصحاب رايات الموت كان يملك حدساً و إحساسا عالياً و يشعر أنه سينال شرف الشهادة حيث و دعني وودع جميع رفاقه و مضى إلى تنفيذ المهمة ملبياً نداء الواجب بتاريخ 20 /2/2013هاجمت المجموعات الإرهابية نقطتهم العسكرية و دارت اشتباكات عنيفة بشتى صنوف الأسلحة و استبسل الأبطال في صد الهجوم حاصرتهم العصابات بأعدادها الكبيرة و نال البطل ثائر مرتبة الشهادة في سبيل الوطن … في هذه المعركة غفا في أرض الحرية و السلام ، و الغار وشاح على صدره …
أرفع رأسي شموخاً فأنا زوجة الشهيد البطل الذي أفضى بكرمه حياً و شهيدا .
أسأل الله الرحمة للشهداء و العافية للجرحى وأن يمن على سورية بالأمن و الاستقرار و الازدهار و تستعيد عافيتها .
علي ابن الشهيد يقول: نحن أبناء أمة تملك مشاعر العزة و الإباء و عشق الحرية و رفض الضيم تجذرت قيماً سامية وتجسدت تضحية و إقداما و شجاعة دفاعاً عن تراب الوطن ، وحفاظاً على وحدته وسيادته ، وتبدت في فعل مقاوم وسلوك مناهض لكل أشكال القهر والخنوع والاستسلام ، زاد لا ينقطع ونور لا ينطفىء لكل الشرفاء الأحرار من أبناء الأمة العربية في تصديهم لقوى البغي والعدوان على مراحل التاريخ .
لقد آمن شعبنا بالشهادة عقيدة ونهجاً لتتجذر في نفوس الأبناء ممارسة وسلوكاً ، الأمر الذي تجلى في التصدي للهجمة الشرسة التي يتعرض لها الوطن من كل أنحاء العالم فكانت مآثر خالدة وبطولات ووقفات عز وشموخ ورجولة سطرت أروع قصص المجد في التاريخ. بوقفة عز ورجولة واجه والدي البطل المجموعات الإرهابية فكان مثالاً في مواجهة قوى الشر كي ننعم نحن بحياة حرة كريمة ، وأصبح منارة أضاءت سماء العزة والكبرياء والشموخ.
أريد أن أخبره أني أصبحت شاباً في المرحلة الثانوية , وسأتابع تحصيلي العلمي لأحقق أحلامه وان ذكراه ماغابت فوالدتي دائما تتحدث عنه ، صحيح أنني أحتاجه وأشتاق إليه لكنه الوطن … عهدي عهد الوفاء أن أواصل السير كي يبقى الوطن قوياً منيعاً عصياً على الأعداء متمثلاً قول السيد الرئيس بشار الأسد : ( بما أننا جميعاً نريد لوطننا الغالي أن يبقى قوياً وجميلاً، فعلينا دائماً أن نكون مستعدين لتقديم ماقدمه شهداؤنا وهذا يعني أن نقدم الارواح والدماء )تحية اجلال وإكبار لأرواح شهداء الوطن الأبرار وتحية التقدير والاعتزاز الى جيشنا الباسل عنوان الرجولة والتضحية والفداء .

لقاءات: ذكاء اليوسف

المزيد...
آخر الأخبار