بعد ما مر ببلدنا خلال الحرب الهمجية من ويلات ومآس علينا بالكتابة لما حدث ليعرف العالم ما عانى الشعب السوري والتضحيات العظيمة التي قدمها فللكلمة دورها ومكانتها في كل الأزمان .
نكتب الكلمة الصادقة في ظل وابل من الهجمات الاعلامية المسعورة المضللة التي حاولت استهداف عقولنا ونفوسنا وسلب هويتنا وفكرنا وطمس وجودنا وحضارتنا .
مستمرون نحن لأن حجم الانتصار يحتاج الى مزيد من الكلمات لنصف الأعمال البطولية والمآثر الخالدة التي سطرها رجال الوطن في مواجهة عصابات القتل والإجرام من قوى الشر والعدوان وفي مقدمتهم الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من دول الغرب الاستعماري .
كانت الكلمة ومازالت تتويجاً حقيقياً للانتصار الكبير الذي تحقق بفضل البطولات والتضحيات بفضل دم الأطهار الجنود الأوفياء الذين دافعوا عن الوطن وحافظوا على سلامة أراضيه وصانوا الأمانة حتى آخر قطرة من دمائهم شهداء سورية الأبرار .. اخترتم الشهادة طوعاً وسقيتم أرض الوطن بدمائكم الطاهرة فارتفع شامخاً .. كسرتم كل قيود أعدائه فانتصر مزهواً تساميتم فاحتضنتكم ملائكة السماء فرحاً , وغدوتم النجوم المتلألئة دوماً نحاول جاهدين البحث عن مفردات وكلمات في لغتنا العربية لنفيكم حقكم أيها العظماء .
ذوو الشهيد البطل الملازم شرف علي حسن نعمان:
سورية درة الأحرار
لأن الإيمان عقيدتهم والصبر سلاحهم وحب الوطن تجذر في قلوبهم وعقولهم قاتلوا بإصرار وعزيمة , قهروا الموت بالأمل حتى غدت تضحياتهم أساطير تروى وكانوا فداء الوطن وقربانه وعنوان انتصاره .. منهم الشهيد البطل الملازم شرف علي حسن نعمان الذي نال شرف الشهادة بتاريخ 25-12-2013 ليبقى الوطن حراً أبياً لا يقبل الخضوع ..
والد الشهيد يقول : لقد كانت رؤية سورية الفكرية في مواجهة أعداء الأمة السبب الرئيسي في قيام الغرب بتبديل وتطوير إستراتيجيته العدوانية ضد قوى المقاومة العربية وما تعرضت له بلادنا من عدوان كبير يشترك فيه أعداء الخارج مع أعداء الداخل ما هو إلا تجسيد حقيقي لهذه الإستراتيجية العدوانية الجديدة , حيث تتوزع الأدوات والمهام للوصول الى هدف واحد وهو إضعاف سورية وبالتالي إبعادها عن دورها التاريخي , لكن سورية ماضية في إفشال العدوان وأدواتها الشعب العربي السوري والقوات المسلحة الباسلة وقيادتها الحكيمة والشجاعة ومعها الأشقاء والأصدقاء الذين يقفون الى جانبها بكل صدق وثبات ،وسورية معهم وبهم سوف تنتصر والنصر قريب وأضاف : انضم البطل علي منذ بداية الحرب على بلادنا الى القوات المسلحة تلبية لنداء الضمير والواجب للدفاع عن أرض سورية الحبيبة ضد العصابات الإرهابية المجرمة التي تعتدي على الوطن والمواطنين مثله مثل أي مواطن سوري شريف لن يتخلى عن إرثه الحضاري والمقاوم الذي ورثه عن آبائه وأجداده .
كان لولدي شرف المشاركة في الأعمال القتالية ضد الإرهاب في ريف دمشق فكان أهلاً للأمانة في مواجهة الإرهاب التكفيري والمشروع الاستعماري مجسداً كل معاني الصمود والتضحية والفداء في سبيل عزة وطننا وكرامة شعبنا الأبي ..
لقد حدثني رفاقه عن شجاعته وأعماله البطولية وعن إرادته واندفاعه ..
