استطاع مهرجان حمص الثقافي الفني عبر أيامه التسعة أن يستقطب جمهوراً كبيراً عبر أنشطته الثقافية والفنية وهذا ليس بغريب عن حمص التي تمتلك جمهوراً ذواقاً للفن والثقافة بشهادة الكثير من الأدباء والفنانين فمن يريد أن يعرف من الفنانين مستوى عرضه المسرحي يأتي به الى حمص ليستمع الى آراء الجمهور لأنه يعتبر مقياساً حقيقياً يقيس به الفنانون درجة وصول أعمالهم الفنية أو عدمها حتى أن أحد الممثلين القديرين الذي كان يحل ضيفاً على مهرجان حمص المسرحي أشاد بسوية الجمهور وثقافته حتى أنه كان يخرج قبل بدء عرضه ليرى كيف يأتي هذا الجمهور الى المسرح ليشاهد عرضاً مسرحياً ويشاهد ملامح وجوه الجمهور وهي تدخل صالة مسرح دار الثقافة الذي كان في أيام المهرجان الذهبية يملأ المسرح والبلكون وحتى الممرات ..
هذا الجمهور الذواق الذي تمتلكه حمص من حقه أن يستمتع بمزيد من الأنشطة الثقافية والفنية والتي توقفت خلال سنوات الحرب الكونية وبعودة بعض الأنشطة تعود الحياة الى المسارح وتعود البسمة الى الجمهور الذي كان يبحث عن المتعة والفائدة بآن معاً في معظم النشاطات التي كانت ومازالت تقام .. وإذا حصل تقصير من هذا الجمهور فهذا يعني أن هذا النشاط أو ذاك لم يكن بالمستوى المطلوب .
مجلس مدينة حمص يستحق الشكر على هذا المهرجان الذي ضم مجموعة من الأنشطة المميزة والأمل معقود أن تكون أنشطة المهرجان القادم أكثر تميزاً بكل شيء لانه بذلك فقط يقدم خدمة كبيرة للمدينة ويحافظ على ذلك الألق الذي يبدو في ملامح جمهورنا الذي هو الأساس في كل تلك الفعاليات .
عبد الحكيم مرزوق