تحية الصباح….حبّ الحياة سعة

حبّ البقاء طبيعة الكائن الحي , وأس وجوده , ويتجلى ذلك واقعاً عبر سعي دؤوب ومتابع بشكل مقصود مدروس أو عفوي ينسرب في أعطاف أنماط سلوكية , هي صدى لما يجول في خاطر المرء من رغبات واتجاهات وميول , وطموحات وآمال , ليغدو تكثيف دلالة (( التكيف)) مصطلحاً لدى هذا الكائن النوعي (( الإنسان )) وليغدو أيضاً بشكل غريزي عبر دوافع وظيفية للكائنات في استجابات حاجاتها لواقع دوافعها بعداً في دلالة مصطلح , هو (( التأقلم ))
وفي ثنائية المصطلحين معاً تكون حيثيات تحقيق التمسك بالحياة والشروع بها للإنسان استهلاكاً وإنتاجاً في رسالته صوب الحياة تأثراً وتأثيراً وبناء وإعمار , ولدى الكائنات الأخرى حراكاً عبر أنماطها وواقع خصائصها في قطعانها , وتنوع فصائلها , ومواطن انتشارها .. تكون واقع استهلاك ضمن دورة حياتية تعيشها وفق أبعادها الوظيفية لحاجاتها.
هو حبّ الحياة الأمثل في توكيد البعد الوجودي عمقاً معرفياً ثقافياً حضاري التمثل للعصر وفلسفته في رؤاه وثقافته وعلومه وقيمه السامية والتي أضحت رويداً رويداً في بعض منها قيماً مادية نتاج علاقات نفعية لسوق العمل في أسواق التناقضات والفروق الفردية لتجسيد واقع القيم ربحاً في معطاها المادي وفي معطاها المعنوي السامي, كل حسب مكين التوجهات التربوية له والقيم المعمول بها , والقناعات التي يتجذر بها , والخاص والعام في مدارات سعة ثقافته في بناها المعرفي, ووفق الطرح العام لوعي العصر وتناقضاته والانبهار بمعطياته في مجالاتها المتعددة : الابتكاري النظري والتطبيقي فيه ,كل ذلك يرسم أكثر من دائرة يعيشها المرء , وأكثر من حلقة يدور فيها, حتى ليكاد لا يعرف أين طرفاها في تحكم استدارتها أو بيضوية هيولها ؟! على صفيح مقاربات لفلسفة الحياة , والتنامي السريع للعلوم والنظريات والابتكارات والاكتشافات وربما , المد والجذر في صراع وإقدام في إنجازات بشرية , وإحجام في نتائج لما تصل إلى حيثيات غاياتها في مرامي مبدعيها قناعات أو كسب في ربح مادي أو معنوي ولا سيّما إذا ما قيست ضمن صراع أيدلوجيات وسياسات ومشاريع مسيسة وشركات عابرة يعود وزن ذلك وثقله النوعي أحجاماً على كاهل هذا الإنسان مهما كان توضعه على سلّم التقييم واقعاً وقيمة والتقويم سلوكاً ومساراً … ففي النتيجة , هو ابن الواقع كما هو .
إن هذا فضاء كينونة وجودية في معطيات الحضور الفردي أو الجمعي للمرء , ضمن حبّ البقاء يضعه قاب قوسين أو أدنى من تحيات يراها درجات من آلام أو من مسرّات وفق ثقافته وتجاربه وسعة وعيه ومعطى تكوينه النفسي وفهمه لواقع (( الطبيعة غير المروضة )) التي تتحكم به ظروفاً وصروفاً , قد لا يدرك خيوطها التي نسجت شباكها له, ومن هنا يضيق المرء ذرعاً, وقد أوقعته عثرات في دروب الحياة فتراه , وانطلاقاً من حبّ الذات ووسائل الدفاع عن مرتسم الشخصيّة لا يألو جهداً في وضع اللائمة على أي أحد أو أمر , المهم أن يخفف من ملامة ذاته وقد تسعفه بعض عبارات فلسفية محتواها يفيد مرارة التجاهل له وعدم الاكتراث به, لكن حبذا أن ينتبه إلى أفعاله وتصرفاته وكم قدّم له الآخرون من احتضان ودفء مودة وحبّ ومحبّة وجداني راق وتعاطف نبيل ضمن سعة وعي وثقة نفس عبر مواقف سلوكية ذات أكف ندية في كل مساندة نفسية أو اجتماعية تصب في جمال التألق الإنساني وربما مقابل ذلك يتسرع ليعتبرها طيبة قلب عابرة من غير أن ينتبه إلى أنها أصالة حضور ثابتة فتراه يبدع في توظيف رغائبه على قدر غنجه على ذاته وسعيه وراء منافعه ضمن دائرة ضيقة من أنانية ويبدأ بالإبداع باللوم والتحليل المزاجي من غير أن يفسح لذاته العاقلة أن تفكر بعقلها كما يجب فيحاسب الآخر على ردة الفعل وينسى بؤسه أشواك أفعاله التي يُفترض ألاّ تكون بين المرء وغيره إلى تشابك أغصان مثقلة بثمار المودة ضمن ربيع زمن هو مساحة عمر ليس إلا .

نزار بدّور

المزيد...
آخر الأخبار
العريضة بريف حمص الغربي الأغزر مطرا . في احتفالية أيام الثقافة السورية .. محاضرة في  ثقافي حمص بعنوان : "الوطن في  الأدب العربي قديمه وحدي... في ختام ورشة “واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر ‏والصغيرة”.. الجلالي: الحكومة تسعى لتنظيم هذه... سورية: النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الج... فرز الخريجين الأوائل من المعاهد التقانية إلى عدد من الجهات العامة أفكار وطروحات متعددة حول تعديل قانون الشركات في جلسة حوارية بغرفة تجارة حمص بسبب الأحوال الجوية… إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه الملاحة البحرية مديرية الآثار والمتاحف تنفي ما يتم تداوله عبر وسائل الإعلام حول اكتشاف أبجدية جديدة في تل أم المرا ب... رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من القطاعات القبض على مروج مخـدرات بحمص ومصادرة أكثر من 11 كغ من الحشيش و 10740 حبة مخـدرة