من عادة السوريين أن يتوجهوا بأنظارهم نحو العاصمة, والسوريون كما يقول ساطع الحصري من أكثر شعوب الأرض عشقاً لعاصمتهم « دمشق» أو « الشام» كما يحلو لهم أن يسموها ..!!
اليوم , السوريون ومعهم كل الشرفاء يتوجهون بأنظارهم نحو الشمال .. حيث ادلب الخضراء وحيث يواصل الجيش العربي السوري البطل ملحمة الانتصار والتضحيات لينظف أرض الوطن من جراثيم الإرهاب التكفيري المجرم المدعوم أولاً من الصهاينة وأمريكا ثم من الأعراب الذين يدورون في فلك الصهاينة وأمريكا إضافة الى نظام اردوغان الأفعواني المجرم .
خلال الأسابيع الماضية كان جيشنا البطل يطهر بلدة أو عدة بلدات من ريف حماة الشمالي ثم ريف ادلب الجنوبي … وادلب تنتظر الأبطال الذين يخلصونها من عصابات الإجرام التي عاثت فساداً وعبثت بكل شيء .. ومواطنو ادلب المدنيون العزل الذين ضاقوا ذرعاً من الحصار والتنكيل والسلب والنهب الذي تمارسه هذه العصابات .. يتوقون الى اليوم الذي تعود فيه ادلب الى حضن الوطن .. حيث يعود لشجر الزيتون ألقه الأخضر .. ولشجر التين مذاقه اللذيذ .. وهذا بات قاب قوسين أو أدنى .
صحيفة « نيويورك تايمز « بين حين وآخر تنشر عن سورية , وبين عشرات التقارير قد يمر تقرير فيه شيء من الحقيقة فهي تقول في عددها الصادر يوم الأول من هذا الشهر بعجب « كيف استطاع السوريون الصمود خلال هذه السنوات الطويلة .. كيف استطاع جيش بهذا الحجم الصمود في معركة امتدت لثماني سنوات ؟!! المدهش أن السوريين يستقبلون الشهداء بالزغاريد والأغاني ويرفعونهم الى مرتبة عالية .. الأمر نفسه نراه عند تشييع شهداء حزب الله اللبناني ..!!»
انتهى كلام الصحيفة .
اليوم الإرهابيون أمام خيارين أحلاهما قاتل إما الانكفاء بسرعة باتجاه الشمال وأردوغان يقول إنه لايريد للأفعى أن تختبئ عنده , الكلام الذي يدعو للسخرية فهو من جاء بالأفعى الى سورية ..!! وهذا معناه أن يرحلهم النظام التركي الى بلدانهم التي لا ترحب بهم ولا تريد استقبالهم والخيار الثاني أن يقتلوا جميعاً ويذهبوا الى جهنم على يد الجيش العربي السوري البطل . ويبقى الاحتمال الثالث وهو أن تنقلهم الحوامات الأمريكية المعتدية الى مكان ما ليكونوا تحت الطلب ..!!
« السوريون , اليوم , لا يعطون فرحتهم لأحد « تختم النيويورك تايمز لأن انتصارات جيشهم مستمرة .. وعودة بلدهم مستقلاً آمناً أمل قريب .. !! ولكن ثمة مآس يتركها الإرهاب : التدمير لكل شيء .. وهنا يرى السوريون أنهم يحتاجون الى سنوات لبناء ما دمره الإرهاب .. لكن , يقول أحد الأساتذة الجامعيين في علم النفس , الأهم أن نبني النفوس .. وهذا يحتاج الى استراتيجية تعليمية تثقيفية لابد منها » .
لقد تصرفت الدولة السورية تصرفاً حكيماً تجاهلته أغلب وسائل الإعلام العالمية .. وهو تخصيص ممرات آمنة للمدنيين ولمن يريد الخروج من الأماكن الساخنة .. وهذا تصرف إنساني فالدولة التي تصدر قوانين العفو لمواطنين ضلوا الطريق ثم اهتدوا , فكان العفو , عفو القادر على العقاب .. لكن الدولة , هنا , أب وأم , لكل مواطنيها .. والأب يغفر والأم تسامح وتحتضن أبناءها ..!!
عيسى اسماعيل