تحية الصباح…. الذات الوطنية أصالة وانتماء

متجذرة حقائق الحياة في وعي كل أصالة , و حمية كل وجدان , و نبل كل عقل رزين يعمّر مداميك وجوده رسالة , مداها عبقرية كل انتماء , و رحابة كل عطاء عبر طاقات تتجدد و سمو إرادة تختزن في أعماقها مكانة الشرف الرفيع , وهو يتشرب رحيق النبالة إكسير حياة عبر نباهة الضمير الصاحي امتداد أزمان , و تعاقب أجيال لمعنى مكارم الأصالة شموخ انتماء في منابت العز و شامخات الأعمال , و قد اتسعت لها الحياة بيادر عطاء لا ينضب , و حقول غراس , سقياها همم مضمخة بكل عبق و شهامة فتوة لذهنية منفتحة و مكين خبرات , و سعة تواصل لعصر متدفق معرفيا يفيض بالتقانة و كثير من عولمة في قرية كونية , تحثنا دائما على كل مثابرة و اجتهاد وفق مزيد من تحفيز قدرات تستحضر الماضي أصالة و الحاضر إدراكا و مسؤولية ضمن مشروعية كل نبوغ لنكون حضورا مؤسسا صوب كل بناء ما بين ساعد و ذهن و أسرة و مجتمع و مؤسسات و أهل بوطن , و وطن في أمة , و أمة في ركب الحضارة الانسانية .. إنه وطننا وطن الأبجدية و الانتصارات و الحضارة و النور , والإرادة الصلبة في تجسيد معنى البناء و التحرير و التضحية و الإيثار و فساحة الحضور النوعي لمعنى المواطنة الحقة في التماهي , و بمسؤولية كبيرة , و عبر ثقافة الانتماء و التربية أسرة و مجتمعا» و قيما» , و تواصل ذلك عبر إدراك فطن مثقف لجمالية المسؤولية القائمة على وعي المرء بنفسه و قدراته و مكانته في وطنه , و مكانة الوطن في ذاته تجذرا» لا تنال منه عاديات الأزمان , و عبر مثاقفة المبادرة القائمة على المحبة و الخير و العطاء و الإحساس بأن قيمة المرء تقوى بالانصهار بعميق الانتماء بهاء نضارة ضمن وشائج المجتمع و عظمة وطن في مسار الحاضر و مكانة الماضي و إشراقة المستقبل ضمن الوعي الشمولي لدور كل منا في مكانة وطن عبر حضورهذا الوطن تاجا» على جبين الحضارة الانسانية
إن الذات الوطنية قيمة لمعنى الحياة في ريادتها لمعنى الإنسان الرسالة , المعني بكل إنتاج و صدق كل منتج , و كياسة كل سلوك , و نبل كل موقف و جمال كل فعل حضاري , و تسامٍ إنساني و فصاحة كل موقف يتشرب صاحبه صدق ترابط قول على عمل في ميادين الحياة وصعد الإنتاج على اختلاف ما تقتضيه الحياة المورقة نبلاً في ساميات كل غاية وهدف , و معيار ذلك الصدق في الترابط مطابقة واقع و سعادة وجدان جمعي في نبل مردود ما يبوح به أو يقوم به من عمل , أي كان نوعه .
إن الذات الوطنية انتماء لصواب الصدق و الإنتاج المبدع و الابتكار الأميز وضوحاً تحت الشمس في مقاربة كل أمر من غير تكسب جراء ضعف أو تغوّل في فساد أو وجع في قسوة , أو استعلاء جراء استقواء , أو تباين ما بين تصدير لأناقة في الشكل على حساب خواء في المضمون.
إن الذات الوطنية مسؤولية العقل و الضمير و الوجدان بجانبيها الذاتي و الموضوعي بما يخدم الفرد و المجتمع و الوطن و الإنسان في خضم تحديات الألفية الثالثة و مشاريعها الكبرى من غزو ثقافي و قرية كونية و مجتمع كوني و حتمية تكنولوجية و مشاريع استعمارية و تسليع للقيم و شراء للذمم و ضياع لأساسيات في قضايا كبرى يحاول المستعمر تفعيلها , لكن إرادة الحضور النوعي في شرف الانتماء هي حقائق الماضي و الحاضر و المستقبل في كل ريادة ما بين مجالس الفكر و ساحات الوغى و رايات خافقات على مطالع الأزمان ديمومة تشييد في رقي البناء و التحرير و معنى المسؤولية ألمعية ثقافة و أصالة وجدان و شرف عقل . مدى ذلك نحن الانسان في وطن الحضارة و الأبجدية و ذمم الأبناء في تعاقب الأجيال , و قد تشربت قامات الآباء والأجداد دنيا من إشراقات تسابق الآفاق .
فالذات الوطنية المتماهية بمكارم الانتماء الأصيل في وطن المحبة هي تجذر وعي لثوابت الهوية في سمو جمالياتها ثوابت تفيض عمقاً وطنياً وقومياً ورحباً إنسانياً مداه ما امتد المدى .

 نزار بدور

المزيد...
آخر الأخبار