في حرستا وبتاريخ 25-12-2013 كانت المهمة خطرة جداً اقتحم علي مع رفاقه الموت بعنفوان الحياة ونفذوا المهمة ونال عظيم الشرف باستشهاده في سبيل كرامة الوطن .
أعتز بوسام الشهادة الذي أهداه لنا وأشكر جريدة العروبة التي تتيح لأسر الشهداء الحديث بكل عفوية وراحة عن أحبائهم الشهداء , الرحمة والخلود لشهداء الوطن الأبرار والنصر للوطن العظيم سورية.
السيدة ديما والدة الشهيد تحدثنا قائلة : جملة ما مل اللسان من قولها ولا خفق الفؤاد إلا بها والرحمة والنور لأرواح الشهداء .. لروح ولدي البطل علي إنه فداء لسورية الغالية , أسمع صدى صوته يملأ قلبي أرى طيفه وخطوه وهو يودع ملوحاً .. لتزف البشرى بأن علي يقترب أتسمر مكاني أقف منتظرة القدر مرتجفة أتنفس قامته أزهو بنفسي وامشي واثقة فأنا أم الشهيد ..
أم الشهيد الذي عشق ثرى بلاده بلا خوف ولا وجل عشقه بنفسه الشريفة وبقلبه الكبير بشجاعته وإقدامه وقوة إرادته لم يكترث بالذئاب التي تقتل الأحرار ولا تخشى الحساب قائلاً : يا وحوش الليل إن الفجر قادم ,إنها بلادنا عزتنا وأمانتنا ستبقى درة الأحرار دوماً رغم أنف المعتدين أرواحنا فداء لها عيوننا ساهرة على أمنها نستعذب الموت في سبيل حريتها وكرامتها .
ابني شهيد الوطن شهيد الحق ضحى بنفسه من أجل أن نعيش بكرامة كان همه عودة الأمن والأمان لسورية ، وأن دماء الشهداء هي السبيل الوحيد للنصر القريب ، لقد عاش بطلاً وارتقى بطلاً والحمد لله على هذا الشرف العظيم وهاهم أخوته الأربعة يكملون مشوارهم نحو النصر المؤزر
زوجة الشهيد السيدة سعاد تقول : بفضل تضحيات الشهداء ستنتصر سورية وتنفض غبار الإرهاب عنها ويمضي قطار النصر في طريقه إلى كل قرى وبلدات ومدن سورية الغالية حتى يستكمل مشوار التحرير والنصر بعزيمة وهمة رجال الجيش العربي السوري ماذا أحدثكم عن علي وهل أعطيه حقه بما سأقول ومن أي صفة أبدأ من طيبة قلبه أم من حنيته أم من محبته لجميع أفراد العائلة كان على أبواب التخرج من كلية الحقوق لكن أمنيته الشهادة في سبيل الوطن كانت الأسرع ومن الله عليه بهذا الشرف العظيم ..نبأ استشهاده بالنسبة لنا وخاصة لابنه حيدر الذي أصبح في الصف السابع وابنته رغد في الصف السادس كان صعباً لكنها مشيئة الله لقد وعدت أن أربيهما على العزة والإباء والقيم السامية .
