في ذكرى انتصار حرب تشرين التحريرية… سورية تكتب السطر الأخير في ملحمة الانتصار على الإرهاب وتسقط مشروع صانعيه
ذكرى الانتصار في حرب تشرين التحريرية عام 1973 تأتي هذا العام ومعظم ربوع سورية عاد إليها ألقها وأمنها وأمانها بعد تطهيرها من الإرهاب بفضل تضحيات الجيش العربي السوري صانع تشرين التحرير ومبدع ملاحم البطولة والتضحية والفداء.
بذور النصر التي نثرها انتصار حرب تشرين التحريرية في نفوس أبناء الوطن قبل خمسة وأربعين عاماً أنبتت على مر السنوات رجالاً تموت واقفة كأشجار السنديان دفاعاً عن حمى الوطن وهي اليوم تنتقل من نصر إلى نصر تسحق إرهاباً مدعوماً من قوى عالمية توهمت أنها تستطيع طمس شعاع الحضارة المنبثق نوراً وعلماً وإنسانية في سورية التاريخ والعراقة.
إرادة الصمود والتصميم على تحرير الأرض ازدادت منذ انتصارات تشرين وتجذرت في إطار مشروع وطني ترسخت مبادئه وأسسه في نفوس السوريين التواقين لتحرير الجولان المحتل فكانت عقيدة الجيش العربي السوري الوطنية منطلقاً وراية يخوض في ظلها اليوم أعتى المعارك ضد مجاميع الإرهابيين والمرتزقة عملاء الكيان الاسرائيلي الغاصب والولايات المتحدة ومن لف لفهما من أنظمة ودول معادية لسورية أرادتها أن تكون حرباً عدوانية على قلعة المقاومة والصمود.
ومع كل معركة انتصر فيها الجيش العربي السوري على التنظيمات الإرهابية ورعاتها وداعميها أثمرت أمناً وأماناً عم معظم ربوع الوطن من حلب إلى الحسكة ودير الزور وحماة وحمص والرقة ودرعا والقنيطرة ومع كل قطرة دم شهيد يتجدد انتصار تشرين التحرير ويتوهج ألقه في وجدان السوريين فملاحم النصر منذ هزيمة العدو الإسرائيلي وكسر غطرسته لم تتوقف فصولها وتكرست مفرداتها وازداد حضورها في حياة أبناء الوطن الذين شهدوا عبر عقود فصولاً مشرفة من تاريخنا الحديث.
الخط البياني المتصاعد لانتصارات متلاحقة على العدو الصهيوني خلال الأعوام التي تلت حرب تشرين يؤكد أنها شكلت ركيزة صلبة بني عليها مجد المقاومة الوطنية ضد المخططات الاستعمارية والتفتيتية للمنطقة والتي كتب الجيش بدماء شهدائه وبطولات بواسله انتصار عام 1982 ودحر العدو الصهيوني خلال اجتياحه للبنان وتكلل وقوفه إلى جانب المقاومة اللبنانية بدحر العدو الصهيوني من معظم أراضي جنوب لبنان عام 2000 وهزيمة قواته أمام المقاومة عام 2006 وصولاً اليوم إلى ملاحم العزة والفخار التي يسطرها بواسل الجيش ضد الإرهاب التكفيري الذي اندحر عن معظم مساحة الوطن.
العدو الصهيوني الذي تماهى في عقيدته العدوانية مع التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتهم تنظيم جبهة النصرة أراد منطقة “عازلة” لحماية جيش الاحتلال تمتد على أطراف الجولان السوري المحتل لتنفذ عدوانا جديدا ولتكريس حالة الاغتصاب لأرض سورية لكن انتصارات الجيش ودحر الإرهاب في المنطقة الجنوبية ورفع العلم الوطني عزيزاً في سماء درعا والقنيطرة أفشل رهانات العدو ومرتزقته رغم المساعدات العسكرية واللوجستية والاستخبارية التي قدمها للإرهابيين.
ومع عودة الأمن والاستقرار إلى معظم المناطق على امتداد مساحة الجغرافيا السورية تتكرس ثقافة الانتصار وتتجذر في نفوس السوريين وتتعاظم إنجازاتها على يد بواسل الجيش العربي السوري الذين يتابعون استكمال ما عاهدوا الله والوطن عليه لتحرير ما تبقى من أرض الحضارة التي أصابها الإرهاب.. يد على الزناد وعيون ترنو إلى القلب من سورية إلى جولاننا المحتل لتحريره من عدو غاصب لم ينجح بتحويل الأنظار عن قضية تحرير الأرض وإعمار الديار.