في السنكري …مياه الصرف الصحي الآسنة تختلط مع مياه آبار الشرب ..نقص مادة المازوت أبقى الأراضي الزراعية دون حراثة

هموم وصعوبات يومية كثيرة يواجهها أهالي قرية السنكري ، مرد ذلك «برأي سكانها» إلى تقصير الجهات المعنية في الاهتمام باحتياجات أهالي الريف الأبعد عن المدينة , إضافة إلى ظروف الحرب التي اتخذ منها شماعة حقيقية يعلق البعض عليها تقصيره , والأمر الذي زاد الوضع سوءا هو أن السنكري كانت من المناطق الساخنة لكونها على تماس مباشر مع مكان تواجد المجموعات المسلحة في تلك المنطقة …
زارت العروبة القرية والتقت عددا ً من الأهالي في السنكري بقسميها «الشمالي والجنوبي» إضافة إلى مختلف الفعاليات الموجودة والمختار لتسليط الضوء على همومهم التي أصم البعض عنها أذنه رغم المناشدات الكثيرة …. .

السنكري قرية في الريف الشرقي لمحافظة حمص وتبعد حوالي 55 كم عن مركز المدينة ,ويبلغ عدد سكانها 7500 نسمة ,ومساحتها ضمن المخطط التنظيمي الذي أحدث عام 1994 حوالي 35 ألف هكتار والمساحة المزروعة 24 ألف هكتار .
الزراعة بالسنكري والإرشادية بالحراكي
أشار رئيس البلدية راشد أبو طربوش إلى أن القرية تتبع لإرشادية الحراكي والتي تبعد عنها 35 كم .. وأنه من الصعوبة تأمين واسطة نقل , وإن وجدت فتكون مكلفة ..؟! ويضيف: قدمنا اقتراحا لمديرية زراعة حمص بإمكانية تأمين غرفتين ضمن مبنى البلدية يمكن تخصيصهما للإرشادية التي تخدم قرية السنكري وكافة القرى التابعة للبلدية وعددها 15 وبواقع 17 ألف نسمة ولكن الرد جاء بالرفض قطعيا وبأنهم يريدون تشييد بناء مستقل لها , وحتى الآن لم نعرف متى سيكون موعد تشييد هذا البناء ..
الشروط تعجيزية
تحدث الأهالي عن معاناتهم من عدم تمكنهم من تقدير الأضرار لمحصولي اللوز والزيتون هذا العام كون لجنة تقدير الأضرار رفضت التقدير لعدم قيام أصحاب الأراضي الزراعية المتضررة بحراثتها .؟! وتساءلوا عن كيفية الحراثة مع عدم توفر المازوت المخصص للآليات .. ؟!.
طالب رؤساء الجمعيات الفلاحية يوسف ونوس ويحيى حبابة بضرورة تقديم دعم مادي للفلاحين أسوة بالمحافظات الأخرى لتأمين الأسمدة والحراثة .. خاصة وأن القرية كانت على تماس مباشر مع المجموعات المسلحة خلال سنوات الحرب مما تسبب بتوقف النشاط الزراعي ، ومنذ عودة الأمن إلى هذه المنطقة عام 2017 وخلال الفترة السابقة لم تشهد المنطقة أية دورة زراعية جديدة علما أن مردود المحاصيل الزراعية هي مصدر رزق الكثير من الأهالي .. وطالبوا بدعم المزارعين في القرية وتأمين المازوت والأسمدة,وتوزيع مادة المازوت الزراعي قبل موعد حراثة الأرض .
زراعة القبار
حظيت المنطقة الشرقية بزراعة القبار الذي يدر أرباحا ً جيدة لزارعيه وأصبح مصدر عيش للكثير من العائلات خلال فصل الصيف .. وأشار الأهالي إلى تحكم التاجر بسعر الشراء من العمال والذي لا يعادل الجهد المبذول أثناء قطاف القبار , وتساءلوا أين تذهب هذه الكميات من المحصول الذي أثبتت فوائده الطبية ومن هي الجهات المعنية بذلك .. ؟!. وهل تم إدراجه ضمن الخطط الإستراتيجية وماذا عن جدواه الاقتصادية وأسعاره ..؟!
منطقة زراعية
صنفت قرية السنكري ضمن المنطقة الزراعية الرابعة – الصحراوية .. وأهل القرية يقومون بتربية الدواجن بالرغم من مخالفتهم القانون بذلك .. ويوجد في القرية 24 مدجنة .. وأشار رئيس البلدية إلى ضرورة دعم مربي الدواجن وخاصة فيما يتعلق بأسعار العلف وتسويق الفروج والصوص وتأمين المحروقات , حتى لا تتعرض هذه الصناعة إلى الانهيار , وتمنوا تسهيل الشروط المتعلقة بإنشاء مداجن كونها مصدر عيش للكثيرين في الريف ..
