يواصل المزارعون جني محصول الزيتون وعصره رغم تراجع الإنتاج الملحوظ لهذا الموسم الذي شهد انخفاضاً واضحاً مقارنة بالموسم السابق، نتيجة الظروف المناخية والزراعية التي أثرت سلباً على أشجار الزيتون.
العروبة رصدت آراء بعض المزارعين حول موسم إنتاج الزيتون، و أجمعوا أن معاناتهم تتجدد هذا العام مع الظروف المناخية الصعبة “الجفاف وقلة الأمطار” الأمر الذي أدى إلى تدني الإنتاج ، ناهيك عن الأمراض التي تصيب الأشجار، وتكاليف القطاف و مستلزمات الإنتاج المرهقة.
تراجع ملموس
ذكرت رئيس دائرة المكاتب المثمرة المتخصصة منيرة العلي أن كمية الإنتاج المتوقعة من الزيتون لعام 2025 هي 59246،6 أطنان “سقي 8075،9 أطنان ، بعل 51170،7 أطنان” وكميات الزيت الأولي المتوقعة 11849،3 أطنان
علماً أن كمية الإنتاج النهائية لموسم 2024 كانت 75048 طناً، منها السقي 10728 طناً، و البعل 64320 طناً.
وبلغت المساحة المزروعة بأشجار الزيتون 97959،1 هكتارا، السقي 12322،7 هكتارات ، البعل 85636،4 هكتارات.
وعدد الأشجار الكلي حوالي 15 مليون ونصف المليون شجرة ، و الأشجار المثمرة حوالي 14 مليونا.
منوهة أن عملية جني المحصول تبدأ من 1-10 للمناطق الغربية في المحافظة، وفي 10/10للمناطق الشمالية والشرقية والمخرم وباقي الدوائر.
وأكدت أن تراجع معدلات الهطول المطري، وارتفاع درجات الحرارة في فترات حساسة من الإزهار والعقد، إلى جانب ظاهرة المعاومة التي تشهدها بساتين الزيتون في أغلب المناطق، أدى إلى تراجع الإنتاج ، وأن الثمار حجمها صغير ونسبة الزيت فيها تقل مع ظروف الجفاف.
ونوهت أن أنواع الزيتون المزروعة هي الصوراني والقيس والخضيري، كما يوجد صنف النيبالي المزروع في بعض المناطق ولكنه معروف بحساسيته “لحفار ساق التفاح” على الزيتون لذلك ينصح بعدم زراعته ولا سيما أنه غير موجود بمشاتل الدولة وتم بيعه عن طريق السيارات الجوالة ومجهولة المصدر,كما أن هناك أصنافا أخرى مثل الجلط وابو سطل (أصناف مائدة).
شروط القطاف
المهندسة لمى قسيس من مكتب الزيتون قالت : بدأ المزارعون قطاف الزيتون مع بداية شهر تشرين الأول وكانت المعاصر قد أنهت استعداداتها لاستقبالهم، والبالغ عددها 54 معصرة مرخصة تتوزع بكافة المناطق، ففي المركز الغربي 8 معاصر والمركز الشرقي 13 معصرة، وفي تلكلخ 9 معاصر وتلدو 5 والمخرم 10 والقصير 4 والرستن 5 معاصر.
وبالنسبة لشروط القطاف وأوضحت أنه يتم عند تلون 60% من الثمار باللون البنفسجي أو الأسود ويختلف الموعد حسب درجة نضج كل صنف من الأصناف والظروف المناخية السائدة في المنطقة.
وبينت أنه من الضروري عدم خلط الثمار المتساقطة من الشجرة مع الثمار السليمة المقطوفة لأن الثمار المتساقطة ترفع نسبة الأسيد في الزيت الناتج ، منوهة أن أفضل طرق القطاف هو القطاف اليدوي باستعمال الأمشاط وبفضل استخدام الشباك البلاستيكية تحت الشجرة لجمع الثمار أثناء القطاف والابتعاد عن القطاف بالعصا الذي يسبب ضرر ميكانيكي للثمار.
وأضافت : يجب القيام بتعبئة الثمار المقطوفة في صناديق بلاستيكية أو خشبية مزودة بفتحات جانبية لتأمين تهوية جيدة للثمار، ومراعاة أن لا تتجاوز الفترة بين القطاف والعصر عن 48 ساعة لمنع حدوث التخمرات والتعفنات وتجنب تدني نوعية الزيت بسبب تشكل نكهات سلبية كالطعم الرطب والعفن والكحولي، وفصل الأغصان والأوراق عن ثمار الزيتون لتأثيرها السلبي على آلات المعصرة ولضمان عدم تأثيرها على المواصفات الحسية للزيت.
وأشارت أن تسعيرة العصر هذا العام هي 400 ليرة للكيلو الواحد في حال البيرين لصاحب المعصرة، و550 ليرة إذا كان البيرين للمزارع,وبرأيها أن التسعيرة مناسبة لهذا الموسم نظرا لظروف الجفاف وانخفاض الكميات لهذا العام.
جولات مستمرة
وأشارت أن هناك لجنة تسمى ” لجنة المعاصر” تضم رئيس شعبة الزيتون ومندوبين من مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك ومندوب من كل من مديريات الصناعة والبيئة والموارد المائية، مهمتها القيام بجولات على المعاصر ومراقبة عملية تصريف مياه الجفت والتأكد من تطبيق المواصفة القياسية السورية ومتابعة شكاوي المزارعين وسحب عينات من البيرين ومياه المعاصر لمراقبة كفاءة العصر، وتنظيم الضبوط اللازمة بحق المخالفين ومراقبة تطبيق الاشتراطات الفنية في المعاصر من درجات الحرارة ونظافة الآلات والعبوات،
وبالنسبة للمعاصر المخالفة بنتائج العينات تتم متابعتها مع مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك.
سحب عينات
مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حمص وائل برغل قال : تم إجراء أكثر من جولة على معاصر الزيتون مع بدء موسم قطاف الزيتون وتم سحب 8 عينات من مادة البيرين وذلك لتحليها ومعرفة مدى مطابقتها للمواصفات القياسية السورية مع العلم أن المعاصر بدأت بعمليات عصر الزيتون منذ 10 أيام تقريباً.
علما أنه هناك لجنة تضم مندوب من عدة مديريات لمتابعة وضع هذه المعاصر وتقوم بجولات مستمرة عليها.
بشرى عنقة
