تحدثنا الدراسات اللغوية , الفقهية منها , والألسنية على وجه التحديد أن اللغة العربية لغة الحروف الدقيقة , وهذا مؤشر إلى مدى مكانة الحرف في نسج كلمة ضمن معيارية معنى , وبناء أسلوب , ولعلنا نعيد قراءة عبارة فيستقيم المعنى بعد تأمل فيه , وقد تجاوزنا سرعة في أداء ولربما لمقاربة منطوق مفردات من بعضها يتوهم بعض منا أن المفردتين تفيدان المعنى ذاته , مثلما في : \ الصدفة والمصادفة \ على ما بينهما من اختلاف في المعنى والدلالة .
صدف زيدٌ عن الأمر : يصدف صدفاً , وصدوفاً : أعرض وعن الشيء : أماله وصرفَه . وفي الآية الكريمة : « سنجزي الذين يصدفون عن آياتنا سوء العذاب بما كانوا يصدفون» الواقعة 19 أي يعُرضون . فالصدوف : الإعراض عن الشيء .
وعلى روعة قصيدة جورج جرداق « هذه ليلتي» ثمة لفظة «صدفة » على غير دلالتها فهو يريد التلاقي وليس الإعراض
يا حبيبي طاب الهوى ما علينا لو حملنا الأيام في راحتينا
صدفة أهدت الوجود إلينا و أتاحت لقاءَنا فالتقينا
أما الصدف , فهو صدف الدرة : غشاؤها الصلب اليابس يغطي اللؤلؤة والواحدة صدفة , والجمع أصداف
المصادفة : وجدان الشيء أو ملاقاته
وتصادفنا على غير موعد
فشتان بين لفظ نظنه , ومعنى نتوهمه . ومرحى للفظ يؤكد معناه .
نزار بدّور
المزيد...