سنوات طويلة في العطاء بالعمل المسرحي أمضاها الفنان تمام العواني مقدما الكثير من الأعمال المسرحية والتي أغنت مسيرته الفنية كأبرز الفنانين المسرحيين .
أحداثها تجري الآن
وعن تجربته الأخيرة في مجال مسرح الفرقة مونودراما ( سهرة مع أبي دعاس الحمداني)
قال : تجربة مسرح الفرقة هو عمل مونودرامي يعتمد بالدرجة الأولى على ممثل موهوب يمتلك أدواته بشكل جيد من سرعة بديهة وخيال واسع وأن يكون حاضرا ً لأي سؤال يمكن أن يوجه له من قبل المتفرج ، بمعنى أن المونودراما في أجزائها عموما ً أحداثها تجري الآن ،وليس كما هي العادة مجرد سرد لشخصيات مرت بخيال البطل.
تاريخ طويل وعريق
وعن بداياته في العمل بالمسرح منذ كان عمره أحد عشر عاما ً قال : بهذا السؤال عدت إلى الوراء ، إلى زمن الطفولة، إلى مدرستي والاحتفالات التي كانت تقام بمناسبات عديدة كعيد المعلم وعيد الأم وعيد الشهداء ، فهذه المناسبات كنت بطلها الدائم
حيث كنت أقف وراء المايكروفون وأقدم الفقرات الفنية، وأقدم مدير المدرسة ليلقي كلمته حول المناسبة ثم يطلب مني بإلحاح أن أغني أغنية وطنية أو عاطفية، فكنت أغني دون فرقة موسيقية ترافقني ورغم ذلك كانت هذه الحفلات تشكل حالة فرح وزهو عارمة وهي إلى الآن في وجداني وذاكرتي، وفي إحدى الحفلات تقدم مني أستاذ له اهتمامات بالموسيقا والفن والرياضة وقام بتشجيعي انه الأستاذ ( راتب فاخوري ) وكان مولعا ً بالفن وطلب مني الاستمرار وتنمية مواهبي لأنه يرى في فنانا ً موهوبا ً .
وكان لانتقالي إلى المرحلة الإعدادية دافعا ً أكبر للتعلق بالفن، فقد كنت محبا ً لفنان جميل هو محمد بري العواني الذي كان بدوره أحد أعضاء نادي دوحة الميماس العريق الذي تأسس عام 1933،وقد مر على هذا النادي فنانون كبار أمثال محمد عبد الوهاب والمطربة كروان وعازف الناي الأول بدر الدين حلبية، إلى عصرنا الحاضر الموسيقي هاني شموط ومراد السباعي وفرحان بلبل، فهذا النادي له تاريخ عريق وطويل وحافل بالأسماء والحفلات الموسيقية التي كان يقيمها من خلال فرقته الموسيقية وفرقته المسرحية التي ترأسها مراد السباعي، ومن بعده فرحان بلبل ثم محمد بري العواني .
وكان سر تعلقي الكبير بالفنان بري العواني إضافة إلى حبي وحبه للفن هو صلة القرابة بيننا ، فكنت ملازما ً له خاصة في النادي، كنت أراقبه في كل تصرفاته ، أعجبني حبه للتمثيل وحبه للمسرح والتفاف الجمهور حوله حين نزوله عن المسرح بعد تقديمه لأغنية أو مسرحية،والتقاط الصور التذكارية معه .
شدتني الشهرة وتصفيق الجمهور له ولكافة أعضاء الفرقة المسرحية أو الموسيقية .
بدأت الرحلة
وعن حلمه وهو صغير أن يكون مثل عبد الحليم حافظ بعد زيارته لقبره في مصر، هل مازال الحلم يرافقه وما هو الإنجاز الذي حققته من هذا الحلم قال :
منذ طفولتي كنت مولعا ً بالفنان عبد الحليم حافظ وتمنيت أن أصبح مغنيا ً،ولم يكن في نيتي أبدا ً أن أصبح ممثلا ً، فكنت أحفظ كل أغانيه الجميلة والرائعة وكل من حولي كان يظن أنني سأصبح مغنيا ً مثله وحين مات عبد الحليم 1976 حزنت حزنا ً شديدا ً وبكيت ، فحلمي برؤيته لن يتحقق.
