استطاع الجيش العربي السوري منذ بداية تأسيسه مواجهة أكبر التحديات ، وتمكن بفضل صموده العظيم من حماية البلاد والدفاع عن الأرض السورية ضد كل محتل وطامع ، ورغم تعرضه لتكالب قوى الاستعمار إلا انه ظل متماسكا ً قويا ً واستطاع تجاوز المحن والمصاعب بثبات المدافع القوي، والحارس الوفي الذي لايفرط بذرة تراب واحدة من أرضه،ومنذ أن خاض جيشنا البطل حرب تشرين التحريرية وانتصر فيها ذلك الانتصار العظيم الذي بقي راسخا ً في الذاكرة العربية ، والإسرائيليون يحسبون ألف حساب لقوة الجيش العربي السوري ويفعلون المستحيل لإضعافه والحد من قدراته العظيمة،وقد وجدوا في الحرب الإرهابية القذرة التي شنت على سورية الصامدة وشعبها المقاوم فرصة عظيمة للنيل من جيشنا المغوار، وظنوا أنهم بدعمهم للإرهابيين سيتمكنون من إضعاف الجيش العربي السوري لكن ماحدث على أرض الواقع كان مذهلا ً للعدو وللعالم بأسره، لأن الصمود الذي أبداه جيشنا البطل والتلاحم القوي ، وتلك الإرادة العظيمة والقدرة الفائقة على المواجهة والدفاع والتكتيك أثبتت جميعها أن هذا الجيش من أقوى الجيوش وأن ماقدمه من بطولات هو نتاج عملية تراكمية من بناء القوة والمنعة التي استغرقت زمنا ً من الإعداد والتجهيز والتحصين ، كما وأثبت جيشنا البطل قدرته العالية على التكيف مع كل مرحلة من مراحل حربه ضد الإرهاب وإجرامه الدموي، حيث تمكن من الإمساك بزمام المبادرة رغم تعدد الجبهات والوسائل وكثرة المتآمرين ،وقد كان للالتفاف الشعبي حول الجيش العربي السوري الدور الأكبر في تعزيز صموده، بالإضافة إلى دعم القوى الإقليمية له ، ذات الوزن والأهمية في القرار العالمي، كل هذه العوامل شكلت داعما ً أساسيا ً لصمود الجيش وقدرته على الاستمرار في مسلسل الحرب الطويلة الأمد والتي امتدت إلى مايقارب التسع سنوات ومازالت مستمرة .
لقد راهنت قوى الغرب على انقسام السوريين وإضعاف الجيش واستقدمت آلاف الإرهابيين لتحقيق أطماعها الدنيئة في السيطرة على سورية المقاومة وتقسيمها ، وحين فشلت في كسر شوكة الجيش العربي السوري المغوار ، لجأت إلى سياسة الحصار ، ومحاربة المواطن السوري في لقمة عيشه وحاولت سلبه الأمن والأمان بالإيعاز لإرهابييها باستهداف القرى والبلدات الآمنة بالقذائف، لكن الرد السوري الماحق من قبل الجيش العربي السوري كان كفيلا ً بلجم قوى الشر وإفشال مخططاتها .
لقد نجح الجيش العربي السوري في تثبيت وجوده كمؤسسة وطنية تضم جميع أبناء سورية وهذا مايفسر بقاء السوريين مع جيشهم في معركة واحدة وخندق واحد وعلى قلب رجل واحد ، الأمر الذي دفع بأعداء سورية إلى إعادة حساباتهم وتغيير مخططاتهم وأدواتهم، لأن جيشنا أثبت أنه المدافع الأول عن قضايا الأمة العربية وهو الحامل الأول للعقيدة الوطنية والقومية لذلك تشتد الهجمة اليوم على سورية وجيشها في محاولة للقضاء على النزعة القومية والوطنية لدى السوريين , لكن جهوزية جيشنا وثباته الدائمين ستفشلان مخططات قوى المستعمر أيا ً كانت .
في عيد الجيش تحية لأبطالنا المرابطين على الجبهات فلولا تضحياتهم العظيمة لما رفعنا للنصر راياته الخفاقة على امتداد هذا الوطن العظيم .
محمود الشاعر