المياه كبريتية
منذ أكثر من 15 عاما ً تم حفر بئر خاص بالقرية للشرب إلا أن مياهه كبريتية وهي غير صالحة للاستهلاك البشري , لذلك يعمد الأهالي إلى شراء المياه ,وحالياً يتم الاستجرار من بئر قرية أم السرج – حوض الشومرية وهي جيدة , وبما أن مياه بئر القرية غير صالحة للشرب يتمنى الأهالي لو يتم استخدامها لري الأراضي الزراعية كون المنطقة شبه صحراوية .
لنهاية الخط
أشار يوسف ونوس رئيس الجمعية الفلاحية بالسنكري الشمالي أن الأهالي يعانون من قلة وسائط النقل ، فالسرافيس القادمة من حمص تتوقف في قرية المخرم ولا تصل إلى قرية السنكري مع أنها في نهاية الخط … ومن حق الركاب أن يصل السرفيس لقريتهم علما أن التسعيرة 200 ل.س وتمنى لو يكون الانطلاق صباحاً منها لاسيما مع وجود موظفين وطلاب يقصدون المدينة يومياً .
ويضيف: تم تخصيص 40 سرفيساً على خط حمص – السنكري لتخديم أهالي القرى الواقعة على هذا الخط .. ولكن على أرض الواقع لا نرى شيئا , حبذا لو يتم تسيير باص نقل داخلي لمعالجة هذه المشكلة .
قال رئيس البلدية : خاطبنا الجهات المعنية ولكن دون جدوى , والأهالي يضطرون للسير مسافة 6 كم حتى يصلوا إلى مدينة المخرم للانطلاق إلى حمص .. كون أصحاب السرافيس لا يتقيدون بالوصول إلى نهاية الخط في السنكري ..
المحطة متوقفة ..!
تم مد شبكة الصرف الصحي منذ تسعينيات القرن الماضي وهي تخدم المنازل بنسبة 85% كما شملت التوسع العمراني أيضاً , ويقول رئيس البلدية : إن المشكلة تكمن في توقف العمل بنقل خط جر الصرف الصحي والذي يبدأ من قرى مكسر الحصان مروراً بدويعر شرقي وتل ورد وباب الهوى والسنكري وكل من المخرم الفوقاني والتحتاني,إضافة إلى أن توقف العمل بمحطة المعالجة جراء الحرب … والمطلوب متابعة العمل في نقل خط الصرف الصحي المذكور فهو يعالج مشاكل الشبكة في القرى المذكورة مع ترحيل النفايات الصلبة إلى موقع محطة المعالجة ,مع الإشارة إلى أن أنابيب الشبكة قديمة وأقطارها صغيرة وتعرض بعضها للكسر مما أدى إلى تسرب المياه الآسنة واختلاطها مع مياه آبار الشرب والري معاً , وقد تقرر تنفيذ محطة المعالجة في قرية المخرم التحتاني .
الواقع مقبول
خلال التجوال في شوارع القرية لاحظنا أن معظم طرق القرية معبدة وفي حالة جيدة ومقبولة . ويضيف رئيس البلدية أن 70 % من طرق القرية تم تنفيذها و تعبيدها منذ عام 1996 على عدة مراحل , وهناك بعض الطرق الترابية والتي تحتاج لمد قميص إسفلتي, واقترح الأهالي تعبيد الطرق الواصلة بين قرية السنكري وقرى البويضة وخربة عياش وأم جامع وطريق الكردي وخربة السنانية تسهيلا لتنقل سكان تلك القرى .
هبوط الطريق
حظيت قرية السنكري بمادة الغضار التي تصلح لصناعة السيراميك والقرميد وتقوم الجهات المعنية بنقل الغضار في شاحنات ثقيلة تعبر الطريق الرئيسي بالقرية ( السنكري –جب الجراح ) وهذه العملية ونتيجة لتكرارها اليومي ولثقل الشاحنات تسببت في هبوط الطريق بشكل ملحوظ …..وبقي دون تعبيد.. ويقترح رئيس البلدية أن يكون استثمار مادة الغضار الذي يوجد في ثلاثة مقالع داخل القرية من خلال إنشاء معمل لصناعة القرميد وتشغيل العاطلين عن العمل …؟!
تأهيل المكب
يوجد جرار زراعي بالقرية ، ويتم ترحيل القمامة كل أربعة أيام إلى مطمر أم العمد الذي يبعد عن القرية حوالي 15 كم .ويذكر رئيس البلدية انه يوجد مكب بالقرية أنشئ عام 2000 وتم تعهيده إلى متعهد وتوقف العمل فيه جراء الحرب ….حبذا لو يتم استثماره وإعادته للعمل من جديد كونه يخدم القرية والقرى المحيطة بها معاً أو أن يعتمد كمكب ترحيل ، لاسيما انه خصص لهذه الغاية منذ إنشائه ولكن ينقصه خزان كهربائي وآلات فرز حديثة .والقرية اليوم بحاجة لحاويات قمامة خاصة أن القمامة ترمى على الأرض ويقوم العمال بجمعها .