وعندما أصبحت في الخمسين من العمر زرت قبره مع عائلتي، حدثته كثيرا ً ، لكنني وقتها كنت قد أصبحت ممثلا ً وتعلقت بهذا النوع من الفن الجميل. وبالعودة إلى بداياتي المبكرة كنت قد تعرفت على ممثل ذي موهبة هو الفنان نجاح سفكوني الذي كان الممثل الأول في حمص، عرفته من خلال دوحة الميماس وبدأت الرحلة .
المسرح يحتاج إلى حب عميق وصبر
وعن الأعمال المسرحية التي قدمها مع نخبة من المسرحيين منذ البدايات المبكرة جدا ً مع نجاح سفكوني مرورا ً بحسن عكلا وانتهاءً بالمخرج محمد بري العواني قال :
أثناء معرفتي بالفنان نجاح سفكوني، كنت قد تعرفت على رجل خلوق وفنان من الطراز الرفيع يدعى ( نجيب درويش) كان مديرا ً للمسرح المدرسي رعاني وعلمني الكثير عن أهمية المسرح ودوره في الحياة وإيمانه بالفن عموما ً، كان يتحدث عنه بقداسة وخشوع، صحيح أنني لم أع جدا ً معنى كلامه لكنه زاد من تعلقي بالمسرح ، وقد مثلت معه مسرحية من تأليفه وإخراجه بعنوان ( أوبريت الفرح) وهو الكاتب الجميل وخاصة في الشعر المحكي، كان عرضا ً مسرحيا ً قصيرا ً من فصل واحد لايتجاوز النصف ساعة .
وحين انتهيت من العرض أخبرني بري العواني أن الفنان نجاح سفكوني يريد ممثلين لعمله المسرحي الجديد وطلب أن أذهب إليه وأخبره أنني قريبه و ، فعلا ً ذهبت إلى مسرح الشعب الذي يقع حاليا ً في مركز المدينة بجانب المتحف .
كان الموعد قد حدده الفنان بري العواني في الساعة الثانية عشر ظهرا ً ، ولشدة فرحي ولهفتي كنت موجودا ً أمام باب المسرح في العاشرة صباحا ً أنتظر قدومه، حتى لمحته من بعيد يخطو بخطوات ثابتة وهو يوزع الابتسامات هنا وهناك على المعجبين به إلى أن دخل المسرح دون أن يلمحني لأنني كنت قد تواريت عن نظره وبعد خمس دقائق دخلت مبنى المسرح وطرقت الباب وقدمت نفسي له ، فهز برأسه وقال … أهلا ً .. اجلس جلست وأنا خائف منه، من هالته الجميلة والمحببة ، كان يحمل في يده صحيفة العروبة، ناولني إياها وقال لي : اقرأ بصوت عال
أخذت الصحيفة وقرأت ، لكنني تلعثمت حتى أنني لم أعد أرى السطور، ابتسم ابتسامة خفيفة وقال بصوته الجهوري :الساعة السادسة مساء تعال إلى هنا لتنضم للفريق.
ابتسمت وذهبت ، وأنا ممتلئ سعادة وفرحا ً لأنني سأقف على خشبة المسرح وأمثل مع فرقة محترفة ، ومع المخرج نجاح سفكوني، وبدأت أحلم بدور البطولة .
وفعلا ً حضرت إلى البروفة ولكنني اكتشفت أن الأدوار جميعها قد وزعت على الممثلين وأن دوري صغير أقول فيه جملة واحدة .
نظر إلي نجاح سفكوني وقال: اسمع ، ستقول هذه الجملة فقط في المسرحية وإذا أديتها بشكل معقول سأمنحك العام القادم فرصة أكبر .
قلت له بصوت مرتعش أين هو نص المسرحية ، ابتسم وقهقه بصوته المعتاد لا داعي للنص ، أكتبها على ورقة الجملة هي ( إنه نمر من ورق)، نظرت إليه وسألته ، فقط ..؟؟ قال لي فقط ، كي تصبح ممثلاً جيداً عليك أن تقولها .. هيا قلها أمامي .
هذا الحديث كان يجري أمام أعضاء الفرقة كاملة ، لقد صرخ بصوت عالٍ ( هيا قلها ) ، توقف حينها اللعاب بلساني وأصبح تنفسي أكثر صعوبة ، قلتها بعد جهد طويل وبشق الأنفس ، هنا كانت بداية رحلتي المسرحية ، وقد تعلمت من نجاح سفكوني أن المسرح يحتاج إلى حب عميق وصبر طويل .
