تحية الصباح ..طريق الحرير …من جديد !!


قبل مئة عام ،بدأ الحديث عن “طريق الحرير “يتكرر  و صدر كتاب للباحث التاريخي الألماني قبل خمسين سنة ،هيرمان اسمه /طريق الحرير –سورية والصين / يسلط الضوء على أن طريق الحرير يبدأ من الصين وينتهي في سورية ،حسب الدراسات التاريخية  غير أن أول من استخدم مصطلح /طريق الحرير /كان المؤرخ الألماني –والجغرافي أيضاً _فرديناند فون ريتشهوفن )في القرن التاسع عشر .

وفيما بعد صدرت عدة كتب تتحدث عن هذا الطريق التاريخي الذي بدأ استخدامه في القرن الثاني قبل الميلاد .

وفي محاضرة ألقاها الباحث في كلية اللغة العربية في الثامن عشر من أيلول عام 2011 ،في مدينة /تشانغ شونغ /الصينية ،وكان لي شرف حضورها مع الوفود الإعلامية العربية المشاركة في مؤتمر التعاون الإعلامي العربي الصيني  و ذكر الباحث شيئاً مهماً طرحه بصيغة السؤال ،مع تأكيده أن الجواب مهما يكن ،لن يؤثر على أهمية الطريق والسؤال هو :/هل يبدأ طريق الحرير من الصين أم من سورية ..أم العكس ؟!

لهذين البلدين الصين وسورية ،تاريخ تليد وحضارة عصية على النسيان .

الصينيون صدروا للعالم الحرير ..وأخذوا منه أشياء كثيرة !

المنسوجات ،العطور ،المجوهرات )..الخ  وأول من سلك طريق الحرير كاهنان سوريان تمكنا من الوصول إلى الصين وعادا بنفس الطريق (طريق الحرير فيما بعد )وقد جلبا معهما عدداً من بيوض دودة القز وطريقة صنع الحرير !!

طريق الحرير القديم التاريخي يمتد من مدينة /نيشان غان /عاصمة الصين خلال عهد سلالتي هاز والتانغ إلى  أوروبا مروراً بآسيا الوسطى والشرق الأوسط وهذا الطريق كان معتمداً من القرن الثاني قبل الميلاد وحتى القرن السادس عشر الميلادي  وهو طريق دولية لتبادل ونقل البضائع الصينية وأهمها الحرير ،وكان له اثر كبير في ازدهار الحضارات .

وطريق الحرير الجديد المقترح بفرعين اثنين ،وعقدت مؤتمرات كثيرة من أجله سوف يربط بين الصين وبقية الدول في قارات عديدة ويمر من أنطاكية إلى سورية والأردن ومصر وشمال أفريقيا  ولهذا الطريق أهداف اقتصادية وثقافية واجتماعية وسياسية بصيغته الجديدة ويؤمن العمل لأكثر من مئة بلد ومنظمة إنسانية في آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية ،بفرعيه البري والبحري .

طريق الحرير لمسة من الأسطورة الجميلة التي تتحول إلى واقع ومثال للرفاهية والثروة والمغامرة والسلطة والجمال والسلام .

طريق ليس للحرير فحسب بل وللتوابل والخزف والذهب والمجوهرات والعطور والسجاد والشاي ..وهو اختلاط للأفكار والثقافات واللغات ..!!

عيسى إسماعيل

المزيد...
آخر الأخبار