نقطة على السطر..أواخر الصيف…

مازلنا نتذكر الأيام الخوالي عندما كنا ننتظر أواخر الصيف كي نتابع افتتاح معرض دمشق الدولي الذي اقترن لسنوات طوال بنهاية الصيف،أي نهاية آب وبداية أيلول ،أيامها لم تكن الأسرة السورية تخاف من شهر نهاية الصيف حيث تحضير مؤونة الشتاء وخاصة المكدوس والمربيات على اختلاف أنواعها وغيرها مما يمكن تجفيفه كداعم للراتب الغذائي في أشهر الشتاء الباردة والممطرة.

أيامها كانت غالبية المجتمع تعيش في بحبوحة وكفاية،أيامها لم تكن البندورة والخيار والفاصولياء والكوسا وغيرها تنتج في الشتاء كما حصل مع التطور ودخول الزراعات المحمية في البيوت البلاستيكية على الخط،لم تكن الأسر السورية تخاف من تكاليف عودة الأبناء إلى المدارس،الكتب مجانية في المرحلة الابتدائية وأسعارها في الإعدادي والثانوي لا تشكل ضغطا على دخل الأسرة حتى يكون معيلها الوحيد من ذوي الدخل المحدود.

اليوم ،وخاصة بعد سنوات الحرب على سورية،تغيرت الأحوال وانقلبت رأسا على عقب ،اقتران العودة إلى المدارس مع تحضير مؤونة الشتاء ،أصبحت مرهقة جدا لاقتصاد الأسرة المتهالك مع هذا التضخم و المبالغة في تضخيم الأسعار بحجة ارتفاع أسعار الصرف الذي أصبح شماعة لتصل السلع إلى المستهلك بأسعار فلكية لا أحد يستطيع أن يخمن مقدار الأرباح بالنسبة للبائع والتاجر،للأسف المواطن يدفع ثمن السلع على أساس أن سعر الصرف يصل إلى خمسين ألفا ولا من حسيب أو رقيب،والمبررات موجودة المحروقات وأجور النقل وغيرها من نغمات هذه الأسطوانة المشروخة.

وفي مواجهة ذلك فقد تراجع عدد كبير من الأسر عن تحضير المكدوس والاقتصارعلى كميات قليلة لاتكفي لشهر واحد إن أمكن ذلك دون التفكير بسواها أما عودة  الطلاب والتلاميذ إلى المدارس فهذا شجونه كبيرة ومؤثرة عندما تم الاستغناء عن بدلة الفتوة التي كانت تكفي مرحلة كاملة لثلاث سنوات وتستر تحتها مايرتديه الطالب فتقل الفوارق ويبدو الطلاب في وحدة متناسقة يتساوى فيها الجميع،اليوم أصبحت المدارس بمثابة عروض أزياء وعروض إمكانيات مادية تميز الحالة المادية لذوي هذا الطالب وذاك الطالب،قميص زهري… أزرق وماتتضمنه هذه الألوان من تدرجات وحيل،مع بنطال جينز وما أدراك ما الجينز وبأسعار يتحكم بها الذين أعدوا العدة للانقضاض وجمع أكبر كمية من المال وبأرباح ترضي نهمهم للمادة بعيداً عن الرحمة والإنسانية.

بعد كل هذا علينا أن نتصور حال الأسر المكونة من خمسة أشخاص وهي تودع الصيف وتدخل الخريف والمدارس بدخل لن يصل لنصف مليون في أفضل الأحوال وسعر الحقيبة المدرسية يصل لحوالي ٤٠٠ألف،والكتب لحوالي ٣٠٠ ألف وغيرها وغيرها …فلذلك أصبحت هناك حالة من الجفاء بين المواطن وشهري آب وأيلول لأن استحقاتهما تجهض كل أحلامه في القليل من التفاؤل.

عادل الأحمد

المزيد...
آخر الأخبار