يعرف الفساد بمعناه الأوسع بأنه إساءة استخدام الوظيفة العامة لأهداف غير مشروعة وعادة ما تكون سرية لتحقيق مكاسب شخصية, وهذا الفساد يتمثل بسرقة المال العام والمحسوبية والرشوة والإبتزاز وممارسة النفوذ والاحتيال ومحاباة الأقارب,ولذلك الحرب على الفساد في بلدنا يجب ألا تقل ضراوة عن الحرب على الإرهاب فكلاهما ساهما في زعزعة استقرار البلد, فالسوريون بات يؤلمهم الحديث عن الفساد الذي أرهقهم كما يؤلمهم الحديث عن الحرب والإرهاب ,ليس من المقبول في هذه المرحلة وفي المراحل الأخرى أن تستغل الوظائف والنفوذ لتحقيق الكسب المادي الفاحش على حساب قوت الشعب مهما كانت الظروف ولابد من مكافحة ظاهرة الفساد بالطرق القانونية وإنزال أشد العقوبات بمن تثبت عليه تهمة الفساد والتلاعب بالأموال العامة فبدل من أن يقف من هو في موقع المسؤولية إلى جانب الناس تراه يسرق قوتهم ومستحقاتهم المختلفة .
نسمع بين الحين والآخر إنه سيتم إطلاق حملة عنيفة ستشنها الدولة ضد الفساد و المفسدين، و ذلك بعد أن تمكنت بفضل جيشنا من القضاء على الإرهاب ، لوضع حد لهذه الحالة التي استفحلت لدرجة أن الفاسد والسارق للمال العام يتباهى وكأنه بطل كسب الأموال بعرق جبينه .
إن أصعب أنواع الفساد هو الذي يأتي من أشخاص كانوا ثقة ، ثم خانوا ثقة الشعب بهم في ظروف نحن بحاجة إلى تقديم مشاريع مهمة ترتقي بأحوال الناس المعيشية وخاصة في هذه الأيام العصيبة والابتعاد عن كل ماليس له فائدة ملحة .
إن من انتصر على الإرهاب لابد أن ينتصر على الفساد ولكن بعزيمة صادقة وبتضافر جهود كافة السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية وغيرها .
محمود شبلي