ارتفاع تكلفة مستلزمات الإنتاج ترهق مزارعي الزيتون في حمص .. الإنتاج المتوقع ٨٣ ألف طن.. سعر زيت الزيتون يفوق التوقعات وشراؤه بات حلماً…
تعتبر سورية واحدة من أقدم دول العالم في زراعة الزيتون، إذ لا تزال المعاصر الحجرية قائمة حتى الآن في أكثر من موقع أثري شمال وجنوب البلاد، ما جعل بلدنا تُصَنّف على أنها بلد الزيتون وموطنه الأصلي، وقد احتفظت شجرة الزيتون بموقعها المميز بين الأشجار المثمرة التي تُزرع في سورية .
وتعدُ زراعة الزيتون مصدر الدخل الأساسي للمزارعين في مناطق واسعة من المحافظة .. إذ يعتبر موسم قطاف الزيتون طقساً جميلا يجتمع فيه الأهالي سنويا .. ويبدأ موسم القطاف عادة مع بداية شهر تشرين الأول…
ولكن تعاني هذه الزراعة كغيرها من الكثير من العقبات التي جعلت مزارعيها يعتكفون عن العمل بها أحيانا لعدم جدواه الاقتصادية ومردوده الضئيل قياسا مع ارتفاع تكلفة مستلزمات الإنتاج …
“العروبة ” استطلعت آراء بعض المزارعين حول تلك الصعوبات كما تواصلنا مع مديرية زراعة حمص لنطلع على واقع إنتاج الزيتون هذا العام والإجراءات المتخذة للتخفيف من تلك الصعوبات على الفلاحين..
تحدثنا مع بعض فلاحي القصير ورئيس الرابطة الفلاحية راسم العمر حول العقبات التي تواجه العمل حيث قال :هناك الكثير من الصعوبات أهمها الأمراض التي تصيب الأشجار والإصابات الحشرية وعدم قدرة الكثير من المزارعين على شراء الأسمدة ومعالجة الإصابات مما ينعكس سلبا على كافة أراضي المنطقة حتى إن قام البعض بتسميدها لأن المكافحة يجب أن تكون جماعية لتثبت جدواها.. إضافة إلى غلاء أجور اليد العاملة والنقل والعصر ناهيك عن نقص المحروقات..
وأشار بعض المزارعين أن الإنتاجية تختلف من منطقة لأخرى وحتى بنفس المنطقة بسبب المعاومة ومدى قدرة المزارع على خدمة أرضه لتعطي النتائج المضمونة..
تغير الظروف المناخية
أشار مدير زراعة حمص عبد الهادي درويش أن المساحات المزروعة بالزيتون وصلت تقريبا إلى ٩٨ ألف هكتار.. المروي منها ١٢ ألف هكتار و البعل ٨٦ هكتارا وعدد الأشجار الكلي يقارب5، 15 مليون شجرة , منها ١٤،٢مليون بعل أما السقي ١،٣ مليون شجرة.. منوها أن عدد الأشجار المثمرة ١٤ مليون منها ١٣ مليون شجرة بعل ومليون شجرة مروية..
أما الإنتاج الأولي المتوقع لهذا العام هو ٨٣ ألف طن زيتون منها ١١ ألف طن سقي و ٧٢ ألف طن بعل..
وجود إصابات حشرية
وعن أسباب اختلاف كمية الإنتاج سواء من منطقة لأخرى أو بنفس المنطقة أوضح أن ذلك يعود إلى تغير الظروف المناخية وظاهرة المعاومة في كل عام والخدمات المقدمة للشجرة نفسها…
وبين أن الحالة العامة للمحصول هذا العام متوسطة بسبب (سقوط كمية من الأزهار مع انخفاض في نسبة العقد) بسبب الظروف المناخية “البرد – ارتفاع درجات الحرارة” و الإصابات الحشرية ,حيث توجد إصابات بذبابة ثمار الزيتون في بعض المناطق ويتم حاليا بالتعاون مع دائرة الوقاية الرش كيميائيا مع الخلط بمواد جاذبة…
مازوت زراعي
وأضاف : أصناف الزيتون المستخدم للمائدة (قيسي – جلط- أبو سطل).. والأصناف المزروعة (صوراني وقيسي – وخضيري وزيتي) وهذه الأصناف تستخدم لإنتاج الزيت.. وأكثر مناطق الانتشار في تلكلخ والمركز الشرقي والمخرم…
أما المناطق الغربية فمشهورة بأنواع (الزيتي والخضيري والقيسي).. أما المناطق الأخرى فتزرع (الصوراني والقيسي وأبو سطل)..
وأشار أنه تم توزيع مازوت زراعي على الفلاحين كالتالي :
3،3 ليترات /دونم لزوم عمليات الفلاحة للأشجار المثمرة المروية والبعلية و 8ليترات /دونم لزوم عمليات الري للأشجار المثمرة المروية من الآبار أو انهار الضخ (محركات الديزل )
وعن موعد بدء القطاف قال : يبدأ القطاف بـ١٠/١٠ والمعاصر تبدأ بالتجهيز والعمل قبل أسبوع من ذلك .. وأوضح أن سعر عصر كيلو الزيتون ٥٧٥ ليرة ومادة البيرين لصاحب المعصرة وأن عدد المعاصر المرخصة ٥٤ معصرة .
لم يثبت جدواه حتى الآن .
وأجاب المهندس درويش حول زراعة (الزيتون القزمي) قائلا : تمت زراعة هذا النوع في مناطق القصير وأماكن متفرقة أخرى وقامت لجنة من وزارة الزراعة (مكتب الزيتون والبحوث) بالاطلاع على أماكن زراعته وسحب عينات “زيتون أخضر” والزيت ولم يصدر أي جديد بخصوصه وحاليا لا ينصح بزراعته..
غلاء تسعيرة الزيت
وأوضح أن غلاء سعر زيت الزيتون يعود لغلاء مستلزمات الإنتاج ” وأجور اليد العاملة اللازمة للقطاف وغلاء تكاليف الخدمات المقدمة للأرض وتكاليف النقل للمعصرة وووو مما يدفع المزارع لرفع سعر الزيت ليعوض ولو جزء بسيط من تكاليف الإنتاج المرهقة..
بشرى عنقة