المثل جملة أو عبارة ….وقد يكون بيت شعر أو زجل ..يحمل عبرة أو صورة وقد يكون حكاية قصيرة ،والمثل هو ثمرة تجارب كثيرة تكررت فخرج الناس منها بمغزى أو حكمة …ولذلك تبدو الأمثال الأكثر تعبيراً عن تجارب شعب ،وعن طباعه وسجاياه ،بل قد تعبر عن مبادئ ثابتة لدى شعب من الشعوب ،وقد تدخل في أساليب التعبير عن الثوابت الوطنية .
ولعلّ القيمة الكبرى للمثل أن يصلح لكل زمان ومكان ،واليوم أتذكر المثل الأول الذي تحفظه دمشق جيداً وتتمسك به أيما تمسك وهو :
شو بتعمل الماشطة بالوجه العفش –والعفش هو الذي لا خير فيه للناس …والنظام الأردوغاني الإخواني في تركيا يحاول اليوم أن يلعب دور الماشطة ،ويريد أن يزين الوجوه العفشة للمنظمات الإرهابية التكفيرية ،فجبهة النصرة وهي المعروفة بالذراع العسكري لتنظيم القاعدة الإرهابي أصبحت هيئة تحرير الشام وممن ستحرر الشام ؟!!من أهلها ،من هويتها الوطنية ،من جغرافيتها ،من تاريخها الممتد إلى عشرة آلاف عام …؟!!وجيش العزة ،والحزب التركستاني …وغيره كثير كثير من العصابات الإرهابية التي أدخلتها تركيا إلى وطننا سورية،يريد الآن السلطان أردوغان الذي يرتدي بزة أوروبية لا طربوشاً عثمانياً …أن يسوقها على أنها معارضة معتدلة ،وكيف تكون معتدلة وهي تمتلك راجمات الصواريخ والدبابات والمدرعات والمدافع والطائرات المسيرة وكل ما جاد به النظام التركي عليها ،وكلّ ما جمعه لها من موائد الأمريكيين والإسرائيليين والغربيين ؟!وكيف تكون معتدلة وبرنامجها يقوم على القتل والتدمير والاعتداء على حقوق الناس وكراماتهم ؟!! وإذا كانت هذه معارضة معتدلة فكيف تكون المعارضة المتطرفة ؟! هل معارضة تستخدم السلاح النووي ؟!!أعتقد أنّ الماشطة التركية الأردوغانية الإخوانية لن تستطيع أن تزين الوجوه العفشة للعصابات الإرهابية التكفيرية الإلغائية ،وأنّ دمشق تحفظ أمثالها جيداً .
والمثل الدمشقي الثاني الذي حضر إلى ساحة ذاكرتي هو :
عند جرن الحمام بتبان القرعة من أم الضفاير –
ويبدو أنّ الحرب الكونية على سورية أتاحت لأبناء شعبي أن يدخلوا إلى الحمام ويتجردوا من ثيابهم ويغتسلوا ويظهر كل واحد على حقيقته وجوهره وجرن الحمام هو النقطة المركزية للتعرية ،وعنده انكشف أمر القرعان ،فمن كان يتاجر بالشعارات ويترنم بها ليل نهار انقلب إلى شعارات نقيضة لشعاراته ومعادية لوطنه وشعبه ،ومن كان يركب الموجات الناعمة الرخية ركب موجات «صاخبة دموية «تهدد وجود وطنه وشعبه ،ومن كنا نظنه صاحب شعر مرسل طويل أثار دهشتنا بقرعته التي لا تنفع فيها «البيروكة «أو الشعر المستعار ولو أحضر من واشنطن أو باريس ،ولا تفيد معها عمليات التجميل ولو قام بها أمهر الجراحين في البيت الأبيض أو الشانزلزيه أو استنبول ،وأصبح من رعى القرعان على أنهم أصحاب ضفائر يردد مثلاً معروفاً –جئنا بالقرعة تؤنسنا كشفت عن قرعتها فأخافتنا !!
د.غسان لافي طعمة