أتقدم بوافر الشكر والامتنان لآخر الشهر ،لكثرة أحماله وعبء أثقاله وقوة صبره ،فلو كان جبلاً لمال وانحنى وانقصم ظهره ..
يأتي إلينا محملاً بالفواتير التي ندفعها نقداً أو تقسيطاً ،وجيوبه مليئة بالمهمات الصعبة فألبسة المدارس لآخر الشهر ،والمونة لآخر الشهر والمازوت لآخر الشهر والدواء لآخر الشهر ،والسفر لآخر الشهر ..
ألا ما أحلاك يا آخر الشهر وإن قل مقدارك ،فعند اقتراب موعدك نقوم لنلقي عليك تحية الصباح .
نتمعن في وريقاتك القليلة قبل أن تفرد جناحيها وتطير في خبر كان …فالخوف يسكن أعيننا نتأمل الصرف المحسوب فلا هو لأكلة الفلافل يكفي ،واللحمة صارت أحلاماً لا تناسب الجيوب .
أما المعنيون فأذن من طين وأذن من عجين لا يستطيعون القبض على الغلاء الفاحش الذي بات يسرح ويمرح في الأسواق وفي ملتقى الحاجات لا رقيب ولا حسيب ، يطال كل مالذ وطاب من المأكولات والملبس والمشرب التي حلقت أسعارها في الفضاء …
ما من شيء إلا وارتفع ثمنه وحلق إلا التصريحات فما زالت فواتيرها مجانية تصرف على شاشات التلفزة وفي الصحف اليومية ،تلقاها أينما اتجه سمعك وبصرك ،فبرنامج التصريحات مليء حد التخمة ولكن مهما يكن الأمر فالراتب رحمة للموظف وحليف للفقراء لأنه المخرج حين توصد الأبواب كساعي بريد يحمل رسالة خفيفة الوزن فقيرة المضمون ،حتى ولو وقفنا أمامه مغلوبين … مكسورين … ما بين الفواتير ،والباقي بنار الغلاء يذوب ..
عفاف حلاس
المزيد...