قصص بطولية كتبها رجال الجيش العربي السوري بدمائهم خلال حرب تشرين التحريرية توجت بانتصار إرادة الشعب في مواجهة المحتل الإسرائيلي ورسخت في ذاكرتنا أهم المعارك التي تعيد إنتاج التاريخ وتشكل أنموذجاً وطنياً لتربية جيل مؤمن بعدالة قضيته قادر على صناعة مستقبله وحماية وطنه.
سانا استطلعت آراء عدد من أعضاء رابطة المحاربين القدماء الذين شاركوا في الحرب حيث استذكروا خلالها تفاصيل الحرب والحالة المعنوية التي عاشها السوريون في تلك المرحلة.
وفي حديث لـ سانا أشار اللواء محمد الشمالي رئيس فرع دمشق لرابطة المحاربين القدماء إلى أن قواتنا المسلحة والقوات المصرية باغتت العدو على جبهتي الجولان من الجانب السوري وسيناء من الجانب المصري لافتاً إلى أنه كان قائد إحدى الكتائب التي دخلت مدينة القنيطرة بإرادة ملؤها حب الوطن والرغبة بالنصر الذي تحقق بتحرير القنيطرة عروس الجولان.
وتابع الشمالي.. الجيش العربي السوري جيش عقائدي مدرب يساند الأمة العربية في كل بقعة من بقاعها وكانت له بصمة في كثير من الحروب عبر التاريخ وأثبت للعالم من خلال حرب تشرين والحرب التي تعرضت لها سورية منذ سبع سنوات جاهزيته القتالية وتصميمه على بتر كل يد غريبة تطال جغرافية سورية وتاريخها من خلال مواجهته للإرهاب بأشكاله كافة.
وفي إطار استذكاره لتجهيزات الحرب والتخطيط لها قال العقيد علي عمران أمين سر رابطة المحاربين القدماء في فرع دمشق.. أعطى القائد المؤسس حافظ الأسد توجيهاته لكل أجهزة الدولة العسكرية منها والمدنية للعمل من أجل هذه الحرب وبدئ التدريب والإعداد وتجهيز الجيش للمعركة الوطنية وتم ذلك بالتنسيق مع الجيش المصري في المعركة المشتركة ضد العدو الصهيوني المحتل حيث تحركت القوات المسلحة بأعمالها التكتيكية المنظمة على الجبهتين وحطمت الخطوط الدفاعية للعدو واستطاعت دفاعتنا الجوية إسقاط 250 طائرة للعدو الصهيوني خلال الحرب لتسجل انتصاراً تاريخياً لسورية والعالم العربي بأكمله.
وعرض العميد الركن المتقاعد سعيد أحمد أهم نتائج حرب تشرين التحريرية والتي تجسدت في تكريس قدرة المواطن العربي على تحقيق النصر والتعامل مع أساليب التكنولوجيا المعقدة وإدارتها في معركة تحرير الأرض.
وأشار أحمد إلى أن الجيش العربي السوري يواصل منذ حرب تشرين إلى اليوم العطاء والتضحيات بمساندة الشعب الذي يقف خلفه ويدعمه بكل مستلزمات الصمود والنصر لمواجهة الحرب الإرهابية بجدارة واقتدار وتفكيكها مرحلياً حتى رفع علم الوطن مرفرفاً في سماء سورية الأم كما رفع في سماء القنيطرة عام 1974.
فيما أوضح العميد الركن المتقاعد محسن الشيخ ياسين أهمية الاحتفال بذكرى حرب تشرين التحريرية كل عام لاستحضار ما قدمه رجال الوطن من شهداء رووا بدمائهم الطاهرة تربته حتى أينعت شجرة الحرية والعزة والكرامة ولتدرك الأجيال القادمة أن هؤلاء الرجال الذين يواجهون الإرهاب اليوم هم أبناء الرجال الذين قاتلوا في تلك الحرب وليسجل التاريخ ما قدمته القوات المسلحة السورية في ساحات المعارك من تضحيات ستدخل كوثيقة في جامعات العالم العسكرية للبطولة والعنفوان.
إرادة الحياة والقوة والصمود تتجسد في نفس كل مواطن سوري بالانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري المغوار على امتداد ساحات المعركة وإرادة النصر والحياة تنبت في كل منزل سوري حاصره الإرهاب لتؤكد أن سورية عصية على الانكسار وأن الجيش الذي كتب فصول النصر في تشرين قادر على كتابة النصر في كل معركة يخوضها من أجل الوطن.