حمص تاريخ عريق و حاضر و مستقبل

ضمن نشاطات جمعية العاديات الأسبوعية و بالتعاون مع مديرية الثقافة بحمص المركز الثقافي العربي قدم المهندس جورج فارس رباحية محاضرة بعنوان مواقع من حمص واستعرض فيها أهم المواقع الرئيسية بالمدينة مع شرحٍ وافٍ عنها بين أهمية تلك المواقع وتاريخها العريق .
تقع مدينة حمص وسط سورية و يمر فيها نهر العاصي. وهي ثالث أهم المدن السورية بعد حلب و دمشق و يعود تاريخها إلى عام 2300 قبل الميلاد و كانت تسمى في عهد الرومان باسم اميسا ولها تاريخ عريق ، يُذكر أن مدينة حمص تسمى أيضاً مدينة خالد بن الوليد
إن إضافة صفة لاسم مدينة هي عادة في مجتمعنا كحمص العدية وام الحجار السود سميت بالعدية لأنها ذات ارض طيبة وخصبة, كانت معسكراً للجند ومخزنا للسلاح ايام الحروب الصليبية .
أم الحجارة السود
جاء الاسم من أبنيتها وخاناتها وسياطاتها-أقواس – مبنية من الحجر الأسود وشوارعها وأسواقها وقلعتها مرصوفة بالحجر الأسود من ذلك جاء جمال حمص . ومصدر الحجر الأسود ( البازلتي ) من منطقة الوعر غرب حمص.
ترتفع مدينة حمص عن سطح البحر 508 م وترتفع القلعة عن مستوى الأرض حوالي 32م ومحيطها 900 م وقطرها 275 م وعرض الخندق الذي يحيط بها يبلغ من 30 ـ 40 م
المثل الشعبي بحمص
تتميَّز محافظة حمص بموقعها في وسط القطر العربي السوري وتحتضن مجتمعات المدن والقرى وقبائل البادية وبلاد الشام. كان لهذا , الأثر الكبير في تبادل وانتقال التراث الحضاري والثقافي والاجتماعي لاسيما في الأدب الشعبي وفي اللهجات المحلية ومنها الأمثال الشعبية ، فالأمثال هي روح الشعوب على مدى الأجيال و تكشف عن آرائهم في عدة أُمور ، وهي مأخوذة من صميم الحياة وأكثرها تشبيهات واستعارات للدلالـــة على المعاني المقصودة . إن مصدرها الانسان البسيط الذي يأتي بها دون تكلّف يستمدّهـا من حياته وتجربته مع البيئة والمجتمع والعمل وحياته مع الآخرين .
سوق تجاري نشيط
يعد الدبلان من أشهر شوارع حمص وأكثرها شعبية للنزهة الحمصية في خمسينات القرن الماضي ، كان عبارة عن منتزه كبير لأهالي حمص وفي عام 1926 افتتحت قهوة الدبلان التي تقع في آخر الشارع وصاحبها أمين الدبلان الذي أقام مقهاه على الساقية ( ساقية الغوطة ) التي كانت تجري مخترقة المنطقة حتى ما بعد منتصـف القرن الماضي واشـتهرت المقهى وصاحبها لتعطي فيما بعد اسمها للشارع المؤدي إليها وأصبح شارع الدبـــلان الذي يمتد من غرب الساعة الجديدة إلى حديقة الدبلان .
كانت العائلات الحمصية مساء يومي الجمعة والأحد على الأغلب يخرجون من بيوتهم في خمسينات القرن الماضي متجهين إلى شارع الدبلان ( يسمى السيران الأسبوعي ).
يمتاز الشارع بأنه سوق تجاري نشيط ويعتبر من أكثر أسواق حمص ازدحاما وتوجد فيه البضائع بمختلف أنواعها .
ويتنوع الاستثمار في المحال الموجودة فيه بتنوع الاستثمار : أطعمة ــ أغذية ـ ألبسة ـ أحذية ـ حقائب ـ أجهزة الكترونية ـ أجهزة اتصال ـ تجهيز عرائس ــ اكسسوارات ـ مجمعات تجارية ـ مرطبات ــ محلات تصوير ــ محلات برادي ــ صيدليات وغير ذلك , يعد من أهم الأسواق التجارية بحمص.
أبو الهول
اتّخذت تسمية شارع أبو الهول من مقام موجود بالشارع في حي الفاخورة قرب سيباط بيت الجندي .وينتهي من الغرب عند حمام الباشا وفي الشارع جامع الحسنين وجامع الدمّل . وأبو الهول : دامس وكُــــنّي بـ/ أبي الهول / لشدّة سواده وضخامة جسمه وشجاعته أسلم مع وفد من قومـه وطلــبوا من الخليفة عمر بن الخطاب ( فترة خلافته 634 ـ 644 م ) أن يرسلهم للجهــــاد فأرسلهم نجــدة للجيش الذي كان يحاصر قلعة حلب . تعرّض المقام مع جامع الدمل والحسنين لأضرار كبيرة خلال الحرب الارهابية في أعوام 2012 و 2013 و 2014.
