الحال الذي وصل إليه منتخب سورية الأول من المزاجية،تدعو للسخرية ،لاعبون يعتذرون تحت ذرائع واهية، وآخرون “يحردون” لأن اللاعب فلان حصل على ميزات ومكاسب أكثر من اللاعب “علتان”،وقد تكررت الحالات خلال الفترة الأخيرة دون القدرة على ضبط الإيقاع من قبل مسؤولي اللعبة الذين يكونون ربما هم السبب في ذلك.
فما أن أُعلن عن إقامة المباراة الودية مع المنتخب الروسي في التاسع عشر من الشهر الحالي وتم توجيه الدعوة للاعبين للالتحاق بالمنتخب،حتى كثرت حالات الاعتذار بشكل مريب وضعت الجهاز الفني للمنتخب في وضع لا يحسد عليه على الإطلاق ،خاصة وأنه جاء وقدمت له الأسماء دون أن يكون له رأي في اختيار هذا أو انتقاء ذاك.
المنتخب الوطني هو الأول بالنسبة لكل نجوم العالم،ولكن يبدو أن لدينا من هم أكبر من ميسي،وأهم من رونالدو وغيرها من الأسماء التي خدمت منتخبات بلادها حتى سن الأربعين ،وهذه تصرفات لا يمكن السكوت عليها.
في عالم الاحتراف اليوم ليس اللاعبين والأجهزة الفنية للأندية والمنتخبات وحدهم المحترفون،وإنما اتحادات الكرة يجب أن تكون محترفة ،قراراتها حازمة وواضحة دون التمييز بين لاعب وآخر مهما كانت مستوياتهم طالما هم من دعاه للمنتخب،لا تراجع في القرارات “ببوسة ذقن” أو بوساطة من هذا أو ذاك ومن لا يريد تمثيل المنتخب،أو يعتذر عن تمثيله لأسباب غير موضوعية يستغنى عنه للأبد وليلعب المنتخب بمن حضر.
نعم مررنا بظروف استثنائية ،وعانينا والرياضة جزء من المجتمع لابد أن تنعكس عليها الظروف بالآثار السلبية،تراجع مستوى أنديتنا وخُربت ملاعبنا وأصبحت إقامة المباريات عليها عقوبة للاعبين الذين تعرضوا لإصابات ربما بعضها أبعدت الكثيرين عن ممارسة كرة القدم وغيرها من الألعاب…
ولأن الوضع لا يسمح بكرة قدم حقيقية أصبح هاجس اللاعب السوري،الاحتراف خارج البلد وقد كان لهذه الخطوة نتائج ايجابية عندما أنتجت منتخب الـ ٢٠١٨الذي كان قاب قوسين من التأهل لكأس العالم بقيادة كادر وطني .
ومع ما وصلنا إليه كبر الحلم،وأصبحت فكرة الوصول إلى الحلم العالمي هاجسنا فأتينا بمدربين عالميين جاؤوا وكل ظنهم أن المسألة مسألة مدربين،وعندما نزلوا الملعب وجدوا المسألة مختلفة،بحثوا عن اللاعبين الذين يستطيعون تنفيذ أفكار ورؤى المدرب العالمي،فلم يجدوا ما يلبي الطموح،تم اللجوء للمغتربين من أبناء سورية في الدوريات العالمية على عجل من أجل الوصول لكأس العالم فخرجنا من دور المجموعات في أسهل مجموعة وقعنا بها ولا نعتقد أنها ستتكرر ثانية،ليس المسؤولية على القادمين من الخارج،فلا وقت للتدريب معا وتحقيق الانسجام،وسفراتهم الطويلة منها ما احتاج ليومين للوصول لمكان إقامة المباريات وتلاشى الحلم من جديد .
المسألة الأصعب اليوم والموقف الحرج يتعرض لها اليوم المدرب الإسباني وكادره الذين يتوجب عليهم إخراج “الزير من البير” وتشكيل منتخب قوي يقارع منتخبات آسيا خلال فترة قياسية،وهذا الكادر كلما أعجبه لاعب أو أشار له بالقبول،اعتذر في القادمات ظناً منه أنه أصبح فوق السحاب.
وأعتقد أن الخيار الأفضل للانا هو نفض كل الذي أمامه دون سماع كلام من هنا وهناك وبناء منتخب عماده الشباب،إذا كان فعلاً يريد أن يبني منتخباً سورياً قوياً يستطيع المنافسة قاريا وعالمياً.
عادل الأحمد