لاخوف على أولاد الشهداء في وطن يشمخ بتضحيات الأبناء ودماء الشهداء فاستحقوا بذلك تقدير وتكريم القائد المؤسس حافظ الأسد للشهادة والشهداء بإصدار العديد من المراسيم والقوانين التي تعنى بذوي الشهداء عبر تشييد مدارس أبناء الشهداء وإقامة مكتب لشؤون الشهداء يتابع قضاياهم وينسق مع مختلف الجهات لتامين احتياجاتهم كل ذلك استمر في ظل القيادة الحكيمة للسيد الرئيس بشار الأسد الذي أولى ذوي الشهداء كبير رعاية وعظيم اهتمام عبر تأكيده على أن الشهادة هي السبيل للدفاع عن الوطن والحفاظ عليه بقوله 🙁 إن الشيء الوحيد الذي يعادل التضحيات التي تم تقديمها سواء أكانت بالروح أم بالجسد هي فقط سلامة الوطن )
والدة الشهيد البطل الملازم شرف باسل صلاح الأسعد :
الشهادة خلود
إن أبطال الجيش العربي السوري حريصون كل الحرص على تمثل قيم سيد الوطن الرئيس بشار الأسد وأفكاره وتنفيذ توجيهاته بثقة عالية بالنفس وتصميم أكيد على أداء الواجب المقدس في الدفاع عن الوطن والذود عن كرامته ، لتبقى سورية كما عهدتها جماهير الأمة خندق الدفاع الأول وهاهم ومنذ أكثر من ثماني سنوات على استعداد تام لتنفيذ جميع ما يوكل إليهم من مهام والسهر على امن الوطن وخوض أشرس المعارك ضد العصابات الإرهابية مؤكدين بذلك أن الأوطان تكبر بأبنائها وبهم تعتز وتفتخر وبتضحياتهم تصان وتزدهر ..
من الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم لتبقى سورية قلعة حصينة الشهيد البطل الملازم شرف باسل صلاح الأسعد الذي ارتقى إلى العلياء شهيداً بتاريخ 15/10/2015
والدة الشهيد تعيش الذكريات مع كل لحظة تمر في حياتها ، فالأم التي ترى في ابنها قيمة كبرى للحياة أعطتها معنى وجودها ، أكدت أن ألمها على فراق ابنها كان لا يوصف لكن احتفاء الأهل بالشهادة وافتخارهم بالأعمال البطولية التي قام بها الشهيد ورفاقه ، رفع معنويات كل من سمع قصص بسالتهم وشجاعتهم ،تقول :إن الشهادة وسام فخر وكبرياء ونحن نربي الأبناء على قيم الشهادة لأنها إرث بطولي وأخلاقي ووطني تميزت به سورية عبر التاريخ ..
لقد تعلمنا الصمود من صلابة صخور وحجارة أرضنا الطيبة ، وهي التي علمتنا العطاء من غير حساب ، ونحن اليوم نرد جزءاً يسيراً من عطاءاتها ونقدم أبناءنا شهداء تروي دماؤهم ثراها الغالي ، ليثمر محبة وسلاماً على ربوع الوطن بأسره .
وسورية التي قدمت على مدى عقود طويلة الشهداء تدرك المعاني السامية التي جبلت بها الشهادة وتعرف أنها أكبر من الكلمات وأكثر دلالة من كل المعاني وقد يكون من الصعب على اللغة وصف معانيها وأبعادها وجلال عظمتها فهي قيمة القيم وذمة الذمم ورمز النقاء والارتقاء إلى عوالم الخلود الأبدي ، وقد قال فيها القائد المؤسس حافظ الأسد ( الشهادة استمرار للحياة وهي الوجه الأنصع والأرحب لها ، والشهادة ليست إلا نقلة نوعية من صفحة الحياة الضيقة إلى صفحة الحياة الرحبة التي لا تحدها حدود ، وهذه هي صفحة الخلود ، فالشهادة خلود والشهيد خالد أبداً ، فلنعشق الشهادة ما دامت هي الخلود ، ولنبارك الشهداء وليكن دربهم أمنيتنا الدائمة وليكن زمننا زمن الشهادة )
ترك باسل دراسته الجامعية وقدم نفسه لخدمة علم البلاد بكل إقدام وشجاعة ومسؤولية أصرّ على ذلك وسار نحو الخلود ليكتب للجيل عن الصمود وشاحه وشاح العز وأمله بنصر قريب ..
شارك في معارك ريف اللاذقية ضد العصابات الإجرامية التكفيرية وكان مثالاً للشجاعة في ملحمة الدفاع عن الأرض والكرامة ، رافعاً شعار الشهادة أو النصر مجسداَ بذلك قول القائد المؤسس حافظ الأسد : ( يجب أن يكون شعارنا الشهادة أو النصر وأقول الشهادة أولاً لأن الشهادة هي طريقنا إلى النصر )
بتاريخ 15/10/ 2015 أوكلت إلى البطل باسل ورفاقه الشجعان مهمة ، وقد هاجمتهم العصابات الإرهابية على الطريق إلى حماة ، دارت اشتباكات عنيفة وارتقى باسل شهيداً في سبيل الوطن ..
