فتحت المدارس أبوابها وبدأ العام الدراسي وتوجه حملة مشاعل العلم إلى مدارسهم ، وكثير من الأهالي تمنوا تأجيل المدارس وهم في قرارة أنفسهم يطلبون تأجيل شراء المستلزمات المدرسية التي تزامنت مع المؤونة والتحضير لشراء المازوت و«حسابات القرايا لا تنطبق على حسابات السرايا » والنتيجة ضربة قاضية وقاصمة لكل التوقعات منذ الجولة الأولى على الأسواق بعد أن حشدت كل قواك المادية والمعنوية لإغلاق حساب ( افتتاح المدارس ) من لباس مدرسي وبوط ودفاتر وقرطاسية ومحفظة وغيرها تأتي بالتتالي ، تضعك أمام حالة ارتباك ومراوحة في مكانك قد تلجأ حيالها إلى مؤسسة التدخل الإيجابي فلا تحيط بمستلزمات ابنك طالب الإعدادي والثانوي لتنتقل إلى « التدخل السلبي » التجار ، الذين يعرفون من أين تؤكل الكتف، فهؤلاء تأهبوا لاستقبال موسم المدارس والمؤونة بكل ما أوتوا من جشع وطمع في ظل واقع اقتصادي مزرٍ وخانق وأسعار لا تراعي ذوي دخول محدودة ومهدودة ….
إحدى الأمهات تسأل : ما الغرض من شراء مستلزمات الطالب المدرسية إذا لم تجلب همها ( بمعنى تؤتى ثمارها ) ولماذا يشددون على اللباس المدرسي ويتراخون في أداء واجبهم التربوي ، ربما لا نجد جواباً شافياً نوصله إلى ذهن هذه الأم التي لا نستطيع ترجمة ما تريد قوله سوى الإشارة إلى تراجع العملية التعليمية ، فهذا الجيل ، جيل المستقبل ، كثيراً ما يصفه البعض بجيل ضائع كون تحصيله العلمي ليس على مستوى الطموح .. نحن لا نشكك بأهلية مدرسينا الأكارم ولا ننتقص من دورهم ، لكن هناك فجوة تحتاج إلى ردم … نحتاج إلى تعزيز ثقة الطالب بالمدرسة وثقة الأهل بالمدرسين ، نحتاج لتكاتف بين المربين والأهل ، الارتقاء بمستوى الأداء ضرورة في واقع بات العلم فيه تجارة رابحة ورائجة والطالب (ثروة ) تنتف جيوب أهله ، مادة إثر مادة…نحتاج لتعزيز الروح المعنوية والوطنية لدى طالب عاش أزمة الحرب ومنعكساتها النفسية والمادية ….
أجيالنا أمانة بأعناق مربينا ، والقيادة التربوية الناجحة ذات الفكر الإداري التربوي الوقاد هي من تدير الدفة باقتدار وتحمل الرسالة بمسؤولية وإخلاص وضمير .. وبناء البشر خير من بناء الحجر …
العروبة – حلم شدود