ثم تعرفت على الفنان والمخرج حسن عكلا الذي كان له دور مهم في تنمية شخصيتي الإنسانية والمسرحية فقد لعبت معه دورا ً من أهم الأدوار المسرحية بداية من ( ليالي الحصاد ) حيث أسند لي دوراً مهماً وطويلاً في المسرحية ، وقد تعرفت على مسرح ( محمود دياب ) وقدمت يومها عرضاً من أجمل العروض المسرحية وعدت مرة أخرى إلى المسرح المدرسي وقدمت عملاً مسرحياً هو ( المفتش العام ) ، وقد نلت عنه جائزة أفضل ممثل وكانت هذه الجائزة قد شكلت لي دفعاً إلى الأمام في حياتي المسرحية .
وكماعملت مع الفنان حسن عكلا خمسة أعمال مسرحية ، منها ( آلام مكنبوت – حلاق بغداد ومسرحيات أخرى )
ثم عملت مع الفنان بري العواني وساهمت في تأسيس فرقته المسرحية للنادي واشتغلت معه أهم الأدوار في مسرحية ( سمك عسير الهضم ) دور ( أرترجوس) وقد نلت عنه جائزة أفضل ممثل في مهرجان حمص المسرحي ، وجائزة أخرى في مهرجان حماه المسرحي عن مسرحية ( العقرب )، ودارت العجلة معي وزادت قراءاتي في مجال المسرح ، وساهم بري العواني في صقل هذه الموهبة المسرحية بالقراءة ، حيث كان يرشدني إلى الكتب التي يجب عليّ قراءتها لتزداد ثقافتي المسرحية .
وعملت أيضاً مع الفنان حسن عكلا في مسرحية ( حلاق بغداد ) للكاتب
( ألفرد فرج ) في مهرجان المسرح الجامعي حيث كان الفنان المرحوم المخرج فواز الساجر عضو لجنة التحكيم ، وقد منحني جائزة ( ممثل متميز ) وأصبحت المعرفة بيننا تزداد يوماً بعد يوم .
كما أن علاقتي بالمسرح تكبر أكثر فأكثر وكذلك بالمسرحيين أمثال الناقد ( نبيل الحفار) الذي استفدت منه كثيراً ومن توجيهاته ومحاضراته ، وأصبح بدوره متابعاً لمسيرة مهرجان حمص المسرحي عموماً ، ولتجربتي خاصة ، ثم انتقلت إلى المسرح العمالي وعملت مع المخرج فرحان بلبل الذي كانت لي معه تجربة واحدة هي مسرحية ( البئر المهجورة ) للأطفال ، وكانت تجربة مفيدة على صعيد الانضباط والتنظيم ، وكان الفنان فرحان بلبل مختلفاً عن المخرجين الآخرين الذين تعاملت معهم وخاصة في تعاطيه لمهام الممثل .
حالة إبداعية
وعن رأيه بالحل للخلاص من الأزمات التي يعاني منها المسرح قال :المسرح عموماً يعاني من أزمات وهي بالدرجة الأولى الأزمة المالية فالمردود المادي من المسرح قليل لا يكفي للمصاعب الحياتية التي نعيشها وبما أن المسرح هو حالة إبداعية ومتفردة تتيح للمثل عرض همومه ومشاكله وأحلامه التي لايمكن أن تتوقف بالفن والمسرح خاصة وهذه الأزمة لايمكن حلها إلا إذا قامت الجهات المعنية بطرح ميزانية خاصة للمسرح .
أما إذا كان على مستوى النص والممثل أو المخرج فأقول لايوجد أزمة نص مسرحي لأن الحكايا التي تصلح للعمل المسرحي موجودة في كل مكان وفي كل زمان وفي كل ركن من حياتنا اليومية يلزمها فقط من يضيء عليها لتجد طريقها إلى المسرح لكن الذي يحدث الآن أن المخرج والمؤلف هو ذاته لذلك عندما تدخل المسرح تكتشف أن الحكايا مغيبة وأن ماتراه هو عرض بائس ومميت .
وأرجع فأقول أن من لديه كتاب أمثال ( سعد الله ونوس وممدوح عدوان وفرحان بلبل وعلي عقلة عرسان ووليد إخلاصي ) لايمكن أن يكون لديه أزمة نص لذلك علينا العودة إلى الحكاية لنترك هذا المسرح الذي يهتم بالشكل فقط لأن المضمون أهم مع تضافره مع الشكل لأن أصل المسرح هو الحكاية وبعدم وجودها مع الشخصيات تصبح الهوة كبيرة والأزمة أكبر فليبحث مخرجونا عن الحكايات أولاً أي عن الدراما .