ونوه المحاضر إلى أنه : في كتاب مخطوط ( تواريخ حمص العدية ) لقسطنطين داود الخوري كتبه في عامي 1862 ـ 1863 ذكر فيه أن مقام ابو الهول كان مكانه كنيسة باسم مار موسى الحبشي .
حمّام ابو رباح
يقع الحمام في الجنوب الشرقي من حمص ويبعد عنها حوالي 65 كم ويوجد في قمته التي ترتفع عن سطح البحر حوالي 898 م بناء لحمام بخاري قديم يتألف من ثلاثة أروقة محمولة على قناطر تُسمّى ( قناطر زنوبيا ) يُقال أن زنوبيا كانت تقصدها للاستجمام والراحة . وهي نموذج للحمامات القديمة مؤلفة من ثلاثة أقسام : البراني و الوسطاني و الجوّاني .وقد ثبت علميّاً فوائد صحية لهذا الحمام البخاري بما تحمله من مواد مشعّة وأملاح وتُفيد في علاج أمراض الروماتيزم والأمراض الجلدية وإزالة السمنة والعقم .
الساعــــات في حمص
ذكر المحاضر وجود عدة ساعات مركبة في بعض الساحات مثل : ساعة محطة القطار : رُكبَت بعد أن أعيد إصلاح خط حديد حمص – طرابلس عام 1921 بإيعاز من الجنرال غورو وساعة كنيسة الأربعين شهيداً : تبرّع بها من المكسيك المغترب سليم نسطة عام 1921 بُنيَ لها بُرْج خاص ورُكِّبَت عام 1923.
و الساعة القديمة : رُكِّبَت في العشرينات من القرن الماضي ( حوالى عام 1929).
ساعة البلدية : رُكِّبَت عام 1932, أما الساعة الجديدة فقد تبرّعت ببنائها المغتربة كرجية حداد دشّنت في 14/8/1964 و بدء بإنشائها عام 1958 وارتفاعها حوالي 11 متر.
شارع أفرام برصوم
شارع من حي الحميدية ومن تفرّعاته الرئيسة باتجاه الجنوب حتى يقابل كنيسة أم الزنار وغلب عليه اسم شارع أم الزنار . وأفرام برصوم هو مار اغناطيوس افرام الأول برصوم اسم لبطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس (1933 ـ 1957) وُلِدَ في الموصل /1887. لما شغر كرسي حمص عيّنه سلفه البطريرك الياس الثالث شاكر نائباً بطريركياً في حمص ثم إلى درجة أسقف ثم مطراناً على سورية ولبنان. عُيِّنَ بطريركاً واتّـخذ من حمص مركزاً للبطريركية . هو الذي وجد زنار السيدة العذراء داخل الكنيسة. توفّي عام1957 ودُفِنَ في الكنيسة . كان علاّمة في التاريخ اللاّهوتي وشاعر وأديب وكاتب ، يُجيد اللغات السريانية والتركية والفرنسية بالإضافة للغة العربية ، انتخب عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق عام 1932.
الأسواق القديمة
كانت ولا تزال “مدينة حمص” مدينة تجارية لكونها تقع في وسط سورية فكانت ملتقى القوافل التجارية المختلفة ، و”السوق المسقوف” كان في بداياته ملتقى ومكان تجمع هذه القوافل كما كان يعتبر ” السوق المسقوف –المقبي معلما أثريا بامتياز ،لكل أصحاب المهن ويضم العديد من الأسواق الصغيرة والذي أخذ اسمه هذا لأن العديد من أجزائه مسقوفة أو مغطاة ، فبعض هذه الأسواق مسقوفة على شكل العقود والأقبية ،والبعض الآخر مسقوف بالتوتياء وتسمى بحسب السلعة التي تباع فيها ويجد الزائر في هذه الأسواق كل ما يخطر على باله من (البابوش إلى الطربوش) كما يقول المثل الشعبي.
القيصرية (أقدمها 1300 م ) ـ النوري ( أحدثها الملاصق للباب الجنوبي لجامع النوري وقد يصل عمره إلى أكثر من /250/ سنة والذي يسمى ايضا سوق السلحفة تشبيها لسقفه) ـ الصّاغة ـ النحّاسين ـ الفروْ ـ العطارين ـ الحدّادين ـ الحشيش ( الخضرة ) ـ الخيّاطين ـ الحُسْبة ـ الحرير ـ الدباَّغة ـ المسقوف ـ الصرماتية ـ العبي ـ الحَبّ ـ الفحم ـ الحطب ـ الحراج ( المزاد ) ـ الرغائب ـ الخواجكية ـ الصوف ـ المنسوجات ( أواخر العهد العثماني ) ـ البازرباشي ـ العرب ( لبيع الفرو و الخيطان و الالمنيوم و الحبال وغيرها ) ـ الحسبة ( لوجود دار للحسبة ) ـ المبيضين ـ النسوان ( بيع الثياب المستعملة خلف حمام الباشا )، كما يوجد داخل الأسواق القديمة 3 حمامات شعبية ( الصغير ـ الباشا ـ العثماني ) .
عمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP على إعادة تأهيل أكثر الأسواق القديمة لاسيما سوق القيصرية وسوق النوري والحمام العثماني .
شارع وادي الســايح
أحد شوارع حي الحميدية يبدأ شرقا من بناء مؤسسة المياه متجهاً للغرب حتى مدرسة الأموية هو منخفض لتجمّع مياه الأمطار والسيول القادمة من الشرق «قبل البدء ببناء البيوت فيه» يقع شمال حمص القديمة ( خارج السّور )تعرض الشارع لأضرار كبيرة خلال الحرب الكونية من 2012 ـ 2014.
قصر الزهراوي
يُعدّ قصر الزهراوي من المعالم المهمة في المدينة التي تَزخر بالعديد من المواقــــــع الأثرية التي تعودُ لعصورٍ مختلفة، منها الحمامات، والسيباطات، والكنائس، والقصور، والتلال، والإيقونات، التي مازالت حتى اليوم تجري فيها أعمال التنقيب والبحث الأثري لاكتشاف المزيد من الكنوز الأثرية
يقع قصر الزهراوي وسط مدينة حمص القديمة ويحمل طابعاً فريداً من نوعه في سورية ، من حيث خصوصية البناء في العهد المملوكي، الذي تَركَ أثراً ضخماً يَمتاز ُبزخرفةٍ فنيــــة عالية
المهارة. القصر عبارة عن مبنى مصــنف أثرياً من قبل دائــــــــرة الآثار , وبوشر بترميمه على عدة مراحل وتخصيصه ليكون متحــــــفاً للتقاليد الشعبية , بُنيَ القصر في القرن السابع للهجرة( 661 هـ ــ 1262 م ).
تعرّض القصر لأعمال تخريب وهدم أجزاء منه خلال عامي 2012 ـ2013 جراء الإرهاب و الحرب على سورية بعد ذلك جرى ترميم للقصر .
شارع عبد الحميــد الدروبي
أخذ التسـمية من عبد الحميد بن سـليم الــدروبي وُلِدَ في حمص عام 1848 وتوفي عام 1917 وبعد أن تلقى تعليمه على يد علماء “حمص” تسلّم عدة مناصب رفيعة في “حمص”، ويقع الشارع مقابـل الساعة الجديدة باتجاه جنوب غرب حتى جامع الدروبي الجديد .
قلعــــــة حمص
كان هذا الموقع ــ قبل عمران القلعة ـ مأهولا بعدّة قبائل انتشــــرت في سهلها الواسع الخصيب والقريب من مجرى العاصي . استقرَّ سكّانها أول الأمــــر في الكهوف والخيام وبعضهم عملوا أكواخــــاً من القِش ونصبوها فوق التـلّ . وكانــــــوا يرتادونه ليلاً للنوم وينحدرون منه في الصّباح لرعي مواشيهم وليحموا نفوسهم مـــــن الوحوش ومن الغزاة الطامعين ، ثم حفروا حوله خندقاً واضعين التراب المُسْتَخْرَج منه فوق التلّ فكانت لهم القلعة حيث استمرّ تحصينها على مدى الزمن . و زمن تأسيسها لا يتجاوز القرن الثالث والعشرين قبل الميلاد كما أظهرت مكتشفات الكُسُرْ الفخارية في القلعة التي أخذت شكلها الهرمي .
شارع أبو العوف
شُقّ في أوائل القرن الماضي بين شارع القوتـلي (السرايا ) وسوق النحاسين إلى سوق الخضرة( سوق الحشيش ) وقد اتخذ اسمه من ضــــريح في طرفه الشمالي يُقــال انه لمحمد بن عوف بن سفيان الطائي الحمصي ويسمى أيضاً سوق النحاسين يكثر فيه محلات تصنيع النحاسيات .
شــارع الأظُن (الأخطل )
يقع في حي الحميدية ويصل شارع البوادي و أخذ التسمية من عائلة الأظُن التي تسكن بنفس الشارع ومنهم ( مطانيوس أوزون ) الذي كان يعمل بدكان بيع ( بقالــية بأنواعها لاسيما القريشة والشنكليش) وكان يقصده أهل حمص من كل الأحياء ، فاشتهر باسم دكانــة الأظُن وغلبت التسمية على الشـارع .مع العلم أن تسمية الشــارع في مجلس مدينة حمص هو شارع الأخطل640 ـــ 708 م
يشتهر الشارع بوجود قصر أثري لكن للأسف تعرّض لأضرار بالغة خلال الحرب.