نحتاج دوما للغطس في بركة ماء باردة ،لنطفئ لهيب شكاوينا المستعرة لوماً ، و التي طفح بها كيل الغلاء ، فتفجرت فقاقيع مؤلمة في نفوسنا الملأى بالحيرة
العذر في ذلك واضح يرفع من وتيرتها كثرة المتسلقين على ظهور المواطنين الذين ضاقت بهم الحال و طفت على سطح حياتهم شكاوى جديدة متجددة ،شكواهم اليوم تتبلور في غلاء أجرة «التكسي «العاملة على بعض الخطوط من مفترق الطرق الرئيسية لتصل بهم إلى قراهم المقطوعة و الخالية من سرافيس أو باصات الخدمة
هنا يستغل السائق قلة أعداد» التكاسي «التي ضاقت من أن تستوعب كثرة الركاب العائدين من عملهم ،ليوقظ جشعه المعهود برفع أجرة النقل عن سابق إصرار و ترصد ،واضعاً أزمة البنزين الذي انقضى عهدها و غابت في طي النسيان ذريعة في رفع الأجرة كونه كان يشتري البنزين من السوق السوداء كما تنتعش لديه ذرائع و أسباب أخرى ألا و هي طبيعة المناطق الجبلية الصعبة و التي تساهم حسب تبريره في استهلاك كمية أكبر من البنزين إضافة إلى الأثر السيئ للطرقات الوعرة و المليئة بالحصى على الدواليب فرغم أن أزمة البنزين قد انتهت إلا أن ما رفعته الأزمة من أسعار لا ينزله انتهاؤها ، كما هو الحال في أسعار السلع التي تحلق عالياً عندما يرتفع الدولار و لكنها تتابع التحليق حتى و لوهبط الدولار .. ليقطع الغلاء الحاصل نياط القلب ، الذي يجعل المواطن بحاجة إلى شحن بطارية حياته كلما شارفت على الانتهاء و ذلك بعزاء يواسيه و يشفي قلبه المقهور …
المواجهة إذا مستمرة بين السائق و الراكب يبحث خلالها الراكب عن قشة يتمسك بها حتى يعثر على منقذ لذلك فهو يكثر من الشكوى و السبب واضح إذ كثرة التكرار ربما يبسط القضية و يوضحها في أذن المعنيين بالأمر ،يوقظ من خلالها صمتهم الذي بات يخيم على حياتهم كشباك العنكبوت ….
عفاف حلاس