وعن البروفات التي يجريها وأماكن التدريب والذي وصفه بمكان مساحته خمسة أمتار وحول ذلك قال : الذي قصدته أنه لايوجد مكان للتدريبات أو صالات تفسح المجال أمامنا في البحث عن مفردات وأشكال عرض مسرحي جديدة لأننا أحياناً كثيرة لا يتسنى لنا اجراء البروفات على خشبة المسرح فالمسرح الوحيد الموجود في مدينة حمص عادة ما يكون مشغولاً بفعاليات ونشاطات المدينة وكثير من العروض التي قدمناها على خشبة المسرح , العرض الأول فيها هي بروفا جنرال مع العلم أن العرض المسرحي كما نعلم بحاجة لخشبة مسرح ليتماهى الممثل مع المكان والإضاءة والصوت وليتعرف على المكان الذي سيجري عليه العرض المسرحي ليعيش الممثل دوره بكل أبعاده على مستوى المكان والمساحة فتخيل أن عروضاً مسرحية كثيرة قمنا بأداء البروفات عليها في مكان فعلاً لا تزيد مساحته عن خمسة أمتار مربعة ولا يوجد فيها أي شرط حقيقي لإنجاز عمل مسرحي فكان إصرارنا وحبنا للمسرح بل عشقنا له هو من دفعنا إلى العمل في مثل هذه الظروف ومن دون مقابل , ولا أخفي أحياناً كثيرة كنا نقوم بتجهيز الديكور والملابس على نفقتنا الخاصة للوصول إلى الجو العام للمسرحية التي تضاهي في كثير من الأحيان الفرق المسرحية المحترفة في ذلك الوقت .
تمثل حافزا
وعن الجوائز التي نالها ولعل أبرزها جائزة أفضل ممثل في مهرجان المسرح العربي بالقاهرة ، و جائزة أفضل ممثل سوري مسرحي ثلاث مرات ، وماذا تعني له تلك الجوائز وهل تساهم في صنع ممثل مسرحي ناجح بامتياز قال : الجوائز تمثل حافزاً للممثل وتدفعه إلى العمل بحب أكبر وتشعره بأهمية مايقدمه للمسرح ، وتدفعه إلى تطوير أدواته والاشتغال على نفسه وصقل موهبته ، وبالصدفة أثناء تقديم عرض مسرحية المطرود في مهرجان دمشق المسرحي على المسرح الدائري للمعهد العالي للفنون المسرحية ، التقيت بالفنان عمرو دوارة مدير مهرجان المسرح العربي ، وقد دعاني بشكل شخصي للمشاركة بالمهرجان ، وفعلاً اتخذ الفنان أسعد فضة قراراً بالمشاركة في المهرجان على نفقة النقابة ، والتقيت أثناء المهرجان بالفنانين ( المخرج التونسي المنصف السويسي والفنان الكويتي فؤاد الشطي والمخرج العراقي المرحوم عوني كرومي والممثلة الجميلة زهيرة بن عمار إضافة لوجود المهندس مدير مهرجان الفجيرة للمونودراما الدولي الأستاذ محمد سيف الأفخم ) ودار حديث مطول حول المسرح العربي والمسرح عموماً ، وكان يومها يرأس لجنة التحكيم الفنان محمود ياسين ونور الشريف ومحفوض عبد الرحمن ، وكان عرضي في المهرجان في اليوم التالي بعد أن قدم في اليوم الأول المخرج المنصف السويسي ، وقدمت العرض المسرحي الذي تفاعل معه الجمهور فأحسست بفرح شديد لأن العرض لاقى استحساناً من الجمهور والنقاد ، وكتبت الصحافة المصرية ( عرض مميز لممثل سوري جديد) ، وفي نهاية المهرجان تفاجأت بصعود الفنان عمرو دوارة على خشبة المسرح ليمنحني جائزة الجمهور والنقاد عن دوري في العرض المسرحي . وأخذت زياراتي للقاهرة تتكرر كل عام
