«اجا أيلول» وأنت بعيدة أيتها البحبوحة التي انتظرناها طويلاً بعد حرب أرهقت كل ما فينا ..أتعبت أرواحنا .. وأثقلت جيوبنا ..
كنا نأمل ولو بنصف «بحبوحة» نعيش فيها ،ربع حياة لمنتصف شهر على أقل أمل ..
راتب البحصة التي تسند جرة حمّل بالكثير من الأعباء وهذا الكثير أبعد ما يكون عن كماليات الحياة ..
حيث بات مواطننا «المنتوف» بحاجة ماسة إلى معجزة لتنتشله من سوق بات كل ما فيه باهظ الثمن ولم تعد قطرات عرقه المالحة حدّ المرورة تسد حاجة عياله الملحة فقط..
هو شهر التعب والهموم وموال «الآه»الذي تطلقه حنجرة المكتوين بنار تأمين مستلزمات المدارس والمؤونة والوقود و…
هذا حال أيلول الأصفر الوجه والذي أمسى معه الجيب المثقوب أكثر اصفراراً واعياء..
أين الوعود ..هل طارت كأوراق أيلول في مهب الريح ..
بضبط أسواق وكبح جشع الحيتان التي باتت تسرح وتمرح وكأنها صاحبة الدار حتى أصغر قرش ، فمن يملك «كولبة» يرفع أسعاره كل دقيقة متذرعا بسعر الدولار الأخضر لتخضرّ معه جيوب المتحكمين بالأسواق ..
وكل بات يغني على ليلاه «آه وألف آه» على حالك أيها المنتوف بين اشاعات .. وصمت قاتل لمعنيين كثر معه غض الطرف لرقابة شكلية موزعة القلب والهوى ..
ربما خفت صوت آهاتك وابتلعه اليأس أو أن أحدا لا يبالي بها ..
وأصبحت تغني على ليل دولار لم تعد تكترث إن علا أو هبط لأن الأمر سيّان..
فيا سامعين الصوت أجيبوا ..
ولو بتطييب خاطر ..وارثوا لحال هذا المواطن ولو بنكتة أو أمل بسيط يخفف وطأة أيام ثقيلة ..
نادين أحمد