الفن التشكيلي عالم له خصوصيته وبريقه وغموضه وسحره، عالم خاص بحاجة إلى من يفهم أسراره ويملك مفاتيحه، وقد استطاع الفنان ناظم طراف أن يبحر في هذا العالم ويغوص بأعماقه لتختمر تجربته الفنية وتثمر أعمالا مميزة تترجم من خلال المشاركات الدائمة في المعارض الفنية، وهذا أتى بعد جهود متواصلة ومشوار طويل في مجالي الرسم والنحت بالإضافة إلى اهتمامه بالخط العربي وفنونه .
وعن بداياته ونشاطاته الفنية قال : أحب الفن منذ الصغر وبدأت بممارسة نشاطي في مجال الرسم منذ أيا م الدراسة في المرحلتين الإعدادية والثانوية حيث كنت أرسم على الأوراق الملونة والبيضاء وعلى جدران المنازل و هذه الموهبة بدأت أشعر بها منذ كنت في الصف السابع ،وفي منتصف التسعينيات سجلت دورات متتالية في مركز صبحي شعيب للفنون الجميلة وكنت في المركز مع زملائي الفنانين أشارك دائما في الدرس والملاحظات .
وبعد أن انتسبت لصفوف الجيش العربي السوري ومن خلال خدمتي العسكرية لم انقطع عن ممارسة عملي الخاص في مجال الفن التشكيلي وبقيت أمارس عملي بكل جد وحماس .
اجتهاد خاص
وعن دور الأهل والمدرسة في تنمية موهبته قال :الإنسان يولد وتولد معه أفكار وهوايات ومنذ الصف السابع انتبهت إلى هذه الهواية من خلال أستاذي في المدرسة عندما طلب من الطلاب تحضير وظيفة رسم وكنت قد رسمت له رسمة عن حديقة الحيوانات وفي ذلك الحين أثنى على أدائي وشجعني وأصبحت أمارس هذه الهواية باجتهادي الخاص ولم أختار فن الرسم بل هو اختارني لأنها موهبة من عند ربي منذ الطفولة وأحببت أن أطورها كما أن أسرتي وعائلتي دائما كانوا يحفزوني ويشجعوني لممارسة الفن بأشكاله المتنوعة .
له جماليته
وعن المواضيع التي يتناولها الفنان في لوحاته قال : لكل موضوع له جماليته، الأرض والمرأة والطبيعة كان لها اهتمام خاص وكبير، وهؤلاء الثلاثة مرتبطين ببعضهم البعض
إحساس وإبداع
وعن تجربته بفن النحت قال :أنا اعشق هذا النوع من الفن لما فيه من إحساس وإبداع في تحويل خامة معينة من الصلصال أو الحجر أو الخشب بأنواعه وأنا منذ الصغر كنت أحب الفن بأنواعه بما فيه فن النحت المعقد والجميل جداً ،وكنت في صغري أصنع من الطين مجسمات وأشكالاً مختلفة من آليات وجنود وعربات عسكرية وأشكال أخرى .
وفي أوائل التسعينات سجلت في مركز صبحي شعيب للفنون التشكيلية قسم النحت ورغم ذلك لم أكن بحاجة للتعلم لأني كنت متقناً هذا النوع من الفن إلى مستوى جيد و أنتجت عدة أعمال فنية من الخشب والطين والحجر.
لوحة متناغمة
وعن اهتمامه بالخط العربي قال: الخط العربي لايختلف عن أي نوع من أنواع الفن التشكيلي فهو يدخل ضمن العمل الفني ليشكل لوحة متناغمة، وللخط مجالات واسعة في الفن وكل نوع من أنواع الخط العربي له جماليته وخصوصيته في التشكيل وأنا أتقن الخط العربي إلى حد ما وأكتب بعدة خطوط .
الحس الفني
وعن أهمية الموهبة والدراسة الأكاديمية للفنان قال : أي شخص إذا لم يكن يملك الموهبة والحس الفني المرهف من الصعب أن يبدع ،وكل فنان تشكيلي يجب أن تكون لديه أسس من خلالها يبني عليها نجاحه، والرسام هنا لابد أن يصقل موهبته من خلال التدريب والاطلاع والمعرفة ومن ثم يطور أعماله ولوحاته من خلال ممارسة الرسم والإطلاع الدائم والمستمر على الجديد في عالم الفن التشكيلي، أيضا المشاركة في المعارض الفنية لها دور كبير في تأهيل وصقل الموهبة والاستفادة من خبرة الفنانين المميزين.
معارض متنوعة
وعن نشاطاته ومشاركاته الفنية قال : شاركت بعدة معارض للشباب في حمص كما شاركت في عدة معارض للإدارة السياسية ومعرض تحية إلى تشرين ولي لوحات فنية متنوعة ومعرض القوى الجوية في سنة 1995 ومعرض للشباب في أوائل التسعينيات وأهم معرض كان في دار البعث في دمشق
أكثر من صنف
وعن المدرسة الفنية التي يتبعها قال : أنا أميل للمدرسة الكلاسيكية والفنان مثل الشجرة تعطي نوعاً واحداً من الثمار ولكن الفلاح أحياناً يقوم بعملية تطعيم للشجرة بأكثر من صنف من الشجر المميز
وعن دور الفنان في الحرب قال : وبما أني اعمل ضمن صفوف جيشنا الباسل أحاول من خلال أعمالي الفنية تقديم رسالة للعالم تظهر بسالة الجندي العربي السوري وشجاعته وقدرته على حمل السلاح بيد والريشة بيد أخرى ولدي الكثير من الأعمال الفنية التي تتناول الحرب وآثارها السلبية على بلدنا الحبيب سورية وقد أضاف لي الفن الكثير فقد جعل مني شخصاً آخراً فناناً أرى نفسي أمامي وأمام الجميع .
وعن التكريمات التي حصل عليها قال : تم تكريمي من قبل وزارة الدفاع من خلال المعرض الذي اشتركت به كما كرمت من قبل مؤسسة الجيل الجديد للثقافة والإعلام ومن قبل اتحاد المثقفين العرب.
وعن رأيه بالحركة الفنية قال : بشكل عام رائعة وهناك قامات فنية مبدعة بحق وفي مدينة حمص هناك فنانين مبدعين في المدارس الفنية التشكيلية ومن الأهمية تسليط الضوء أكثر على الفنانين التشكيليين من قبل الجهات المعنية من خلال الندوات وإقامة المعارض الفردية والجماعية .
هيا العلي -عبير منون
المزيد...