الشاعرة عفاف الخليل : دراستي  للأدب الإنكليزي عزّز عندي الذائقة الشعرية..

جاورت اللغة العربية وقواعدها وبحورها من خلال والدها مدرس اللغة العربية والشاعر الذي يملك اثنتي عشرة مجموعة شعرية وعلى يديه تعلمت كيف ترسم الغيوم وتلون القصائد وتزرع الجمال بالكلمات حتى تنبت قصيدة ..إنها الشاعرة عفاف الخليل التي التقيناها وحاورناها الحوار التالي عن تجربتها الشعرية فقالت:

مرحلة الطفولة لها الدور الأكبر لنشوء بذرة الموهبة ينميها الشاعر أو الأديب لتصبح شجرة باسقة حدثتنا عنها قائلة:هناك مشهدان من الطفولة كانا الشرارة التي أشعلت وهج الشعر وزجتني في أحضانه ومازلت حتى الآن أشعر أني مطفأة بدونه .

المشهد الأول ..كانت عمتي “وهي معلمة”  تعتني بي مع والدتي وكنت أحبها جدا لأنها كانت ترسم وتغني وتعتنق الفن ولكن بمساحات قليلة …”فتزوجت ” وفجأة انقطع الحبل السّري بيني وبينها ورحلت إلى قرية نائية وتركتني طفلة في الصف الثالث  وبدأت أكتب لها الرسائل وأطفئ نار لوعتي والبعد وتلك المسحة الحزينة التي سيطرت علي ..كنت وحيدة أسطر على الورق الأبيض مشاعر الحب والشوق والحرمان ..وعندما كانت تصلها الرسائل لم تصدق أنّ من سكب هذه المشاعر وأجاد تلك اللغة وربط الجمل بفسيفساء الوجد هي أنا !!.

المشهد الآخر..كنت في الصف العاشر وقالت لنا معلمة اللغة العربية : قديما كان من يحفظ ألفيّ بيت من الشعر يصبح شاعراً لذلك في كلّ نهاية حصّة درسيّة سنتبارى بحفظ الأبيات الشعرية ومن يحفظ أكثر له جائزة ..فعلا حفظتُ مئات الأبيات وعندها اكتشفت أنني أحبّ الشّعر وأحفظه بسهولة وألقيه بكل حبّ وأستطيع حتى محاولة كتابته   …و أنا من حصل على الجائزة!!!

– بما أنك خريجة أدب إنكليزي لك خبرة في مجال الشعر الغربي كيف تأثرت بشعراء الغرب وما الفرق بينهم وبين الشعراء العرب؟

دراستي  للأدب الإنكليزي والاطلاع على شعر الغربيين من شكسبير وبايرون إلى ألفرد توماس ولورانس وجون داون …. وغيرهم كل ذلك عزّز عندي الذائقة الشعرية والصور الغريبة والأفكار العميقة .

شاركت بأمسيات شعرية للشعر المترجم، كنا نقرأ الشعر الإنكليزي ونترجمه ونتمتع بصور وفضاءات رائعة أخرى.

وتجربتي مع الشعر المترجم أو الغربي أثرَت عندي الصور والخيال وخاصة الشعر النثري أو الحديث .

-عين الشاعر أداة لاقطة للأحداث والموضوعات فحدثتنا الشاعرة كيف جسدتِ الموضوعات المطروحة في شعرها أو في قصصها قائلة:

أداوي عتمة الواقع والحرب والألم الموجع بمضاد حيوي حقيقي هو الشعر

فكتابة الشعر هي التي تنقذ موتي بإكسير الحياة ألا وهو القصيدة … كتبت بقوس قزح عن الحب وبالغيم عن الأنثى وبالرصاص عن الحرية وبالفخر عن الشهيد  وكتبت بالقلب عن الوطن.

الشاعر إذ يستطيع اصطياد الأبجدية وهو يغزل الضوء لينسج قصيدة عندها يشفى من ألم يحاصره ويدهسه ليل نهار .

– هل تملكين ملكة النقد وما رأيك في النقد والنقاد ؟

يقول هنري ميلر : كلنا ملوك وشعراء وموسيقيون وما علينا إلا أن نفتح زهرات اللوتس الجميلة حتى نكتشف ماكان كامنا فيها.

عندما نسلّط الضوء على إيجابيات الإنسان  ونعززها ترحل سلبياته لوحدها ,و تستطيع أن توقظ ما تريد في الآخر بحسن ظنّك به وتحفيز ايجابياته .

و تابعت:  لا داعي للحروب الأدبية ولا  لإشهار سيف النقد على نصوص الشعراء … فإذا لم يعجبك الشعر عليك بالصمت  و لا تقل لصاحب النص، نصك سيء بل قل له سأقرأ لك نصاً أعجبني !!!

-كيف عرّفت الوطن والحب والشهيد بالشعر ؟

الوطن: هو الانتماء … التربة التي تؤمن لجذور شجرتك النسغ للحياة.

الحب  هو الحقيقة الوحيدة في الكون وما تبقى وهم.

كتبت عن الشهيد  لأوصل رسالة حب وامتنان لمن افتدى وطنه بروحه ولتعلو قيمة الشهادة عند الأجيال القادمة ..

و مجموعاتها الشعرية والقصصية هي ( نبضات عاشقة)

(أزمنة لصيف آخر)(  إليك أشيل ارتحالي )  كتاب أبحاث (أجمل ما قرأت)   مجموعة قصصية بعنوان (مذكرات حرب) وهي قيد الطبع كذلك هناك مجموعة شعرية جديدة مخطوطة.

عفاف حلاس

 

المزيد...
آخر الأخبار