٨-١٢-٢٠٢٥ تاريخ ولدتْ فيه سوريا من جديد..
مع فجره عادت البلد لأبنائها في الوطن والمهجر وشرعت أبوابها لاحتضانهم مجدداً, منذ ذلك اليوم ولغاية تاريخه شهدنا عودة عشرات الآلاف من أبناء الوطن الذين هجرتهم عن أرضهم ظروف فرضتها أجهزة النظام البائد خلال سنوات الثورة , وعودتهم مكسب كبير للبلد وأهله وخاصة من عاد منهم يحمل فكراً قيماً يرغب في وضعه بخدمة أبناء سوريا.
تفرّد وتميّز
حالات كثيرة نرصدها بشكل شبه يومي لعودة مغتربين آملين بفتح مشاريع جديدة والعمل بمجالات استثمارية وغيرها ويبقى التفرد و التميز لمن يريد أن يصنع الفرق عن طريق الفكر والتدريب ومن رجالات حمص المهندس ملهم راتب الدروبي وهو صناعي من الطراز الرفيع صاحب شركات صناعية متخصصة في العلوم التكنولوجية في دول الخليج وتركيا مؤسس ومدير جامعة رشد الافتراضية ..
الدروبي عاد بعد التحرير بأيام وبدأ بشكل فعلي بإقامة دورات مجانية للشباب في مجالات نوعية غايته وضع معارفه في خدمة المتدربين والمساهمة في الإسراع بتعافي البلد بجهود كل أبنائه.
وفي حديثه لمراسلة العروبة قال المهندس ملهم: بعد التحرير أصبحت العودة للوطن واجباً على كل مواطن شريف مستطيع، وفي الوقت نفسه إن في العودة المبكّرة فرصٌ استثماريةٌ مشروعة لا تخفى على أحد، و بالنسبة لي لم أتردد بالعودة للمساهمة في بناء وطننا سوريا وبين الواجب والفرصة لن أتأخّر بوضع تجربتي بين يدي أبنائي وبناتي في سوريا، و أمثالي كثيرون هاجروا قسراً خارج سوريا فاكتسبوا تجربة نصف قرن من الزمن، بدأنا هجرتنا طلاباً نتعلّم ثم أصبحنا مدرسين في الجامعات والمعاهد نعلِّم الآخرين ، وبعضنا أبدع وأصبح طبيباً بارعاً أو مهندساً ماهراً أو غير ذلك من الخبراء ورجال الأعمال.
وأضاف :طاف السوريون أرجاء الدنيا يكتسبون التجارب والخبرات العالمية وأقاموا في دول عديدة ، تعددت وتنوعت تجاربنا وخبراتنا واكتسبنا من شتى الحضارات إذ كانت الحكمة ضالتنا، ونشرنا المحبة والخير في كل بلد عشنا فيه. قرابة نصف قرن ونحن نغبط الآخرين الذين أتيحت لهم الفرصة لبناء أوطانهم مسقط رأسهم، وها قد جاءتنا الفرصة بفضل الله أولاً ثم بفضل التضحيات الجسام التي قدّمها شعبنا البطل على مدار عقود من الزمن.
برامج تدريبية مركزة
وأضاف الدروبي بعُيد التحرير بأيام قليلة سارعتُ وسارعت جامعتنا الافتراضية رُشد بالعودة إلى سورية عموماً وحمص خصوصاً وفي جعبتنا برامج تدريبية مركزة بهدف المشاركة بإعداد وتدريب الكوادر اللازمة في المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، سواءً العاجل منها أو الاستراتيجي وبادرت رُشد بتقديم مقترحات للوزارات ذات الصلة للعمل معاً في تعليم وتدريب موظفي القطاع الحكومي.
يتجاوز صعوبات المكان
وتابع الدروبي: قدمت رُشد الافتراضية بالتعاون مع غرفة تجارة حمص في شهر نيسان المنصرم دورة مجانية في إدارة المشاريع، تقدّم للدورة ٣٨٠ شاباً وشابة, وتم قبول ٦٢ متدرباً ومتدربة فقط وهي الطاقة الاستيعابية العظمى للقاعة المتاحة حينها، بعد نجاح الدورة أعلنا عن نفس الدورة “إدارة المشاريع الاحترافية” لكن من خلال تقنيات التعليم الافتراضي فتقدم لها أكثر من ٣٧٠٠ متدرب ومتدربة من جميع محافظات سورية ومن ٤٠ دولة في العالم، قبلنا منهم ٣١٦٥ متدرباً ومتدربة بدؤوا التدريب في 21-5-2025
وقال: لعلَّ هاتين الدورتين لنفس المادة لكن بأسلوبين مختلفين يوضحان أهمية التعليم والتدريب الافتراضي.
خبراتنا في خدمة أبنائنا
وختم الدروبي: إن هذه الخبرات التي نملكها ليست مُلكاً لأصحابها فقط بل هي ملكٌ لوطننا وبنات وأبناء وطننا، علينا جميعاً – من هاجر منَّا واغترب ومن صابر فيكم و رابط- علينا أن نتعاون بشكل تكاملي للنهوض بوطننا سورية من جديد
و نحن على يقين أن المعنيين لن تفوتهم هذه النظرة الإستراتيجية في الاستفادة من التقنيات المعاصرة في التعليم والتدريب، ونأمل أن نرى قريباً القوانين الضابطة للتعليم الافتراضي، كي يتسنى لجامعة رشد الافتراضية وغيرها الحصول على الاعتراف والاعتماد من وزارة التعليم العالي لنستمرَّ جميعاً بخدمة الوطن والمواطنين.
العروبة -هنادي سلامة