نقطة على السطر ..سياسة الإلهاء….!!!

كيف يتم التهرب من حل المشاكل التي يشتكي منها المواطن؟؟.ببساطة من خلال خلق مشاكل أخرى بسيطة بحيث تحول الهم والاهتمام نحوها وينصرف المواطنون عن مطالبهم الأساسية،كأن نخلق مشاكل النقل مثلاً،وخاصة لأبناء الريف،فيصبح هم المواطن كيف يصل إلى مكان عمله أو جامعته أو مدرسته أو ..أو..

وخلال السنوات الماضية قفزنا قفزات نوعية في هذا المجال نستحق أن نحقق فيها براءة اختراع عالمية غير مسبوقة،كيف لا والمواطن لا ينام ويصحو إلا على هم جديد…

مسافة 25كيلو متر يتطلب قطعها من الموظف في إحدى دوائر الدولة ،تحتاج من الزمن ما يعادل وصول هذا الموظف إلى محافظة دمشق،لأن قاصد المدينة إذا كان موعد عمله الساعة الثامنة صباحاً عليه الاستيقاظ الساعة الخامسة كي يكون جاهزاً في السادسة وربما قبل ذلك كي تبدأ رحلة المعاناة التي تحتاج لوقت يطول أو يقصر قد يحصل معه على نصف مقعد..!!

ما يحدث اليوم يعيدنا إلى الزمن الجميل الذي كانت فيه البوسطة تعمل رحلة صباحية وأخرى بعد الظهر ومن يفوته الموعد يتوجب عليه العودة وتأجيل موعد الذهاب لليوم الثاني,ربما كانت الأمور أفضل فالبوسطة كانت تقل الركاب كعلب السردين وقوفاً وفوق ظهرها وعلى السلم،واليوم مع حداثة “الجردون” اخترع السائقون رباعية وخماسية المقاعد التي أصبحت تأن تحت ضغط الحمولة الزائدة.

الحجج القديمة الحديثة مازالت قائمة وكل يوم تتفاقم أكثر من سابقه،تقنين المازوت الذي لا يسمح للسرفيس بالعمل لأكثر من رحلتين يومياً ومالك السرفيس غير مستعد لدفع 350ألفاً ثمناً لصفيحة مازوت كي يعمل بأجرة لاتتناسب مع ما يدفعه ولا أحد يستطيع لومه على ذلك..!!

سمعنا وتابعنا الكثير من الأخبار والإشاعات التي تتحدث عن وصول البواخر وتحقيق انفراجات ولكنها بقيت مجرد أحلام وردية وأبر مخدر تعطي فسحة من الأمل تزول سريعاً عندما نصطدم بالواقع الميداني..

العالم يدخل مجالات الذكاء الاصطناعي ونحن نسير بالاتجاه المعاكس وكأن الأمر لا يعنينا ونبقى مجرد فئران تجارب فاشلة لأنها لم تحقق حتى الآن أية نتائج تريح الأعصاب المشدودة من المعاناة اليومية.

والسؤال الذي يطرح نفسه إزاء هذا الواقع ,ماذا لو تأخر العاملون أو لم يأتوا إلى أماكن عملهم كيف ستكون ردة الفعل إجازة إدارية أو بلا أجر.؟؟!!

عادل الأحمد

 

المزيد...
آخر الأخبار