ثقافة الانتصار
محمد قربيش
في السادس من تشرين الأول يتعالى مجد الوطن وتعود للذاكرة ملاحم العزة والكرامة والبطولات التي سطرها الجيش العربي السوري ونسج بصموده أروع المواقف، وكتاباته فاقت بتعبيرها وحروفها الممزوجة بدماء شهدائه كل الكتابات الأخرى، فلا السطور ولا الكلمات يمكنها أن تصف عطاءه وتضحياته.
بانتصاره في حرب تشرين التحريرية على كيان العدو الإسرائيلي أسس جيشنا البطل لزمن الانتصارات التي كتبها بواسله بأحرف من نور في سجل النضال الوطني عبر تضحياتهم وبطهر دماء الشهداء الأبرار الذين أناروا طريق الأجيال لبناء مستقبل يليق بأرض الأبجدية الأولى.
في الذكرى 45 لحرب تشرين التحريرية يتجلى الدور الوطني المميز لقواتنا المسلحة الباسلة ،والتي بفضل تضحياتها ستظل سورية منبع التاريخ و صخرة المجد والقلعة الحصينة التي تحطمت عليها المؤامرات والمخططات.
لقد شكلت حرب تشرين التحريرية التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد نبراسا ومحطة في طريق النضال لتحرير الأرض المسلوبة وإعادة الحقوق العربية المغتصبة فكانت إعلانا واضحا لبدء زمن الانتصارات ونهاية لزمن الهزائم.
ذكرى حرب تشرين تؤكد إصرار الشعب السوري على رفض الذل والخنوع وتمسكه بخيار الدفاع عن الوطن ودحر مؤامرات الأعداء ومخططاتهم الاستعمارية مهما تبدلت أشكالهم وتغيرت أدواتهم وتلونت شعاراتهم ولتثبت أن طريق النصر لا بد أن يعبد بدماء الشهداء.
واليوم وبعد 45 عاماً على ذكرى حرب تشرين التحريرية تظل الدروس التي رسخها هذا النصر العظيم حاضرة في أذهان السوريين فمدرسة تشرين رسخت عظمة التضحيات التي تبذل للدفاع عن أرضنا وحقوقنا وسيادتنا الوطنية واستقلالنا ولأن هذه الدروس ما زالت راسخة يواصل شعبنا وجيشنا الباسل مواجهة المؤامرة التي يتعرض لها وطننا بعزم لا يلين وإرادة لا تقهر وتضحيات عظيمة لتمضي سورية بكل ثقة وثبات نحو نصر مؤزر على المستعمرين الجدد وأدواتهم الإرهابية لتعود سورية كما كانت منارة للحضارة والتطور.
إن الشعب السوري الذي صنع حرب تشرين وحقق الانتصار فيها بصموده والتفافه حول الجيش والقوات المسلحة هو ذاته الشعب الأبي الذي يمضي خلف الجيش لتحقيق الانتصار على الإرهاب والفكر التكفيري.
شعبنا في غاية اليقظة والحيطة وقمة الهمة والإصرار لصيانة ما صنعه أبطال تشرين بدمائهم الطاهرة الزكية , والجيش الذي صنع تشرين قادر على تحقيق تشارين جديدة والتصدي لكل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار سورية .
تمر الذكرى وثقتنا بجيشنا تزداد ويقيننا بالنصر يتحقق عبر دحر الإرهابيين وداعميهم بدعم وتكاتف من جميع أفراد الشعب السوري وتماسكه والتفافه حول جيشه وقيادته الحكيمة والشجاعة,فجيشنا البطل يخوض اليوم ببسالة معركة الشرف والكرامة ليقول للعالم بأن الأرض التي أنجبت أبطال تشرين مستمرة بإنجاب الأبطال المؤمنين بأرضهم وهويتهم والقادرين على حماية عزتهم الوطنية.
إن معاني ودلالات هذه الذكرى التي أعادت الكرامة للعرب هي معان عظيمة تحكي تاريخ جيش عربي سطر ملاحم البطولة والفداء على امتداد تاريخه في مواجهة قوى البغي والعدوان ذودا عن كرامة العرب جميعا ووطننا الحبيب سورية خصوصا ,ودلالاته اليوم تبقى ناصعة واضحة وضوح شمس صباح النصر الذي ننتظره وهو قاب قوسين أو أدنى في هذه المعركة الشرسة التي يخوضها بواسل جيشنا البطل بكل عنفوان وبسالة وعزة وقوة دفاعا عن وحدتنا الوطنية وكرامتنا وعزتنا في مواجهة أقذر حرب شنت على شعب ما صدر يوما إلا الحضارة والمحبة لشعوب الأرض .
وبعد مرور أكثر من سبع سنوات من عمر الحرب الإرهابية يحقق السوريون أياما خالدة تشهد بواسل الجيش والقوات المسلحة انتصارات يومية على التنظيمات الإرهابية وداعميها على امتداد ساحة الوطن.
تحية لأبطال تشرين ولحماة الوطن البواسل الذين بفضلهم يزداد الوطن منعة وقوة وشموخاً وصلابة و بعطاءاتهم الخلاقة المبدعة يسمو ويشمخ , ,والإجلال والإكبار لشهدائنا الأبرار الذين بتضحياتهم وبطولاتهم وبسالتهم يصنعون مجد سورية وحاضرها ومستقبلها.
محمد قربيش