“نأسف لإعلامك أنه تم استهلاك كامل الحصة المخصصة للخدمة المطلوبة في فرع الهجرة المختار يرجى المحاولة غدا” هذه هي الرسالة التي تصل المواطن في حمص عند التسجيل على دور للحصول على جواز السفر ” العادي ” .
ويأتي يوم غد ويحاول المواطن من جديد التسجيل لكن تأتيه نفس الرسالة وتمضي الأيام بالجملة دون الحصول على الخدمة المطلوبة عبر منصة ” معاملاتي ” ” البوابة الالكترونية لمركز خدمة المواطن ” فيضيع وقت وجهد المواطن دون جدوى وهنا يبحث عن ضالته في المكاتب والمراكز التي تتمكن و بمعجزة غريبة من الولوج إلى البوابة الالكترونية والتسجيل للمواطن بعد استنزاف مقدراته المالية واستغلال حاجته التي لم يستطع الوصول إليها بنفسه عبر البوابة الالكترونية التي وجدت بهدف “تقديم الخدمات للمواطن وفق معايير وأسس تراعي حصوله على أفضل وأسرع خدمة بشفافية وعدل ودون تعقيدات إجرائية” ,وتقوم بالنيابة عن المواطن بمتابعة معاملاته في الإدارات بما في ذلك المعاملات التي تتم عبر أكثر من إدارة واحدة !!!.
لاشك أن الجانب الأسود في تطبيق معاملاتي هو عدم استجابة هذا البرنامج لطلبات المواطن وعدم استخدامه بشكل يحقق الهدف الذي وجد من أجله وبالتالي التسبب بتأخير وعرقلة انجاز معاملاته و ضياع الوقت والجهد والبحث عن من ينفذ طلبه ولو كلف ذلك دفع الكثير من المال في غير موضعه ووضع المزيد من العقبات في طريقه .
لا يخفى على أحد أن مراكز خدمة المواطن انجاز حضاري وهام في تسريع معاملات المواطن ومتابعتها، بالإضافة إلى تخفيف الازدحام الناتج عن تواجد المواطنين لمتابعة معاملاتهم وبالتالي تحقيق طلب المواطن بأقل جهد ممكن والقضاء على كافة أشكال الفساد التي يمكن أن يتعرض لها المواطن عند إنجازه لمعاملته وهذا الجانب الأبيض في هذه الخدمة الالكترونية الحضارية ومن هنا يجب إيلاء هذه المراكز كل الاهتمام والرعاية والمتابعة المطلوبة ومعالجة كافة العقبات التي تعترض عملها بهدف تحقيقها للأهداف السامية التي وجدت من أجلها ولضمان نجاحها وتحقيقها للخدمة التي وجدت من أجلها خدمة للوطن والمواطن في آن معا .
محمود الشاعر