في حفل توقيع ظلال الحلم لفاطمة الحسن….اسماعيل: في قصائدها عشق كبير للحياة بكل تفاصيلها د. بدور : شعرها ذو رسالة انسانية يقرأ سور الحب

بدعوة من المركز الثقافي العربي بحمص أقيم حفل توقيع المجموعة الشعرية الصادرة حديثاً بعنوان ظلال الحلم للشاعرة فاطمة الحسن بحضور جمهور من الأدباء والمهتمين وذلك في قاعة الدكتور سامي الدروبي في المركز الثقافي

القصائد تنعش الروح
تحدث الاعلامي والقاص عيسى اسماعيل عبر قراءة نقدية أعدها عن المجموعة بقوله :
اللافت في هذه المجموعة أن الشاعرة تتوجه الى انسان آخر ، في أكثر قصائدها ، تبثه أفكارها وتبوح بمكنونات صدرها ، وهذا « الآخر» يتماهى مع المستقبل أكثر من الحاضر .. ربما يطول انتظاره، لكنها ترنو اليه بآمال كبيرة والروح تستيقظ لذكر هذا الآخر لأنه يجسد الأمل والأماني ، يتماهي مع الماضي والمستقبل ، لكنه يقفز فوق الحاضر المؤلم ويضيف إن هذا المخاطب يتحول الى حلم تتمناه ، فهل يتحول الى حقيقة تختزل الحياة المنشودة حباً وأملاً وسعادة ، ويرى « اسماعيل « ان هذا المخاطب يتحول الى المخلص من كل الشجن ، فهو يختار حياة جديدة بكل تفاصيلها وهي تدعوه ان يحقق آمالها بالحضور لتتحقق حياة جديدة معه، وتبقى أفعال الأمر تؤكد ماتريده ويصبح حضور الآخر كل شيء عندها.. ويشير « اسماعيل « أن هذا الآخر لايبدو منه مايوحي أنه قادم أو أنه ينفعل لما تقوله الشاعرة أو « انثى القصيدة « منوهاً بعنوان المجموعة الشعرية « ظلال الحلم» متسائلاً بـ :هل يبقى الحلم حلماً ، أم يصير واقعاً جميلاً وحياة كلها سعادة وترف.. وحسب رأي اسماعيل ان الشاعرة الحسن تأخذنا الى عالم جميل باذخ ، هو عالم القصيدة المبللة بندى الأمنيات وعطر الانثى علنا ننسى ما نحن فيه من عزلة وقلق وبأس .. ويؤكد ان الشاعرة من حقها أن تحلم ومن حقنا أن نشاركها الحلم .
ويختم اسماعيل قراءته للمجموعة بقوله : قصائدها تنعش أرواحنا وكلماتها تهز أوتار قلوبنا ، وتدفعنا أن نبحث عن وهج الشمس ، وشعاع القمر وصباحات أنقى وأجمل وأبهى فيها عشق كبير للحياة بكل تفاصيلها الجميلة .
موسيقا تشبه السيمفونية
وقدم الدكتور نزيه بدور قراءة أخرى لمجموعة ظلال الحلم حيث يرى أن ثمة موسيقا هادئة تنبعث من مكان ما في القصيدة الحديثة ، موسيقا داخلية .
تعزفها الحروف لا الكلمات و تبثها المعاني و التضمينات و الانزياحات لعلها موسيقا تشبه السيمفونية و لعلها حسب تشبيه « بدور » موسيقا شوبان و موزارت حلّت في الشعر العربي الحديث دون استئذان .
ويرى د. بدور ان الشاعرة تخرج من عالم اللامبالاة عالم أولئك الخائفين من دوار البحر و القانعين بفتات الضوء حيث يمثل الجميع الفرح و يجيدون الرقص مع الأحزان و يفبركون الأحاجي و يرغون الكلام و يضيف إن الشاعرة فعلتها و مارست فعلها الابداعي و جعلت من الحلم كائناً جميلاً ذا ظلال و ظلال الحلم عديدة بعدد مصادر الضوء و مصادر الإلهام حيث ينساب الشعر كجدول رقراق و تتلاحق العناوين على صفحات المجموعة أغاني مؤجلة ثم ألم ثم حنين و بعدها خيبة – قصاص .
غياب ثم غياب مرة أخرى و يختم قراءته بالقول : إن الشاعرة تأخذنا في طريق العمر بوساطة « شاهد عيان « إلى مرفأ النهاية حيث يلقي الشعر مرساته و يستريح و يغفو مع ظلال الأحلام بعد رحلة مشوقة مع الكلمة و العاطفة المشبوبة و الإحساس الصادق بلغة رهيفة و معان مترابطة تشكل مداميك جدار القصيدة فشعرها ذو رسالة إنسانية رسالة أنثى شرقية مثقفة وناضجة .
كما قدم عدد من الحضور عدة مداخلات حول مجموعة ظلال الحلم تفاوتت في نقد المجموعة و التوقف عند الأسلوب و الأفكار و ماهية نوع الشعر الذي قدمته الشاعرة عبر مجموعتها بين مؤيد للشعر الحديث المنفلت من الأوزان الخليلية و بين شعر التفعيلة الذي يكرر تفعيلة واحدة من أول القصيدة إلى آخرها .
في نهاية القراءة النقدية قرأت الشاعرة بعضاً من قصائد المجموعة ثم قامت بتوقيع مجموعتها الشعرية التي تقع في حوالي 125 صفحة من القطع المتوسط و تضم اكثر من خمسين مقطوعة شعرية .
عبد الحكيم مرزوق