وحين عدت إلى سورية كنت قد قررت العمل بهذا الجنس الأدبي الصعب والمخيف (المونودراما) ، علماً أنني قد شاهدت تجربة الممثل المبدع زيناتي قدسية والفنانة مها الصالح وعبد الرحمن القاسم وتجارب بعض الممثلين في سورية ، عندئذ شرعت مع المخرج بري العواني وقدمنا ثلاث تجارب جميعها قدمتها في مهرجان المسرح العربي في القاهرة ، وقد استوقفتني من كل هذه التجارب تجربة زيناتي قدسية وأسعدني الحظ بأني شاهدت تجربة عبد الحق الزر والي الذي كان أول من قدم المونودراما في الوطن العربي ، والتقيت معه وتحدثنا عن مفهوم المونودراما وأهميتها في المسرح وبدأت أبحث عن الكثير من النصوص ، وعندما لم أهتد إلى نص أعمل به كتبت فكرة على الورقة قدمتها للأستاذ بري العواني صاغها صياغة جميلة ومعبرة أسميناها ( العقرب ) وقدمتها في مهرجان حمص المسرحي ، وأعتقد انه نال استحسان الجمهور والنقاد ، علماً أن الفنان بري العواني كان ضد فكرة العرض المونودرامي ، أو بالأحرى لايحب العمل الفردي ولا يستسيغه لأنه مؤمن بالعمل الجماعي ، لكن الفكرة وإصراري على العمل بهذا الجنس الأدبي الصعب حرضه على انجاز العرض المسرحي .
أما ما قاله فرحان بلبل عن كتّاب المونودراما والممثلين بأنهم لايعرفون شيئاً فهو مخطىء، لأن الأستاذ فرحان بلبل قد كتب المونودراما في وقت متأخر وقد سبقه في هذا المجال الكثير من الكتاب المهمين أمثال ( ممدوح عدوان –عبد الحق الزروالي –زيناتي قدسية –سمير العصفوري..وآخرين )
وبعدها توالت أعمالي المونودرامية وأصبح هاجسي الذي لايمكن أن أتوقف عنه .
وأضاف : أنا لم أقترب من هذا الجنس الأدبي الصعب إلا بعد أن قدمت أكثر من ثلاثين عرضاً مسرحياً وتعاملت مع كافة المخرجين في المدينة ، بدءاً من الكاتب والمخرج ( نجيب درويش ) وانتهاء بالمخرج والمؤلف فرحان بلبل .
باختصار ، الممثل المونودرامي بحاجة إلى قوة إيهام يمتلكها وتجربة طويلة في العمل المسرحي ، لأن المونودراما تغوي الممثل وتغرقه في بئر عميقة إذا لم يمتلك أدواته بشكل جيد
حالة حضارية
وعن رأيه بظاهرة تشكيل فروع للمسرح القومي في المحافظات السورية قال :
بالتأكيد هي حالة حضارية لدفع الحركة المسرحية إلى الأمام ، والمسرح القومي يتيح العمل أكثر بحرفية عالية .
وعن العمل الدرامي التلفزيوني خاصة وانه من الممثلين المسرحيين الذين ظلوا مثابرين على عشقهم للمسرح ولم يتجهوا اليه فقال :المسرح بالنسبة لي هو الهاجس وهو المكان الذي أرتاح فيه وأقدم نفسي للمتفرج ولا أبالغ إذا قلت أننا ، أي الممثلين يمارسون أحلامهم ، ويفسحون المجال أمام خياراتنا الفكرية.
ولكن ، لأكون صريحاً معك ، الدراما التلفزيونية تتيح لك الانتشار أكثر من المسرح أمام المتفرجين ، والشهرة مهمة وضرورية للممثل ومن يقول أن الشهرة ليست ضرورية وأنها عبء عليه فهو يضلل نفسه وغير صادق على الإطلاق .
حمص كانت وما زالت تقدم الكثير من العطاء المسرحي .
وعن تقييمه لتجربته المسرحية في المشهد المسرحي قال : أنا واحد من الذين أمنوا بالمسرح فهو بالنسبة لي عمري وحبي وحلمي الذي لا يمكن أن ينتهي إلا عندما تنتهي حياتي .
و بعد كل هذه السنوات من العطاء في المسرح سألناه هل حقق مشروعه المسرحي فقال:
بالتأكيد لا ، لأن أحلامي كثيرة ومشاريعي أكثر ـ فهي لا تتوقف لأن لدي الكثير من الأفكار التي لم أقدمها بعد و أؤمن بها .
المزيد...