أول استقالة رسمية في هذا الموسم تقدم بها مدرب فريق النواعير رافع خليل بعد مباريات الأسبوع الثاني من عمر الدوري ، الأمر الذي رآه الكثيرون مفاجئا وحتى غير مبرر ، رغم خسارة الفريق في المرحلتين إلا أنها لم تكن هزائم مذلة أو أمام فرق عادية فخسر في الافتتاحية على أرضه أمام تشرين بهدف وبالثاني أمام الاتحاد بحلب بهدفين ، فالدوري مايزال في بداياته ومن المبكر إطلاق الأحكام ، في هذه الوقفة السريعة مع الخليل الذي إلتقيناه في مدينته حمص تحدث عن ملابسات الاستقالة قائلا :
– نادي النواعير نادي كبير وخلال هذه المدة القصيرة التي عشتها بين جدرانه توطدت لدي الكثير من العلاقات المتينة مع عدد من رموز النادي ومشجعيه ، وأنا تقدمت باستقالتي حرصا مني على مصلحة النادي ومستقبله وليس كما أشاع البعض أنها ناتجة عن ضغوط من هنا أو هناك ، أو لتدخل أشخاص من إدارة النادي أو أي من الكادر الفني للفريق في بعض التفاصيل أو في تشكيلة الفريق أو تبديل اللاعبين ، فهذه المسألة بالنسبة لي جوهرية ولا مكان لدي للمسايرة أو المجاملة فيها ولما كنت انتظرت للأسبوع الثاني لو كان هذا صحيحا ، ولكن هذا لا ينفي أنني كنت أستشيرهم بطلب مني في بعض التفاصيل أو الأفكار في مسائل من هذا القبيل .. أما بالنسبة إلى إدارة نادي النواعير فللأمانة أنها ومنذ أن تسلمت مهامي لقيادة الفريق قد قدمت كل ما يلزم وكل ما طلبته منها ، وأحيانا قدمت ما فاق إمكاناتها وكانت متعاونة معي لأبعد الحدود ، و لا يجوز بأي شكل من الأشكال نكران الجميل أو تناول هذه الإدارة بأي إساءة أو اتهامها بأي تقصير …
وبالعودة إلى فترة التحضير فقد كانت وفق الإمكانات المتاحة في النادي أكثر من جيدة ، وخضنا عدد من المباريات الودية وتوجت بمشاركة الفريق في دورة الوفاء والولاء التي أقيمت في اللاذقية والتي اعتبرناها معسكرا تدريبيا استثنائيا للفريق وقفنا خلالها على إمكانات اللاعبين و على مواقع الخلل في صفوف الفريق ، وكان مؤشر الفريق يتخذ مسارا تصاعديا ومبشرا ، ويمكنني تحديد أسباب نتائج الفريق في المرحلتين السابقتين غير المرضيتين ، رغم أن الأداء في المبارتين كان بالنسبة لي مرضيا وطبق اللاعبون أغلب التعليمات بشكل جيد ، ولكن هناك عدة عوامل ساهمت بهذه النتائج ، منها الداخلية مثل وجود عدد من اللاعبين المؤثرين الذين تأخروا عن الالتحاق بتدريبات الفريق ( بسبب الإصابة ) إلى ما قبل انطلاق الدوري بفترة قصيرة لم تكن كافية لتأهيلهم بشكل تام مما أوصلنا إلى حالة من التفاوت في الجاهزية البدنية والنفسية بين العناصر وهذه قضية هامة لعبت دورها السلبي في المبارتين ، ولكن أيضا هناك عدة عوامل أخرى خارجية ، منها ما شاهده وعرفه الجميع والذي تعرض له الفريق من جور تحكيمي فاضح خصوصا في لقاء الاتحاد ، و هناك عوامل أخرى ( منها الشخصية ) والتي عززت توجهي لتقديم استقالتي وإصراري عليها رغم عشرات الاتصالات التي وردتني من كافة شرائح النادي وخصوصا السادة رئيس وأعضاء مجلس الإدارة الأكارم في محاولة منهم لثنيي عن قراري ..
كل القصة ولأنني أريد الخير لنادي النواعير قررت الانسحاب فالمسألة تتعلق بمصير فريق عريق ووراءه جمهور كبير متيم وطيب ، ولا يجوز الاستهتار بمشاعر أو مصير ناس كانوا بغاية الكرم والطيب معي …
أخيرا أتمنى من كل قلبي التوفيق والنجاح لنادي النواعير والعودة سريعا إلى نغمة الانتصارات – وهذا ما أتوقعه قريبا – فالفريق يملك خامات ممتازة وعناصر موهوبة ولا ينقصهم سوى القليل من التوفيق وحسن الطالع وتعافي اللاعبين المصابين بشكل تام ..
محمود جمعة
المزيد...