ضمن مدارات الحياة وشؤونها وشجونها , يدور المرء في أفلاكها عبر مد وجزر , تدفعه إلى ذلك إجرائيات سلوك , وغايات وأهداف وحيثيات تطلعات تؤول كلها إلى حيث ارتباط المرء بالحياة ، ما بين خطا يمدها وحراكها ارتباطاً بأنفاس أصحابها وما بين هذا وذاك حسْبُ المرء تمل بصروف الأيام وتعاقب الظروف ودراية الخبرات والتجارب وصقيل مخزون الأيام في مقاربة أي تعثر يعتريه في دروب الحياة ومقاصد الغايات عبر منطق زحام متاعب الحياة و أحلام الناس وتباين مصالحهم أو اتفاقهم وميولهم وحاجاتهم واهتماماتهم أيضا .. حسبه أن مساحة العمر مدى ما بين لحظة وضع وأنة نزع أنها مشروع مسار ودلالة مصير في كينونة الوجود سعة,وكينونة الحضور ما امتد العمر في أروقة الأعمار أنفاسا.
ومما لاشك فيه أن للفروق الفردية في الولوج إلى عوالم التفاعل مابين الغايات والمصالح وما يحف بها من زهو الفرح في تثمير كل قطاف كبير الأثر في تحقيق كل سعادة في معطى مكان ما,وإن كانت إلى حين. إن هذا الفرح المنبسط رويدا رويدا يحاكي تلك الفروق الفردية في تمثل وعي الذات أولا والواقع ثانيا عبر استجابات التلقي ومثاقفة الواقع في قراءة ما يعتلج فيه مع استثمار ثنائية الوقت زمانا و قدرات المرء طاقات بما تختزن من خبرات ومعارف ومهارات وقد صقلتها إرادة الوعي بمطارف موشاة بحروف مثقفة ومتوجة بشهامة فكر ذي ذهنية منفتحة لها في إعمال العقل في كل متسع.
إن جمالية كل ثقافة تتبلور في حيوية كل حضور مطرز بكياسة سلوك ,ولاسيما إذا ما كان يتشرب أنواع الذكاءات مما يفسح في المجال لاستشراف حلول مداها العقل الإنساني الرزين , محاكمة عقلية وتحديدا لمؤشرات أداء في مرتسم كل سلوك ودراية كل موقف يشرق بنفح مكارم كل بهاء فتراه إذا ما قاربه تعب في أمر سرعان ما يبلسمه بآفاق ثقافة من نبوغ الطيب السارح وعيا يتجاوز ضيق فعل فتغدو ردة الفعل رقي وعي يمسح شحوبا عن وجه أصابه كلح جراء استعجال في نفس تسعد برغائب على حساب كينونة حضور وقد اغراها جشع من غير كد أو تعب وأقعدتها غيرة على حساب مثابرة في اجتهاد زينة جبهته حبات عرق تغنت بها إشراقات الشمس نضارة تتوهج على شامخات الجباه.
إن ثقافة الحضور حاضرة في المأكل والمشرب والملبس أناقة تكامل توقظها فطنة أريحية على دروب من جد وجد في حصافة صدق كل انتماء لدنيا علوم ومعارف وخبرات ومهارات وصعد حياة على جنباتها يتورد النبل قوة ساعد وألمعية ذهن ودفء وجدان وصحو ضمير يزف أخلاق الرجال إلى الرجال في عالم الإنسان الحر المتطلع صوب كل شموخ يعانق رأد الضحى في ساحات الحياة,كل في موقعه,حيث دلالة التعبير عن معنى لإنسان «قيمة كبرى» وصرح في تشييد كل حضارة فلا يداخله وهن في كسب سماع أنين أو غصة أو رؤية دمعة تطيف في أحداق.بل تراه ,وهو النوعي في سرح الحضارة وصروحها المغتبط فرحا بسعادة غيره إيثارا وخيرا ,وما يبتكره أو يغتني به إنتاجا خبرت بجهده السنون ,وأوقدت لمكانته مجامر النفح كل عبق يزكو عبيرا وبخورا في أنفاس كل ريادة يعلو بقدرها كل ذي عقل حصيف ويباركها كل حرف في مضارب حمى كلمات مطيبة بأصالة الشيح والقيصوم ومطارح كل تقانة وما بينهما أصالة لأصل في مكين نبالة لإنسان.
نزار بدور