فتحت مدارسنا أبوابها باكراً هذا العام ورغم الأصوات المطالبة بتأجيل مواعيد الدوام المدرسي التي رافقت بدايتها انطلاق معرض دمشق الدولي إلا أن القرار طبق وشعرت بعض الأسر السورية بالخيبة لأنها لم تتمكن من حضور المعرض والمشاركة فيه والترفيه عن أولادها
ومع بداية العام الدراسي كانت الآمال كبيرة بعودة العملية التعليمية إلى سابق عهدها حيث الانضباط وتأمين المستلزمات التعليمية والتدريسية دون نواقص وتأمين الكادر التدريسي والمباشرة بالمنهاج المقرر منذ اليوم الأول لكن ما حصل على أرض الواقع لم يكن بالمستوى المطلوب لأن عدداً كبيراً من الطلاب لم يحصلوا على بعض الكتب ولاسيما كتب المنهاج الجديد كما أن الكادر التدريسي في بعض المدارس لم يكتمل بعد وبعض المدرسين من أبناء المدينة يعانون من مشكلة النقل حين يتم تعيينهم في الريف لأن بعض الأرياف تفتقد إلى وسائل النقل وفي حال وجودها فإن مواعيدها لا تتناسب مع الدوام المدرسي الأمر الذي يربك المدرسة والمدرس أيضاً .
ومن أكثر الأمور التي تعرقل سير العملية التدريسية بشكلها الصحيح ، هو اكتظاظ الصفوف بعدد كبير من التلاميذ يفوق الأربعين طالباً ، إذ كيف للمدرس أن يضبط الطلاب ويتابع تفاعلهم مع الدرس ويقيس استيعابهم ، ويشرف على وظائفهم وهم بهذا العدد ؟ والطريقة الحديثة في التدريس و المرافقة للمناهج الجديدة لايناسبها وجود هذا العدد الكبير من الطلاب في الصف الواحد.
لقد استطاعت سورية المحافظة على العملية التعليمية رغم قساوة الظروف خلال سنوات الحرب ، وأثبت الكادر التدريسي قدرته على مواجهة التحديات وحرصه على نشر التعليم في مختلف الظروف ، واليوم ومع تعافي بلادنا نحتاج الى مضاعفة الجهود لتأهيل المدارس بأفضل شكل ممكن ، وتكثيف الورشات التدريبية للكادر الاداري والتدريسي بما يتناسب مع جيل يحمل في ذاكرته إرثاً مؤلماً خلفته الحرب وتوابعها وبذل جهوداً جادة للارتقاء بالتعليم ، والبحث عن وسائل تؤمن الراحة للطالب داخل الصف وما يعانيه من ظروف الطقس صيفاً أو شتاء.
أمنياتنا بالتوفيق لجميع طلابنا ، أمل المستقبل ومنارة الغد السوري المشرق .
سمر المحمد