في رحاب حياتنا المعقدة والصعبة والتي نواجه فيها أكبر التحديات على الصعد كافة ، نحن مدعوون وبإلحاح شديد إلى وضع برنامج تربوي جاد وناجع لتنقية ما علق من أدران هذا العصر في ثوب جيلنا العتيد والذي تأثر كثيراً بعادات الغرب الدخيلة عنوة ، وأضاف عليها مستجدات أخرى مستحدثة ومفبركة ، كل ذلك يجعل الغرب يخترقنا بسهولة ويحتل عقولنا..
فالأسرة هي اللبنة الأولى في البناء وهي التي تنبت البذرة الطيبة لأول مرة ، ثم يأتي دور المؤسسات التعليمية والثقافية بكوادرها التربوية المختلفة والتي يمكن أن تثبت نجاعتها ونجاحها في خلق جيل واع خال من الأخطاء التي تصيب المجتمع في مقتل خارق.. ومن ثم للرقابة المجتمعية ومنجزاتها دورها الفاعل أيضاً حيث القدوة والقرار الصحيح والتي تعمل على تطبيق القانون وهو الحل الصحيح حتى ولو كان ذلك التطبيق يعاني من بعض الوهن والضعف فهو خير و أحسن حالاً من عدم تطبيقه ليرتدي المجتمع أجمل الأثواب .. لذلك يبقى الماضي الجميل بكل ما يحمل من قيم صحيحة وملتزمة تفيدنا كثيراً في مرحلتنا الانتقالية الحالية .. ماض كان فيه الأستاذ أو المعلم أيقونة يحترمها ويجلها الطالب المهذب ، وكان الأهل القدوة والمثال للأبناء ، لتنقلب الصورة اليوم على أعقابها وليصبح الأستاذ اليوم في وضع لا يحسد عليه، بينما الأهل هم « دقة قديمة» في نظر الأبناء فلتبق صورة الماضي عالقة في الذاكرة .. لأن الماضي هو الجذر ونحن الفروع وسيأتي زمان يتوسع خلاله الجذر في أعماق التاريخ ، ليمسي هذا النشء هو الجذور يهيىء المناخ لولادة فروع وأغصان جديدة تصلح لأن تكون المحج الأول والأخير لأجيال أخرى قادمة .
عفاف حلاس
المزيد...