من المحزن حقاً أن تشاهد الفلاحين و أطفالهم مزروعين على قارعة الطرقات تحت وهج حرارة الشمس صيفاً و قساوة البرد شتاء لبيع محاصيل زراعية سريعة التلف نتيجة العوامل الجوية الصعبة.
هذه المنتجات يقوم الفلاح ببيعها بسعر أقل من السوق المحلي ليضمن الحصول و لو على قدر ضئيل من الربح في أسواق موسمية يصنعها بنفسه دون وسيط تجاري يتحكم به و بأسعار منتجاته .
لذلك نجد أرتالاً من المواطنين المسافرين يلتفون حول المزارع لشراء ما تيسر من خضراوات و فواكه.
من يراقب حركة السوق المحلية اليوم خاصة المواطن العادي يتبادر إلى ذهنه سريعاً السؤال التالي :
ماذا يربح الفلاح من خلال مزروعاته في ظل جشع التجار و طمعهم و استغلالهم له ؟
الجواب يأتيك من الفلاح نفسه بأنه لا يحصل إلا على إيرادات قليلة جداً تغطي فقط حجم التكاليف المادية أو ربما لا تغطي ثمن البذور و الشتول التي يزرعها ، لذلك نجد أن أغلب المزارعين اليوم يسارعون لبيع أراضيهم الخصبة الصالحة للزراعة إلى مستثمرين جدد لاستخدامها في بناء أبنية شاهقة على غرار أبنية المدن هم تجار محترفون غزوا الريف بإغراءاتهم المادية للفلاح الذي يئس من زراعة أرضه المعرضة دوماً لعوامل الطبيعة القاسية من صقيع و حرائق إضافة إلى عدم توفر السبل لبيع الإنتاج بما يتماشى مع طموحه الشخصي المتواضع ليتجه بعدها إلى مهن أخرى تقيه شر الحاجة التي تنتصب كمارد أسطوري يحاصره على كافة الجبهات بدل أن يختبئ الخوف في عيونه الباحثة عن الحلول الجذرية .
و السؤال المهم هو : لماذا لا تؤمن الحكومة لهؤلاء الفلاحين أسواقاً مسقوفة بأسقف مستعارة من الطين و القش أو ربما الخيم لحماية الخضروات و الفواكه من التلف و ذلك لدعم الفلاح مادياً ومعنوياً و لتبعد عنه شبح الخوف و الوجل و التفكير بالمستقبل الغامض ؟
هو مطلب محق فدعم الفلاح من الأولويات التي يجب على الحكومة لحظها بشتى السبل لعدم اجباره على بيع أراضيه التي تمده و تمدنا بالغذاء، نأمل ذلك ..!
عفاف حلاس