الغاز متوفر
يذكر رئيس جمعية السنكري الجنوبي أنه :يوجد 4 معتمدين لتأمين وتوزيع مادة الغاز المنزلي ويتم توزيعه وفق البطاقة الذكية وتباع بسعرها النظامي …
زيادة المخصصات
تقوم لجنة من القرية بالإشراف على توزيع مادة المازوت , ويذكر رئيس البلدية أنه في العام الماضي تم توزيع دفعة واحدة من المازوت 100 ليتر لكل عائلة وبنسبة 75% من الدفعة الثانية فقط , وتم توزيع المازوت الزراعي والتدفئة معاً .
الأمر حتمي ..!
يتمنى الأهالي على الجهات المعنية إحداث نقطة للدفاع المدني في المنطقة وتزويد القرية بسيارة إطفاء مع الإشارة إلى وجود سيارة إطفاء بالمخرم إلا أنها معطلة ؟!
سوء نوعية الخبز
لا يوجد مخبز خاص في القرية لذلك يضطر الأهالي إلى استجرار الخبز من مخبز المخرم لكن خبزه لا يصلح للاستهلاك البشري «على حد قولهم» كما أن الكمية المستجرة لا تكفي خاصة في فصل الصيف ويوجد 14 معتمداً لتوزيع المادة ويتمنى الأهالي تحسين نوعية رغيف الخبز.
التيار ضعيف
شكا أهالي الحي الواقع بجانب خزان المستوصف أن التيار الكهربائي ضعيف لا تتعدى استطاعته( 160 ك. ف . أ ) وهذا الأمر سبب أعطالا ً في الأدوات المنزلية الكهربائية جراء بعدها عن الخزان الرئيسي مع الإشارة إلى أنه يوجد سبع محولات لتغذية ودعم الكهرباء بالقرية ويذكر أنه تم تزويد القرية بالكهرباء في ثمانينيات القرن الماضي ولم يطرأ على الشبكة أي استبدال .
سؤال مشروع !
يقول أحد المواطنين ممن يقع منزله تحت أسلاك الكهرباء ويشكل خطراً حقيقياً … بنيت منزلي قبل صدور المخطط التنظيمي للقرية وتم مد أمراس الكهرباء بعدها .. و إن إزالتها أو إزاحتها يجب أن تتم على نفقتي الشخصية وهي في الواقع مكلفة .. لماذا علي تحمل تلك النفقات ؟ .
لاخدمة انترنت
يوجد في القرية حوالي 750 خطا هاتفيا مع بوابات الإنترنت .. ولكن الغريب أن قسما منها يعود إلى مركز هاتف المخرم وخدمة الانترنت جيدة فيه والعدد الباقي وهو الأكبر يعود إلى مركز هاتف السنكري غير المفعل حتى اليوم وخدمة الانترنت سيئة .
غير مفعل
إلى جانب مبنى البلدية بقرية السنكري يقع مركز – البريد – ولكنه غير مفعل مع أن تجهيزاته كاملة وموجودة إلا أنه لم يستثمر .. ؟!
المستوى جيد
يقول المختار تميم أدنوف يوجد ابتدائيتان بواقع 700 طالب وإعدادية مع ثانوية بواقع 450 طالباً بفرعيها العلمي والأدبي , أما طلاب « المهني » يدرسون في مدينة المخرم ، وأشار الأهالي إلى أن مستوى التعليم ممتاز لاسيما أن الكادر التدريسي اختصاصي وهو من أبناء القرية استناداً إلى النتائج في الامتحانات ليس على مستوى القرية فحسب بل المنطقة برمتها، كما يوجد روضتا أطفال عامة وخاصة .
نقص مواد طبية
يوجد مركز صحي بطبيب واحد وحوالي 20 ممرضة يضم عيادات : سنية ولقاحات وإسعافات أولية مع الإشارة أن عيادة الأسنان تفتقر للمواد الطبية الخاصة كما يوجد مخبر لكنه دون أجهزة ودون فني ، كما يوجد في القرية عدد من الأطباء وثلاث صيدليات …؟!
متفرقات
– يذكر أن أراضي القرية ذات صفة زراعية.
– يتمنى الأهالي تخفيض رسوم نقابة المهندسين بما يخص رخص البناء
– صدر المخطط التنظيمي للقرية عام 1994
– تم إشادة المدارس الابتدائية والإعدادية والمستوصف بعمل شعبي على نفقة الأهالي ..
– يوجد في القرية صالة تابعة للسورية للتجارة تقدم خدمات جيدة وبأسعار محددة ولاقى المواطنون ارتياحاً كبيراً إزاء ذلك ..
– كبل الهاتف الأرضي ضوئي .. لا اتصالات مع انقطاع التيار الكهربائي .

تحقيق وتصوير : نبيلة إبراهيم

المزيد...
آخر الأخبار