واليوم الوجع عميق , والماضي دافئ يروي جفاف أيامي بسراب يعلن انتصاره واقعاً بعد واقع ..
أخيراً أود القول : هي قصة عشق خالدة كتبها الشهداء بدمائهم الطاهرة ففي الشهادة حياة وفي التضحية عطاء ما بعده عطاء .
أسرة الشهيد البطل الملازم شرف فخر الدين محمود الشاويش :
الشهداء رسموا طريق الحرية
هي أقوالهم وأفعالهم .. وها هو ذاك البطل يقول .. هذه المرة سأودعك على أمل أن تزفيني عريساً يا أماه وفعلاً استشهد البطل الملازم شرف فخر الدين محمود الشاويش بتاريخ 25/5/2014
يحدثنا والده قائلاً : الشهداء فخر هذه الأمة العريقة التي صنعت مدرسة الشهادة وعلّمت العالم معاني العزة والكرامة والكبرياء عبر تحديها الظلم والعدوان بدماء الأحرار من أبنائها الشرفاء الميامين الذين اختاروا باستشهادهم الخلود في ذاكرة الوطن ، فكانوا مشاعل نور رسمت الطريق إلى الحرية والاستقلال ..
حمل ولدي البطل فخر الدين سلاحه عندما تزاحمت حولنا الأنواء ، واجه قوى البغي والعدوان دفاعاً عن عزة الوطن وسيادته وكرامته قائلاً : نحن جند أينما كنا النصر معنا ، نحن من دحرنا جيش العدو وشتتنا جموعهم وجعلنا بوارجهم رماداً ، نحن النصر والفتح والغار ..
وكان النصر رفيقه هو والأبطال في معارك ريف دمشق ،حمص ، الرستن ، تلبيسة ، حماة في إدلب خاضوا أعنف المعارك ضد أعداء الحياة والإنسانية ،العصابات الوهابية التكفيرية التي حاصرتهم بأعدادها الكبيرة عند حاجز الخزانات ، صمد الأبطال أشهراً طويلة ، دافعوا بكل عنفوان ورجولة عن الحاجز..
بتاريخ 25/5/2014 شن الإرهابيون هجوماً عنيفاً بأسلحتهم ، استشهد البطل
فخر الدين في هذه المعركة لتبقى سورية بلد الأمن والسلام وقلب العروبة النابض بكل مقومات السيادة والكرامة ..
الرحمة لروحه ولأرواح شهداء الوطن الأبرار والفخر والشموخ لنا نحن أهالي الشهداء والدة الشهيد تحدثت بدموع لم تفارق مقلتيها قائلة :
تلخصت في شخصية ابني كل الصفات والمزايا الحميدة التي أكملها وجسدها باستشهاده وارتقائه إلى أعلى درجات المجد والخلود والتي طالما تطلع إليها بشوق شديد ..
لقد انتصر على الإرهاب المجرم في أكثر من مهمة مع رفاقه لأنه كان عاشقاً لوطنه ومؤمناً بأننا أصحاب حق وأن الوطن بحاجة إلى رجال أشداء تحميه من هؤلاء الإرهابيين الشياطين، في آخر إجازة له ترك ورقة خط عليها عبارة – الشهيد البطل الملازم شرف فخر الدين محمود الشاويش فكان متأكداً انه سينال شرف الشهادة .
لقد جسد البطل فخر الدين في حياته الرجولة والشهادة وجسد باستشهاده التضحية والإيثار وحب الوطن .
كلنا سنموت ولن نعيش إلى الأبد ولكن الموت بشرف وعزة يبقي ذكرانا راسخة وابني لن يبقى في ذاكرتنا فقط بل في ذاكرة الوطن وستذكره حبات التراب التي رواها بدمه الطاهر وستذكره الجبال والوديان التي دافع عن أمنها وطهرها ..
الرحمة لروحه الطاهرة ولأرواح شهداء الوطن جميعاً .
لقاء : ذكاء اليوسف