المدارس الحكومية لم يأفل نجمها … المتفوقون في الشهادة الثانوية من المدارس الحكومية – هذا العام – مع أن المدارس الخاصة تتوج نفسها بشعار « التفوق طريقنا» وتضخم الأقساط لقاء مواصلات ولباس وقرطاسية وتدفئة ورعاية صحية ومدرسين أكفاء ، ليصل إلى مئات الألوف ومع كل هذا البذخ تفوقت عليها المدارس الحكومية بإمكاناتها المتواضعة التي لا تقارن بأي شكل من الأشكال بالمدارس الخاصة سواء بعدد الطلاب المتزاحمين ضمن القاعة الواحدة وشبه انعدام للتدفئة في فصل الشتاء ولا رعاية صحية ولا قرطاسية « مدللة» وماشابه ، إضافة إلى أن معظم طلبة المدارس الحكومية ينتمون إلى عائلات من ذوي الدخول المحدودة و» المهلوكة» ومع أن « التجاوزات» غزت التعليم الرسمي تلقي العلم فيه بات تجارة رابحة ابتعد فيه معظم المربين عن صب جهدهم في النبع وتحويله إلى الفرع بحجج لا يمكن تبريرها بغاية تحسين الوضع المعيشي للمربي بقدر ما تحولت إلى ابتزاز علني وتعجيز يفوق المقدرة المادية ويضع العربة أمام الحصان لعرقلة سير العملية التعليمية وحرفها عن مسارها الصحيح ..
نعود لعود أحمد وهو المدارس الحكومية التي أثبتت موجوديتها بالمتفوقين الأوائل على المحافظة وهذا ليس مستغرباً فمن يقرأ تاريخ مدارسنا الحكومية يعرف بأنها خرجت أطباء و ومهندسين ومربين حملة فكر وعلم ولم تنحرف عن متابعة رسالتها في بناء الإنسان المثقف الواعي والقادر بفكره وعلمه الارتقاء بمستوى مجتمعه ثقافياً واجتماعياً وأخلاقياً.. تفوق طلاب مدارسنا الحكومية أثبت أنه ليس بالمال وحده يتفوق الطالب « ومعركة « من جد وجد»هي من أوصلتهم إلى درب النجاح والتميز وجدير بالمعنيين إلقاء الضوء والاهتمام بالمدارس الحكومية لإعادة ألقها إلى سابق عهده .. فمسؤولية المربي أخلاقية وإنسانية قبل أن تكون تعليمية ، وبناء الإنسان الواعي القادر بفكره وعلمه على الارتقاء بوطنه ومواجهة ثقافة أبي جهل التي يحاول أعداؤنا تكريسها أمانة بأعناق مربينا الأفاضل .
العروبة –حلم شدود