علينا أن نعترف أنّ هذا الفضاء الأزرق يأخذ ساعات من وقتنا ..!!
علينا أن نعترف أنّ اللقاءات والسهرات الاجتماعية والزيارات باتت نادرة !!
علينا أن نعترف أننا لم نعد نقرأ كثيراً ونكتب كثيراً .. وأن الكتابة تحتاج إلى هدوء وراحة بال وهذا ما نفتقده في هذه الأيام أو الأشهر أو السنين !!
كعادتي بدأت أتصفح صفحات الأصدقاء ذات صباح باكر …وقد أعلق على بعض المنشورات أو أكتفي بإشارة الإعجاب التي لم تعد ترضي الكثيرين من الأصدقاء.
فهذا يشيد بنفسه كأديب فريد في عصره وهو صديق أفترض ذلك وعليك برأيه أن تعلق على منشوره بكلمات توافقه فيها على أنه أهم من نجيب محفوظ وحنا مينا وأحلام مستغانمي وإحسان عبد القدوس وغيرهم من المشاهير الأموات والأحياء!!
وتلك كتبت أسطراً قليلة تسميها شعراً وعليك بموجب الصداقة الفيسبوكية أن تمدحها وتقول لها إن التاريخ سيخلد هذه الخربشات التي تأتي بها وأنها مظلومة من قبل النقاد وعلى هؤلاء أن يتابعوا ما تكتب بلهفة وإعجاب ويدبجون المقالات والدراسات في مدحها ..!!وعلى أقسام اللغة العربية بالجامعات أن توجه طلابها لدراسة نتاجها !!
وأنت إذا عبرت عن رأيك سوف تخسر تسعين بالمئة من الأصدقاء (الأدباء ) والصديقات ( الأديبات ) ؟!! وهنا تقع في عزلة وحيرة وارتباك
إحداهن ولا أعرفها تكتب تحت اسم مستعار أرسلت لي طلب صداقة ولأن اسمها مستعار لم أقبل الطلب هذه عادتي .
الأسماء المستعارة والوهمية تملأ الفيسبوك ..!!
لماذا لا نعلن عن اسمنا وعملنا ..؟لماذا نخفي أنفسنا وراء اسم مستعار ..؟ هذا معناه أننا نشعر ربما بالنقص والقصور ؟!..أليس كذلك .
بعدما أصرت الآنسة أو السيدة ..على صداقتي منحتها الموافقة على مضض ويبدو أنها تعرف الكثير عني .. وامتلأ مربع الدردشة بالكلام الذي بدأته بالقول إنني أبدو شاباً وسيماً على الرغم من بلوغي السابعة والستين من العمر ..!!تعرف عمري بدقة !!وتعرف أين أسكن وعدد أولادي وتقول إنها قرأت لي بعض كتبي وأنها تكتب الشعر منذ سنوات – قصيدة النثر – كما تقول وإنني كمثقف وأديب ومتابع للحركة الثقافية عليّ أن أشجعها وأثني عليها وأتوسط لها كي تلقي أشعارها على بعض المنابر..؟!أسألها : (طالما أنك تخفين اسمك ..ولا تعرفينني إلا من خلال الفيس ..فكيف أقتنع بأنك (شاعرة مظلومة)..
أرسلت المخلوقة – حماها الله – الكثير من المقطوعات النثرية التي تسميها شعراً فلم أجد فيها شيئاً من الشعر …!!كان علي أن أكون واضحاً فكتبت لها (أنصحك بقراءة الكثير من الشعر ومنه ما تسميه قصيدة النثر ) وذكرت لها أسماء رواد هذا الفن الشعري الذي يثير الجدل حتى الآن مثل الماغوط وإسماعيل عامود ونازك الملائكة ونادية تويني وسليمان عواد والسياب وغيرهم رحمهم الله ومثل سعاد محمد وخديجة الحسن ومنير خلف وغيرهم ممن هم الآن يبدعون “قصيدة النثر ” ونالوا عضوية اتحاد الكتاب العرب بناءً على ذلك …!!ونصحتها لوجه الله أن تتريث بالنشر وتعود إلى مراجعة كتب اللغة العربية في مناهجنا الدراسية في الصف الأول الابتدائي وحتى الثالث الثانوي كي لا ترتكب أغلاطاً نحوية وإملائية …
في اليوم التالي فتحت مربع الدردشة لأقرأ ( لا يمكن التواصل مع ..!!) لقد حظرتني سامحها الله …!!
ومع ذلك أقول لها ولمثيلاتها : ( مهلاً ..عندما كنا مثلكم..كنا نسمع النصيحة ونشكر أصحابها!!)
عيسى إسماعيل